الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

«كان 2018».. صراع التقاليد والحداثة على شواطئ الريفيرا

البوستر الرسمي لمهرجان
البوستر الرسمي لمهرجان «كان» السينمائى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


تنطلق الليلة فاعليات الدورة الـ71 من مهرجان «كان» السينمائى، بحضور نخبة من نجوم السينما العالمية، وتستمر فعاليتها حتى 19 من الشهر الجارى، وتحمل هذه الدورة الكثير من الجدل والصراعات بين إدارة المهرجان، وعددًا من المنصات الرقمية، والتى تأتى شبكة «نيتفليكس» فى مقدمتها، حيث يبدو للوهلة الأولى أن الصراع الناشئ بينهما سطحى، ولكنه يحمل فى طياته رسائل عميقة تتمحور حول رسم ملامح مستقبل صناعة السينما، والتى تسعى شركات المشاهدة المباشرة أمثال «نيتفليكس» و«أمازون» تحويلها إلى صناعة رقمية 100% تُدار بالكامل عبر شبكات الإنترنت، من شأنها أن تقضى على ما يُعرف بـ«دور العرض السينمائي».
وربما استشعرت مهرجانات عريقة كـ«الأوسكار» و«كان» بهذا الانتشار السريع للمحتويات الرقمية الترفيهية، فبدأت بسن قوانين تُجبر هذه المنصات التى تود المنافسة بمهرجاناتها على عرض أفلامها بدور السينما لفترة أطول، ليغلق الباب تمامًا على «نيتفليكس» التى أنفقت ملايين الدولارات لتسويق فيلمها «Mudbound» الذى رُشح لـ4 جوائز أوسكار هذا العام.
ويبدو أن «أمازون» استفادت من الدرس جيدًا بعدما نجح فيلم «Manchester By The Sea» العام الماضى من الوصول لـ«الأوسكار» وحصد جائزتين، بينما تُصر «نيتفليكس» على التحدث بنبرة جافة متعالية تفتقر لأبسط أساليب التحاور والإقناع، ليبقى السؤال القائم فى هذه اللحظة الفارقة من تاريخ السينما، «كان» لا يريد «نيتفليكس».. ولكن هل «نيتفليكس» بحاجة إلى «كان»؟


جودار وسبايك لى يغازلان السعفة الذهبية.
حظر التقاط «السيلفي» على السجادة الحمراء.. ولا عزاء للمنصات الرقمية.
4 أفلام عربية مشاركة بأقسام المهرجان الرئيسية تتضمن الفيلم المصرى «يوم الدين» بعد غياب 6 سنوات.
السينما السعودية تدخل عالم الترفيه والسينما.. وتشارك بـ9 أفلام قصيرة.

