الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دور الإعلام في دعم مؤسسات الدولة المصرية "1"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقد «المعهد الكندى للإعلام» بحضور أساتذة وخبراء الإعلام فى مصر والعالم العربى مؤتمره العلمى الدولى الثالث، يومى الأربعاء والخميس من الأسبوع الماضى، بعنوان: «دور الإعلام العربى فى دعم مؤسسات الدولة فى ظل المتغيرات الراهنة»، تحت رعاية د. خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمي، وناقش المؤتمر عددًا من البحوث خلال خمس جلسات بحثية وجلستيْن نقاشيتيْن.
وأكد الدكتور مجدى القاضى رئيس مجلس إدارة المعاهد، أهمية عقد هذه المؤتمرات العلمية سنويًا فى مختلف التخصصات لإثراء البحث العلمى التى تفيد الدولة والمجتمع.
وأشارت د. ماجى الحلوانى رئيس مجلس إدارة «المعهد الكندى للإعلام»، إلى أن السيد عمرو موسى الأمين الأسبق لجامعة الدول العربية، وزير الخارجية الأسبق، كان ضيف شرف المؤتمر هذا العام، وحضر الجلسة الافتتاحية، وأشاد بفكرة المؤتمر ونهجه فى مساندة الدولة المصرية التى تتطلب منا جميعًا مزيدًا من العمل لتدارك ما فاتنا خلال السنوات الماضية.
وصرحت د. شيماء ذو الفقار عميد المعهد، بأن د. خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى، وجه كلمة للمؤتمر فى جلسته الافتتاحية ألقاها مستشاره الإعلامى د. عادل عبدالغفار، ركز فيها على المجالات التى ينبغى أن يسلط الإعلام عليها الضوء وتنال قسطًا وفيرًا من مناقشات الباحثين والخبراء خلال جلسات المؤتمر وفعالياته، ومنها دور الإعلام فى مكافحة الإرهاب والفساد. 
وعُقدت ضمن فعاليات اليوم الثانى للمؤتمر حلقة نقاشية موسعة بعنوان: «دور الإعلام فى دعم مؤسسات الدولة المصرية»، ضمت عددًا من أبرز خبراء الإعلام، وأدارها كاتب هذه السطور بصفتى أستاذ الصحافة ووكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة، وتحدث فيها: عبدالرازق توفيق رئيس تحرير الجمهورية، د. محمد سعيد محفوظ رئيس مجلس إدارة «ميديا توبيا»، ود. عصام فرج وكيل الهيئة الوطنية للصحافة، ود. محمد رضا حبيب رئيس تحرير برنامج «المواجهة» بقناة «إكسترا نيوز» الإخبارية، ونصر عبده مدير تحرير صحيفة «البوابة نيوز»، وعبدالجواد أبو كب رئيس تحرير موقع «السفير».
وتناولت الحلقة النقاشية دور إعلام الدولة فى مساندة المؤسسات المختلفة لكى تستعيد دورها المفقود، ودور الإعلام فى مواجهة الإرهاب والفساد، ودور الإعلام فى تغطية الأحداث فى سيناء، وكيفية إعداد إعلاميين مهنيين، وفى الوقت ذاته لديهم الإمكانات لممارسة دور فاعل فى مساندة الدولة المصرية فى مرحلة فارقة من عمر الوطن، علاوة على كيفية توظيف المضمون المتعمق فى تسليط الضوء على إنجازات الدولة المصرية فى السنوات الأربع الأخيرة.
فى بداية الحلقة النقاشية الموسعة، ألقيت بصفتى رئيس الجلسة الضوء على المراحل التى مرت بها الدولة المصرية فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011، ففى البداية، وقعت الدولة فى براثن الفوضى والانفلات، ثم محاولة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الإمساك بأزمة الأمور حتى لا تنهار الدولة تمامًا ويتم تقويض أركانها، ثم عام حكم الجماعة الأسود، فثورة المصريين على نظام الحكم الإخوانى فى 30 يونيو 2013، وما تلا ذلك من عمليات إرهابية تستهدف هدم الدولة، ثم مرحلة تثبيت أركان الدولة التى قام بها وباقتدار الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال فترته الرئاسية الأولى، وأخيرًا مرحلة انطلاق الدولة المصرية إلى آفاقٍ أرحب فى التنمية، والتقدم وتحسين معيشة المواطنين خلال السنوات الأربع المقبلة.
