ذكريات كأس العالم مليئة بالتشويق، وكل بطولة لها طابعها الخاص، لكن ستبقى نسخة مونديال 1934 خالدة فى أذهان عشاق الكرة المصرية، حيث شهدت مشاركة المنتخب الوطنى للمرة الأولى فى تاريخه بالمحفل العالمي.
ونالت إيطاليا شرف استضافة البطولة، إثر انعقاد مؤتمر برلين فى أكتوبر 1932، حيث اجتمعت اللجنة التنفيذية التابعة للاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» ثمانى مرات، ثم اختارت بلاد الأزورى لاستضافة البطولة فى الاجتماع الذى أقيم فى ستوكهولم عاصمة السويد يوم 9 أكتوبر 1932.
وحظت إيطاليا بشرف التنظيم على الطلب السويدي، خاصة أن الحكومة الإيطالية قررت تخصيص 3.5 مليون ليرة إيطالية ميزانية مخصصة للبطولة.
وتعد هذه أول دورة تُلعب بها تصفيات مؤهلة، بعدما قررت 32 دولة المشاركة فى البطولة، مما دفع فيفا لإجراء تصفيات ليتأهل بعدها 16 دولة للمحفل العالمي.
وغاب عن البطولة العديد من المنتخبات المهمة مثل أوروجواى حامل لقب أول نسخة، الذى قرر مقاطعة البطولة بسبب مقاطعة الدول الأوروبية للمشاركة فى البطولة الأولى التى استضافها عام 1930، ولهذا فإن هذه البطولة هى البطولة الوحيدة التى لا يشارك فيها حامل اللقب.
كما قررت منتخبات إنجلترا، أسكتلندا، أيرلندا الشمالية وويلز مقاطعة البطولة بسبب خلافاتها مع فيفا، حيث قال تشارلز سوتكليف، عضو الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم، إن البطولة التى تجمع المنتخبات الأربعة أفضل من هذه البطولة العالمية.
وحصلت قارة أوروبا على 12 مقعدا من أصل 16 مقعدا فى مونديال 34، وحصلت قارتى الأمريكتين الشمالية والجنوبية على 3 بطاقات، وبطاقة واحدة لقارتى آسيا وأفريقيا.
وتغير نظام المسابقة فى تلك النسخة من المحفل العالمي، حيث تغير نظام المجموعات الذى تم تطبيقه فى البطولة الأولى إلى نظام خروج المغلوب مباشرة من الدور الأول، على أن يتم اللجوء لوقت إضافى مدته 30 دقيقة، فى حال نهاية الوقت الأصلى بالتعادل، وفى حال استمرار التعادل يتم إعادة المباراة فى اليوم التالي.
وتجنب فيفا مواجهة منتخبات الأرجنتين، البرازيل، ألمانيا، إيطاليا، هولندا، النمسا، تشيكوسلوفاكيا، والمجر سويًا، فى تلك النسخة نظرًا لقوة تلك المنتخبات وقتها.
وشهدت تلك البطولة، إعادة أول مباراة فى تاريخ المونديال، بالدور ربع النهائي، حيث تعادل المنتخب الإيطالي، بهدف مع نظيره الإسباني، فى المباراة الأولى التى جمعتهما.
وأقيمت المباراة وسط أجواء مشحونة وعنيفة، حيث أدى العنف إلى إصابة الحارس الإسبانى ريكاردو زامورا فى المباراة الأولى مما جعله لا يشارك فى المباراة الثانية المعادة.
واستطاع منتخب إيطاليا الفوز بهدف فى المباراة الثانية، ليتأهل لنصف نهائى المونديال، ويطيح بنظيره النمساوي، بهدف، ثم واجه تشيكوسلوفاكيا فى المباراة النهائية، وتغلب عليه بهدفين لهدف.
وأقيمت المباراة النهائية على ملعب الحزب الوطنى الفاشي، حيث تقدمت تشيكوسلوفاكيا بالنتيجة، وسجل الأزورى هدف التعادل فى الدقائق الأخيرة، ثم أضاف الهدف الثانى فى الوقت الإضافى ليتوج باللقب.