تحديات كبيرة تنتظر مهرجان كان السينمائى فى دورته الـ71، فالحديث عن مستقبل السينما بات أمرًا ملحًا لأخذه على محمل الجد بكبرى المحافل السينمائية الدولية، وسط التطور المخيف الذى تحدثه السينما الرقمية فى إعادة تشكيل الصناعة.
مجموعة من القرارات المفاجئة والصادمة طل بها علينا المخرج الفرنسى تيرى فريمو، مدير المهرجان، مارس الماضى، تمثلت فى حظر التقاط الصور «السيلفي» على السجادة الحمراء، معللًا هذه الخطوة بضرورة إنهاء الفوضى العارمة، التى يثيرها هذا الأمر خلال استعراض الفنانين المشاركين، ومنع حضور أو وجود الطواقم الصحفية خلال العروض الأولى للأفلام، والتى قوبلت باستهجان بالغ من جانب نقابة النقاد الفرنسية لعدم قدرة أى مسرح من مسارح المهرجان على استيعاب ما يقارب 4 آلاف صحفى فى آن واحد، وبالتالى حرمان الكثير من النقاد السينمائيين حضور الأفلام، التى يأتون خصيصًا لها من كل حدب وصوب حول العالم، كما ذكرت النقابة أن هذه الشروط ستقود بعض الصحفيين للتخلى عن إجراء المقابلات والقيام بها قبل مشاهدة الأفلام لتقليص تغطيتهم الافتتاحية للمهرجان عن طريق إرسال عدد أقل من الصحفيين والنقاد.
ومع ارتفاع صيحات النساء العاملين بمجال السينما للمطالبة بتنفيذ مجموعة من القرارات كالمساواة فى الأجر مع الممثلين، ووضع قوانين صارمة لمواجهة التحرش الجنسى داخل الصناعة، قامت إدارة «كان» السينمائى بإدراج 3 مخرجات للمشاركة بالمسابقة الرسمية، وقامت بتشكيل لجنة تحكيم ترأستها النجمة كيت بلانشيت، وضمت المخرجة الأمريكية آفا دوفيرناى، والممثلة الشابة كريستين ستيوارت، والمغنية البوروندية خادجا نين، وليا سيدو، كما خصصت خطًا ساخنًا لمواجهة ضحايا التحرش والاعتداءات الجنسية.
وللعام الثانى على التوالى ظلت شبكة «نيتفليكس» الأمريكية مسار جدل شائك بمهرجان كان السينمائى، بعدما أعلنت سحب أفلامها وعدم مشاركتهم فى الدورة الـ71، بسبب رفضهم عرض أفلامهم بدور العرض الفرنسية، وهو ما يتنافى مع لوائح «كان»، وأصبح عملاق السينما الرقمية شبح يهدد دور السينما، كما كنا نعرفها من قبل، ليسجل المهرجان هذه الدورة موقفًا معاديًا فى كل ما يخص التكنولوجيا بجانب «حظر السيلفي»، وظهر هذا جليًا فى تصميم الغلاف الإعلانى للمهرجان، والذى حمل لقطة شهيرة للممثل جان بول بلموندو والممثلة آنا كارينا من فيلم «Pierrot le fou» أو «بييرو المجنون»، من إنتاج 1965، ويُعد واحدًا من أهم كلاسيكيات السينما العالمية، وهو نفس توجه دورة العام الماضى، حينما اختيرت الممثلة الإيطالية كلوديا كاردينالى بطلة للبوستر الرسمى للدورة الـ70، فى لقطة شهيرة من أحد أفلامها خلال فترة الخمسينيات.
وبالحديث عن الأفلام المشاركة بالمسابقة الرسمية للمهرجان، فقد حرصت إدارة «كان» على التنوع فى اختيار الأعمال السينمائية المقدمة سنويًا، وضرورة تمثيل العديد من الأسواق السينمائية حول العالم.
المخرج الإيرانى أصغر فرهادى يفتتح المهرجان هذا العام بفيلم الدراما والتشويق «Everybody Knows» للنجم خافير بارديم والنجمة بينلوبى كروز، وتم تصويره بالكامل فى إسبانيا، وتدور أحداثه حول عودة كارولينا، وهى امرأة إسبانية كانت تعيش فى بوينس أيرس، إلى مسقط رأسها خارج مدريد مع زوجها وأطفالها الأرجنتينيين، ومع ذلك فإن الرحلة تجلب العديد من الأحداث غير المتوقعة، التى تكشف مجموعة من الأسرار إلى العلن.
وللمرة الثالثة فى تاريخها تستقطب إدارة كان السينمائى عرض أفلام سلسلة «حرب النجوم» الشهيرة، بعدما أعلنت إقامة عرض خاص لفيلم Solo:A Star Wars Story، قبل طرحه بصالات السينما العالمية فى 25 مايو الجارى، وتدور أحداثه حول مغامرات (هان سولو) و(تشوباكا) قبل الانضمام إلى التمرد وبعد لقائهما اﻷول، بما فى ذلك لقاءاتهم المبكرة مع المقامر الشهير (لاندو كالريسيان)، وهى المغامرات التى ستضع نصاب الكثير من اﻷمور فى المجرة، وتبرز الكثير من اﻷبطال، ومن إخراج رون هوارد.