ولا شك أن الإعلام طاله ما طال مؤسسات الدولة من فوضى وانفلات فى أعقاب ثورة 25 يناير، يساعده فى ذلك تلك الكثبان الرملية المتحركة التى كانت تغوص فيها الرسائل الإعلامية المتضاربة دون أن يستطيع الجمهور تبين الحقيقة من الكذب والصواب من الخطأ. 
لقد كانت وسائل الإعلام فى تلك الفترة، مثل ماكينات نشر الدخان، الذى يعمى أبصار الجمهور عن الحقيقة، ولا يحاول أن يفسر له ما يحدث من حوله، وكأن الإعلام كان يقصد أن يُلقى الجمهور فى حالة من التيه والضياع لكى يُسلموا قيادهم للفئة المنظمة الوحيدة على الصعيد السياسى، وهى جماعة «الإخوان» الإرهابية، التى لاقت كل الدعم والمساندة من إعلام تنظيم «الحمدين» والإعلام الأمريكى والإعلام البريطاني، علاوة على الإعلام الإخوانى ممثلًا فى قناة «مصر 25» وصحيفة «الحرية والعدالة» وموقع «إخوان أون لاين» وصفحات «السوشيال ميديا»، بالإضافة إلى سيطرة الجماعة على إعلام الدولة المصرية من خلال تعيين رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير ونقيب صحفيين ووزير إعلام ينتمون للجماعة أو يأتمرون بأمرها.
وكانت العقبة الكبرى أمام جماعة «الإخوان»، هى بعض القنوات والصحف المناوئة لها، وهو ما تم التعامل معه من خلال مهاجمة صحيفتيْ «الوطن» و«الوفد»، واستهداف صحيفة «البوابة» وحرق أحد أدوارها، وحصار مدينة الإنتاج الإعلامي، وتشكيل مجلس إدارة للمدينة تم استبعاد كل المناهضين لحكم الجماعة منه، وضم المجلس أساتذة إعلام وإعلاميين أعضاء فى الجماعة، وهو المجلس الذى عقد أولى جلساته يوم الجمعة الموافق 28 يونيو 2013 بعد الصلاة، لضرورة ملحة وهى استباق موعد ثورة 30 يونيو، وكان أول قرارات المجلس الإخوانى هو توجيه إنذار شديد اللهجة للقنوات الفضائية التى تعارض النظام، يتوعدها بالغلق إن لم تلتزم النهج الإعلامى السليم، وهو القرار الأهم والقصة الخبرية الرئيسية التى تناولتها القنوات الفضائية مساء السبت، ليلة ثورة المصريين على حكم الجماعة.
وكانت ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو خير رد على جماعة إرهابية أرادت أن تحكم مصر بالحديد والنار، وتغلق كل المنافذ الإعلامية عدا الإخوانية منها، وتهدد هوية المصريين ووسطيتهم، وتفكك جيشهم وشرطتهم، وتُأخون مؤسساتهم ودولتهم، لتدين لها الأمور لخمسة قرون مقبلة- على حد قولهم.
وبعد أن كان الإعلام جزءًا من الفوضى فى أعقاب ثورة 25 يناير، أصبح قطاعًا مهمًا من الإعلام جزءًا من الثورة على حكم الجماعة الأسود؛ حيث كان له دور مهم فى تعبئة الجمهور ضد جماعة «الإخوان»، وهو ما عجل بثورة الشعب عليهم، تلك الثورة العارمة التى حماها الجيش كما حمى ثورة يناير، وهو ما يعكس الانحياز التاريخى للقوات المسلحة المصرية لظهيرها الشعبى منذ ثورة يوليو 1952 التى رحل عنا آخر رموزها الأستاذ خالد محيى الدين -رحمه الله-، وحرص الرئيس أن يتصدر جموع المشيعين لجنازة هذا الراحل العظيم.
ولا شك أنه بعد تثيبت أركان الدولة فى السنوات الأربع الماضية؛ فإن للإعلام دورًا فى المرحلة المقبلة من عمر الوطن، وهو الأمر الذى سنتناوله فى المقال المقبل من خلال رؤى وطُروحات خبراء الإعلام المصرى الذين شاركوا فى هذه الحلقة النقاشية المهمة.