الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

"البرافدا": العلاقات بين روسيا وحلفائها في الاتحاد الأوروآسيوي "باتت خشنة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
طرحت صحيفة «البرافدا» الروسية العريقة فى مقال بعنوان «تباينت الطرق بين روسيا وحلفائها فى الاتحاد الاقتصادى الأوروآسيوى»، تساؤلا حول، هل تخسر روسيا حلفاءها فى فضاء الاتحاد السوفيتى السابق، فى البداية تتساءل الصحيفة عما إذا كانت روسيا لم تلحظ ما يحدث فى دول الاتحاد الاقتصادى الأوروآسيوى، فعلاقاتهم الفجة المستغلة لروسيا، تشير إلى أنهم على حافة رفض التكامل مع روسيا، ومن الممكن أن تكون موسكو فى مرحلة من استجماع الكتلة الحرجة لإعادة النظر فى تحالفاتها مع أرمينيا وكازاخستان وروسيا البيضاء، وهو أمر جيد وأكثر فائدة لروسيا حسب الصحيفة. 
واستطردت الصحيفة أن العلاقات بين روسيا وحلفائها سواء فى الاتحاد الاقتصادى الأوروآسيوى أو اتفاقية الأمن الجماعى منذ الأزمة المتصاعدة بين الغرب وموسكو، أصبحت خشنة، أو بالأحرى وفق الصحيفة خيانة، ولننظر كيف رفضت «كازاخستان» الحليف المقرب لروسيا، تأييد القرار الروسى الذى يدين العدوان الأمريكى الأخير على سوريا فى مجلس الأمن، بل ذهبت كازاخستان لأبعد من ذلك عندما حافظت بشكل استعراضى على بقاء سفر الأمريكيين إليها بدون تأشيرة، رغم رجاء وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف لها بعمل عكس ذلك، وهى بذلك وضعت الأمن الروسى على المحك.
والمدهش أن تعلن «آستانا» على لسان وزير خارجيتها خيرت ابراخمانوف، عن أن الولايات المتحدة شريك استراتيجى لكازاخستان يوم ٢٥ أبريل الماضي، أثناء توقيع اتفاق يعطى الولايات المتحدة الحق فى دخول ميناءى أكتاو وكوريك على بحر قزوين، ولا يخفى على أحد سبب توقيع هذا الاتفاق وهو لمنح واشنطن إمكانية توصيل حمولات لأفغانستان متخطية بذلك روسيا، بالإضافة لهذا قامت كازاخستان بتمديد العمل باتفاق «الشراكة من أجل السلام» مع حلف الناتو، والذى تقوم بمقتضاه بالحصول على معدات عسكرية وترسل ضباطها للتدريب فى أمريكا.
أما «أرمينيا» حسب «البرافد» وما جرى فيها يصب بلا شك فى صالح علاقات أقوى مع الغرب، المقدمات كانت واضحة حتى أثناء وجود رئيس الوزراء السابق سيرج سارجسيان، عندما سمح للشواذ بالخروج فى مسيرة، بشوارع العاصمة يريفان، مما غير الوجه القومى لأرمينيا، كما وقعت يريفان اتفاقية فى العام الماضى مع الاتحاد الأوروبى تقضى بتوسيع التعاون مع أرمينيا، حيث سيقدم الاتحاد الأوروبى معونة لأرمينيا فى إغلاق محطة توليد الكهرباء النووية، وزادت حركة التجارة مع الولايات المتحدة لتحتل من حيث حجمها المركز الثانى بعد روسيا، ومن المتوقع أن يزداد التعاون مع الغرب بعد انتخاب نيكول باشينيان رئيسا للوزراء، فى ٨ مايو الجارى، وهو الشخص الموالى للغرب أو الأكثر موالاة للغرب من القيادات الأرمينية السابقة.
وفيما يتعلق بـ«روسيا البيضاء» الحليف اللصيق بروسيا، فإن روسيا أنفقت عليها ١٠٠ مليار دولار، خلال الفترة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتى وحتى الآن، سواء كان هذا المبلغ بشكل مباشر أو من خلال استثناءات فى مجال إمدادها بالمحروقات، ويبلغ ما أنفقته روسيا على روسيا البيضاء فى هذا المجال ضعف ما أنفقته على أوكرانيا، ورغم ذلك يوجه رئيس روسيا البيضاء الكسندر لوكاشينكو كل يوم انتقادات لروسيا، بأن السلع البيلوروسية يتم التضييق عليها فى أسواق الاتحاد الاقتصادى الأوروآسيوى، وأن أسعار الغاز والنفط الروسى مرتفعة.
من أهم حليف مثل روسيا البيضاء، لموسكو. لكن أى أهم حليف ـ وفق البرافدا المحافظة ـ إذا كان يريد أن يكون «صديقا وشريكا للغرب»، وبدلًا من دعم روسيا فى مواجهتها للولايات المتحدة فى سوريا قال الرئيس البيلوروسى: إن هذه المواجهة مثل معارك «الديوك»، وقال لروسيا وأمريكا ماذا تفعلان أنكما تمشيان على تلك الأرض «سوريا» الواحد أمام الآخر مستعرضين قواتكم وقدراتكم» لا أدرى تدربون هناك الجيش أم ماذا، ثم توجهون كلامكم إلينا عن أن سوريا مسكينة، وتتساءلان كيف تساعدانها بوجودكم هناك». 
لم تقف «بيلوروسيا» عند هذا بل قام وزير خارجيتها فلاديمير ماكى، بزيارة لبريطانيا فى أوج التحقيقات الخاصة بقضية سكريبال، وشارك فى اجتماع لمنظمات خبيرة، تهدف لإيجاد طرق لمواجهة روسيا، وكان المنطقى أن تطرد روسيا البيضاء دبلوماسيين أمريكيين وبريطانيين دعما لروسيا، وتخلص الصحيفة إلى أن كل هذه الدول ربما ترغب فى الحصول على دعم مالى ثمنًا لمواقفها، وأرمينيا تريد حلا لمشكلة كاراباخ، لكنها لا تدرك أنه بمجرد خروج روسيا سيتم سحقها بواسطة أذربيجان وتركيا، فيما تراهن روسيا البيضاء بمحاباة الغرب، وأن يخلع عن رئيسها وصفا آخر «نظام ديكتاتورى» فى أوروبا.