دعا لحوار مسيحى إسلامى.. وأصدر وثيقة «حوار العلم»
جلس البابا بولس السادس على سدة ماربطرس فى الفترة من 1898-1978، وهو بابا الكنيسة الكاثوليكية رقم 262، وُلد جيوفانى باتيستا إنريكو أنطونيو ماريا مونتينى فى كونشسيو فى 26 سبتمبر 1898 فى بلدة صغيرة قرب مدينة شمال إيطاليا، وبعد وفاة البابا يوحنا الثالث والعشرين فى 23 يونيو 1963، اجتمع الكرادلة لانتخاب خلف له، وقعت القرعة على الكاردينال جيوفانى باتيستا مونتيني.
تم انتخابه لكرسى البابوية عام 1963، التزم بالمنهج الذى رسمه سلفه البابا يوحنا الثالث والعشرون فى إدارة شئون الكنيسة، واختار اسم بولس السادس تيمنًا باسم القديس بولس، الذى جعل رسالته نشر المسيحية فى العالم.
وقد عمل من أجل توحيد الكنيستين الغربية والشرقية، والدفاع عن رجالها، والتفاهم مع الحكومات الشيوعية، وزار الأراضى المقدسة (فلسطين) عام 1964، وعمل على الاجتماع برئيس الكنيسة الأرثوذكسية فى القدس، كما التقى بالبابا شنودة الثالث للأقباط الأرثوذكس عام 1973.
وكان أول بابا يسافر بالطائرة خارج الفاتيكان ويزور الأراضى المقدسة، وأول بابا يسافر إلى الولايات المتحدة، ويلقى خطابًا فى مقر الأمم المتحدة بنيويورك، ويدعو فيه إلى السلام العالمي، دعا لحوار مسيحى إسلامى وأصدر وثيقة «حوار العلم»، رفض منع الحمل بالوسائل الاصطناعية وندد بسياسات تنظيم الأسرة المفروضة من الدول الغنية على البلدان الفقيرة.
لقد تخوّف العالم من أن تتوقف أعمال المجمع المسكوني، الفاتيكانى الثاني، بعد وفاة البابا يوحنا الثالث والعشرين، ولكنّ هذا التخوّف لم يكن فى موضعه، إذ صرّح البابا الجديد بأنه سيتابع بكل أمانة وإخلاص أعمال المجمع المسكونى الفاتيكانى الثاني، الذى بدأ به سلفه.
البابا بولس السادس كان يؤمن بأهمية الحوار مع الشريعة الإسلامية لما فيه من تحقيق الأمن والسلام فى الكرة الأرضية، وهو يهدف لخير البشرية وكان البابا بولس السادس منذ أن تسلم منصبه الكرسى الرسولي، قد صرف كل جهد ليقف على مبتدأ الشريعة الإسلامية، وجمع لديه العديد من المؤلفات التاريخية التى تتحدث عن الإسلام والمسلمين ولمضمون القرآن الكريم من آيات سماوية ومعانيها القيمة.
وجه البابا بولس السادس الدعوة أثناء انعقاد المجمع الفاتيكانى الثانى الذى شارك فيه كرادلة من جميع أنحاء العالم، مطالبا بإصدار وثيقة عن العلاقات المسيحية الإسلامية، وصدرت وثيقة تاريخية عن المجمع المسكوني، تضمنت توجهات حضارية تدعو لحوار مسيحى إسلامى وحملت الوثيقة عنوان «نور العالم».
فى سنة 1968 وخلال جلوسه على كرسى الفاتيكان، طلب البابا كيرلس السادس بطريرك الأقباط من البابا بولس السادس إعادة جسد القديس مرقص لمصر، وذلك بمناسبة الاحتفال بمرور 19 قرنا على استشهاد القديس مرقص فوافق البابا بولس السادس على الطلب إكراما للشهيد مار مرقص كاروز الديار المصرية، وتم استلام الرفات يوم السبت 22 يونيو سنة 1968 ثم تسلم الوفد الرسمى الموفد من قبل البابا كيرلس السادس رفات القديس من يد البابا بولس السادس بابا روما فى القصر الباباوى بمدينة الفاتيكان.
أشهر رسائله «حول أساليب تنظيم الأسرة» الصادرة فى 25 يوليو 1968، وقع البابا بولس السادس رسالته العامة «الحياة البشرية» يرفض فيها رفضا قاطعا منع الحمل بالوسائل الاصطناعية، ويندد بعبادة الفرد وسياسات تنظيم الأسرة المفروضة من الدول الغنية على البلدان الأكثر فقرا، وأثارت الرسالة العامة فور نشرها عاصفة من الانتقادات والمعارضة داخل الكنيسة وخارجها، وفى 6 أغسطس 1978 تنيح عن عمر يناهز 80 عاما إثر نوبة قلبية، بمقره بكاستل گاندولفو، بإيطاليا.
