الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"إشاعة أون لاين".. خبراء: اعتماد الإعلام على مواقع التواصل الاجتماعي يقتل "المهنية".. والتسرع في نقل الأخبار يثير البلبلة والذعر.. ووكيل "الصحفيين": نادينا بالحفاظ على الصحافة الورقية لتدارك الأخطاء

جمال عبد الرحيم،
جمال عبد الرحيم، وكيل نقابة الصحفيين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مصدرًا للشائعات والأخبار المكذوبة، خاصة في ظل الحوادث التي تشغل الرأي العام، ويتابع المواطنون أي معلومة تنشر بشأنها، وفي ظل سطوة مواقع التواصل تتضارب الأنباء والمعلومات التي تخص الحادثة دون الرجوع إلى مصادر رسمية، أو التريث إلى حين صدور تحقيقات النيابة والأجهزة الأمنية، وهو الأمر الذي يثير الذعر والقلق بين المواطنين، خاصة أن الإعلام أصبح يعتمد على هذه المواقع كمصدر للمعلومات، ما يؤدي إلى الوقوع في أخطاء مهنية جسيمة.


ومؤخرًا أثارت جريمة قتل خمسة أفراد من أسرة واحدة، وعرفت بـ"جريمة الرحاب"، حيث إن الجريمة تضمنت قتل عدد أفراد الأسرة بالكامل في حي الرحاب، ما أثار الرأي العام وعلى صفحات التواصل الاجتماعي وانتشار أخبار وتفاصيل حول الواقعة لا تنتمي إلى الحقيقة خاصة قبل نشر نص التحقيقات الخاص بالنيابة حول الحادث، وبدأت وسائل الإعلام تنشر الأخبار وتداولها دون سند حق. 


وقال جمال عبد الرحيم، وكيل نقابة الصحفيين، إن التسرع في نشر الأخبار قبل التحقق من صحتها عبر المواقع الإخبارية الإلكترونية المختلفة تحول إلى ظاهرة سلبية في الآونة الأخيرة، وهو ما يجعلنا ننادي بالحفاظ على الصحافة الورقية، حيث إنه في الساعات الماضية نشرت العديد من المواقع الإخبارية معلومات متضاربة حادث مذبحة الرحاب التي راح ضحيتها رجل أعمال وزوجته وأولاده الثلاثة. 
وأفاد عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي، بأن المواقع ذكرت أن رجل الأعمال قتل زوجته وأولاده الثلاثة ثم انتحر لمروره بضائقة مالية مضيفًا، أن الزملاء في مختلف المواقع الإخبارية تسرعوا في اتهام رجل الأعمال بالقتل ثم الانتحار خاصة أن الجريمة وقعت منذ 3 أيام وتم اكتشافها عقب انبعاث رائحة جثث القتلى، وبالتالي لا يوجد شاهد عيان واحد فقط يؤكد صحة ما نشر، علاوة على أن تقارير الطب الشرعي والأدلة الجنائية لم تصدر بعد المواقع الإخبارية أكدت على لسان مصادر أمنية أن رجل الأعمال استولى على مبالغ مالية كبيرة من بعض المواطنين، وصدرت أحكام قضائية ضده في قضايا نصب مما جعله يترك مقر إقامته ويستأجر فيلا بالرحاب للإقامة بها بعيدا عن مطاردة المواطنين وقوات الشرطة له ومن ثم كان يستوجب على الزملاء عدم التسرع في النشر والانتظار لحين كشف ملابسات الجريمة فقد تكون ارتكبت بدافع الانتقام وأن رجل الأعمال القتيل بريء من قتل زوجته وأولاده وأنه قتل ولم ينتحر.

وقالت الدكتورة إيمان صالح عميد سابق كلية الإعلام بأكاديمية العلوم، إن دور الإعلام في الفترة الأخيرة أصبح يعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي وكثيرًا ما ينقلون معلوماتهم عن طريق الإنترنت بدون التأكد من المعلومات والأخبار قبل عرضها على الرأي العام، مؤكدة أنه يسبب البلبة واتاحة الفرصة لترويج الشائعات.
لافتة إلى أن الكثير من الوسائل الإعلامية أصبحت تبحث عن نقل الأخبار وتتسارع في ذلك دون التأكد ممن صحتها بحثًا عن "الانفرادات"، والكثير خالف الدور الحقيقي لوسائل الإعلام التي يجب عليها توضيح الحقيقة ونشر المعلومات الصحية بين الجمهور.
بينما قال الدكتور محمد علي، أخصائي الطب النفسي، إن هذه الشائعات التي تروج في المجتمع تسبب في وقوع عبء وضغط نفسي على الفرد، لأنه يصبح في حالة توتر وخوف وقلق مما يدور من حوله في المجتمع من مشكلات ووقوع جرائم يتم الترويج لها، وبالتالي يفقد الثقة والتعامل مع الأفراد بشكل طبيعي في المجتمع.