السينما الآسيوية حازت نصيب الأسد هذا العام بمهرجان كان السينمائى، برصيد 9 أفلام فى الأقسام المختلفة للمهرجان، كما شهدت مشاركة من جانب المخرج الإيرانى جعفر بناهى، الذى دخل السباق بقوة بفيلمه «Three Faces»؛ بناهى حصد ٣ جوائز من قبل بمهرجان كان، آخرها عام ٢٠٠٣ عندما حصد جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلم «Talaye sorkh» بمسابقة «نظرة ما».
وكعادتها خلال السنوات الأخيرة، لم تحظَ السينما الأمريكية بالتمثيل الكافى فى العديد من المهرجانات الأوروبية، ولكنها عودة قوية للمخرج الشهير سبايك لى، بعدما اختير فيلمه «BlacKkKlansman» للمشاركة بالمسابقة الرسمية للمهرجان، والذى تدور أحداثه حول السيرة الذاتية لضابط الشرطة الأمريكى ذى الأصول الأفريقية «رون ستالورث»، والذى ينجح فى التسلل والدخول وسط حزب «كو كلوكس كلان» المتطرف، ويصبح رئيسًا للفصل المحلى عام ١٩٧٨، وكان قد ترشح لجائزتى السعفة الذهبية عامى ١٩٨٩ و١٩٩١، وفاز بجائزة جائزة التحكيم الكبرى بنفس السنة عن فيلم «Jungle Fever»، كما يُشارك أيضًا فيلم «Under the Silver Lake» للمخرج ديفيد روبرت ميتشيل، الذى رُشح قبل عامين لجائزة الكاميرا الذهبية بكان، بمشاركة النجم أندرو جارفيلد فى بطولة الفيلم.
عودة أبناء الصف القديم من المخرجين لم تتوقف عند مشاركة سبايك لى وحسب، بل شملت المخرج الفرنسى الشهير جان لوك جودار، والذى يُعد أحد رواد السينما الفرنسية، بفيلم «The Image Book»، بعد غياب دام ٤ سنوات منذ أن قدم فيلم «Goodbye to Language» عام ٢٠١٤، وترشح وقتها لجائزة السعفة الذهبية، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة.
بجانب مشاركة أوروبية متميزة من جانب المخرج الإيطالى ماتيو جارو بفيلم «Dogman»، وعودة قوية للمسابقة الرسمية بعد غياب 3 سنوات، وأيضا مواطنته المخرجة أليس روشار بفيلم «Happy as Lazzaro».
السينما العربية كانت على موعد مع التاريخ بهذه الدورة، بعدما اختارت اللجنة المنظمة 4 أفلام للمشاركة بأقسام المهرجان الرئيسية، فضمت المسابقة الرسمية الفيلم المصرى «يوم الدين» للمخرج الشاب أبوبكر شوقى، وهى المرة الأولى التى تشارك بها مصر بالمسابقة الرسمية منذ 6 سنوات بفيلم «بعد الموقعة» للمخرج يسرى نصر الله، الفيلم من إنتاج دينا إمام، ومحمد حفظى، الذى عين مؤخرًا رئيسًا لمهرجان القاهرة السينمائى، وتدور أحداثه حول شخصية «بشاي» رجل مصاب بالجزام يرحل من مستعمرة الجزام فى أبوزعبل للعودة لأسرته فى أحد أقاليم مصر، ويمر بأكثر من محافظة، ويشاركه الرحلة حمار وطفل يتيم اسمه «أوبام»، وكان قد أشاد رئيس المهرجان تيرى فريمو بهذا الفيلم واختياره ضمن أفضل الأعمال السينمائية هذا العام، وهو ما قد يعزز فرصه فى المنافسة على السعفة الذهبية، كما شهدت مشاركة لبنانية بفيلم «Capernaum» أو «كفر ناعوم» للمخرج نادين لبكى، التى شاركت من قبل بفيلمى «سكر بنات» عام 2007، وفيلم «هلا لوين؟» عام 2011.
أما مسابقة «نظر ما» والتى تُعد ثانى أكبر أقسام «كان» بعد المسابقة الرسمية، فقد شهدت مشاركة مغربية بفيلم «Sofia» أو «صوفيا» للمخرجة مريم بن مبارك، وفيلم «My Favorite Fabric» أو «قماشتى المفضلة للمخرجة السورية جايا جيجى.
السينما السعودية تدخل عالم الترفيه والسينما بكل قوة بعد رفع الحظر على المحتوى الفنى بالمملكة، وتشارك بـ9 أفلام قصيرة فى «كان»، كما تم تخصيص جناح خاص للسينما السعودية، لمناقشة مستقبل السينما بالمملكة.