الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الفانوس.. صراع المحلي والمستورد في "تحت الربع" ركود في الإقبال.. وزيادة 10% على أسعار العام الماضي.. والأسعار تبدأ من 15 جنيهًا لـ"أبو شمعة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
البداية كانت من شارع «تحت الربع»، أهم شوارع حى الدرب الأحمر بمنطقة وسط البلد التاريخية، والأشهر فى صناعة وتجارة فانوس رمضان فى مصر.
بين فوانيس من الصاج وأخرى من الخشب وثالثة من الرخام، بالإضافة لكميات قليلة من الفانوس الصيني، جميعها؛ تملأ الورش والمحال من الداخل وتصطف خارجها فى أشكال تخطف أعين الزائرين فى انبهار، لتُعلن عن قدوم شهر رمضان وواحد من أهم طقوسه المصرية المتوارثة عبر مئات السنين وهو «الفانوس».

«الخامات غليت والأسعار غليت معاها».. بدأ بها هانى أبوالعدل، صاحب أحد محال بيع الفانوس، موضحًا أن هُناك ارتفاعًا فى أسعار الفانوس عن السنة الماضية، بنسبة لا تقل عن ١٠٪ نتيجة لارتفاع أسعار الخامات المُستخدمة فى الصناعة؛ الزجاج والصفيح ومادة اللحام.
وأضاف أبوالعدل، أن أسعار الفانوس تبدأ من ١٥ جنيها، للفانوس أبوشمعة، وحتى ٤ آلاف جنيه للفانوس المصنوع من الصفيح والزجاج، بطول ٤ أمتار، مُشيرًا إلى ركود فى عملية البيع للعام الحالى عن السنوات الماضية بسبب الارتفاع البسيط فى الأسعار وضيق يد حال العديد من الأُسر المصرية.
«أبوالعدل» يعمل فى مهنة؛ صناعة وبيع الفوانيس أبًا عن جد. يقول: «مُعظم المحلات لها ورش تصنيع، حيث نبدأ العمل فى تصنيع الفوانيس بعد عيد الأضحى مباشرة، لمدة تصل إلى ٨ أو ٩ أشهُر، بداية من الطباعة على الزجاج وتحديد الإسطمبات لأشكال الصاج ووصولًا بوضع اللمسات الأخيرة للفانوس، ثم نترك الورشة ونبدأ فى عرض المُنتج داخل المحل وفى الفرش، مع ضرورة وجود ورشة مُصغرة داخل كُل محل للتعامل مع عيوب التصنيع والإضافات التى تواجهنا أثناء عملية البيع».
وخلال سنوات عمل الرجل الأربعيني، يتذكر أفضل فترة لرواج الفانوس المحلى قائلًا: «أيام ثورة يناير.. كُل الناس قالت إن الإقبال على الشغل سيكون ضعيفًا لكن حدث العكس تمامًا، كان الإقبال على الفانوس رهيبًا، كُل المحال والورش باعت بلا استثناء، لدرجة؛ أن شارع؛ تحت الربع لم يكن به موطئ لقدم بسبب الزحام الشديد على شراء فانوس رمضان».
وعن الفانوس المستورد، يُضيف أبوالعدل: «بعض المحال هنا تبيع المستورد بجانب الفانوس المحلي، لكن أسعاره مُرتفعة، تصل إلى ٢٥٠ جنيها للفانوس الصغير، كما أن الفانوس المحلى يُعتبر الأكثر رواجًا وطلبًا، كون تلفه يكون بصعوبة مُقابل المستورد الذى لا يعيش أكثر من عدة أيام بسبب خاماته الرديئة المصنوعة من البلاستيك».

يلتقط طرف الحديث حمادة أبوالعدل، ليُضيف: «كُل سنة نجدد من مُنتجنا، إسطمبات جديدة بأشكال جديدة، صنعنا فانوسًا طوله ١٠ أمتار، بالطلب، بالإضافة للأشكال الجديدة كُل عام..، كُل ذلك لمواجهة غرق السوق بالفانوس الصيني، وفى النهاية نجحنا».
ويُتابع حمادة: «بداية تغريق الفانوس الصينى للسوق كانت فى ٢٠٠٧، وقتها وجد رواجًا فى الشارع، لكن خلال ٥ أعوام تالية من وجوده استطعنا أن نقضى على هذا الرواج لصالح الفانوس المحلي، بعدما طورنا من تصميمات وأشكال الفانوس المصري».