الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

رئيس مجلس الأعمال المصري الكندي لـ"البوابة نيوز": "25 يناير" حلت بكارثة على الاقتصاد.. 400 مليون دولار حجم التبادل التجاري بين البلدين.. وتشديد الرقابة على الصادرات ضروري

معتز رسلان أثناء
معتز رسلان أثناء حواره لـ" البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال معتز رسلان، رئيس مجلس الأعمال المصري الكندي، إن حجم التبادل التجارى بين مصر وكندا نحو 400 مليون دولار فقط، وأضاف فى حواره مع "البوابة نيوز" أن مصر تحتاج إلى عامين أو ثلاثة أعوام حتى يظهر أثر القوانين والتشريعات الجديدة على المستثمر الأجنبى، واصفا ثورة 25 يناير بالكارثة على الاقتصاد المصري، وطالب بتشديد الرقابة على الصادرات، للحفاظ على سمعة المنتج المصرى فى الخارج ضد محاولات بعض المصدرين تحقيق أرباح من خلال عدم الالتزام بالمواصفات.


■ ما الفرق بين مصر وكندا من الناحية الاقتصادية؟
- من الصعب المقارنة بين مصر وكندا فيما وصلت إليه، لكن من الممكن أن نقارن مصر بدول أخرى متشابهة فى الظروف والمستوى الاجتماعي، ولكن كندا تتمتع بالاستقرار السياسى والاجتماعي، بينما مصر مرت بظروف مختلفة أدت إلى تأخرها كثيرًا، فقد مرت علينا ثورتان متتاليتان، بالإضافة لتعرضها لعدة عمليات إرهابية، كما أن مصر ما زالت لديها مديونيات كبيرة، وما زلنا نستورد احتياجاتنا الغذائية، والدولة من الصعب أن تمنح تسهيلات مقارنة بدولة مثل كندا، التى تمنح أراضى بالمجان وغيرها من الامتيازات الجاذبة للاستثمار، لأن الدولة المصرية الآن محتاجة لكل جنيه لكى تسد احتياجات المواطنين الضرورية.

■ الحكومة انتهت من عدة قوانين وتشريعات خاصة بالاستثمار وعلاقتها بالمستثمرين.. هل هذا كاف لجذب المستثمر الأجنبى؟
- بالفعل الحكومة انتهت من إعداد عدد من القوانين والتشريعات المهمة، التى تقدم للمستثمر تسهيلات كثيرة، ومنها امتيازات لم تكن موجودة من قبل، ولكن لماذا لم تحقق الغرض المرجو منها حتى الآن، لأنه ببساطة لن نشعر بها خلال عدة أشهر، ونحتاج على الأقل من عامين لثلاثة أعوام لكى نستعيد ثقة المستثمر الأجنبى من جديد، لأن للأسف تكرار تغيير القوانين أحدث نوعا من التردد لدى المستثمر الأجنبى فى اتخاذ قرار الاستثمار فى مصر، لذلك نحتاج بعض الوقت.

■ ما تأثير ثورة يناير على الاقتصاد المصرى وثقة المستثمر الأجنبى فى مصر؟
- بالطبع الثورة أثرت تأثيرًا سلبيًا، وكانت كارثة حقيقية على مصر ليس فقط من ناحية الاقتصاد، ولكن من جميع الجوانب، ومثال بسيط عندما قامت الدولة ببيع عدد من الشركات المملوكة للدولة، بالإضافة لتوقيع عقود استثمارية على مشروعات ضخمة سواء للمصريين أو العرب أو الأجانب، ويقوم أى شخص دون صفة برفع قضية بإبطال عقودها وببساطة تلغى العقود، هذا لم يحدث فى أى دولة فى العالم.


■ ما تأثير هذا الأمر على المستثمر الأجنبى؟
- للأسف خلق نوعا من عدم الثقة، وكما ذكرت نحن الدولة الوحيدة التى يستطيع أى فرد أن يرفع دعوة دون أن يكون طرفًا فيها، وهناك مثال بعض المحامين دون صفة يقومون برفع قضايا ضد رجال أعمال، والأمر يدخل فى ابتزاز، لكن مفترض أن من يقوم برفع مثل هذه القضايا يكون طرفًا فى موضوع الدعوة، لذلك لا بد من احترام كلمة الدولة العليا، بمعنى عندما تقوم الدولة ببيع أرض أو مصنع لمستثمر لا بد من احترام هذه العقود، وعدم تدخل أى فرد فى قرارات تتخذها الحكومة.

■ هل الوضع الحالى مختلف من ناحية الحكومة والقوانين والدولة عن قبل؟
- فرق بين السماء والأرض.

■ما دور رجال الأعمال فى تغيير الصورة الذهنية للمستثمر الخارجى؟
- هذا ما نحاول أن نقوم بعملة من خلال زيارات مكوكية لدول مستهدفة، والتواصل من خلال جمعيات رجال الأعمال المصريين ومنظمات الأعمال بالخارج، ومجلس الأعمال المصرى الكندى على سبيل المثال يتعامل مع كل أوروبا الشرقية، وسنبدأ بجولة عشرة أيام لكلا من "بولندا وسلوفاكيا" وقمنا من قبل بزيارة لـ"سيربيا وكرواتيا"، بخلاف دول عديدة لنواجه التغييرات التى طرأت فهناك فرق بين زمان والوقت الحالي، ولكن العالم أصبح قرية صغيرة، بمعنى أن أى مشكلة تسمع فى جميع أنحاء العالم.

■ما نتائج الجولات السابقة بدول العالم؟
- نقوم بدورنا كرجال أعمال محاولة للتواصل مع مستثمرين بالخارج عن طريق محاضرات ومؤتمرات بالخارج، لو حققت نتيجة مباشرة تكون شيئًا جيدًا، أو أضعف الإيمان تترك انطباعا جيدا عن مصر والمستثمرين المصريين.


■ما حجم التبادل التجارى بين مصر وكندا؟
- حجم التبادل التجارى بين مصر وكندا 400 مليون دولار فى العام الواحد، بينما حجم التبادل التجارى بين كندا وأمريكا 2 مليار دولار أمريكى يوميا، بما يعادل 170 ألف ضعف بنا خلال عام.

■ ما الأسباب والمعوقات التى تتسبب فى ضعف نسبة التبادل التجارى بين مصر وكندا؟
- السبب للأسف أنه ما زالت المنتجات المصرية لا تنافس العالمية من ناحية الجودة، بالإضافة لوجود نوع من الغش التجارى لدى بعض المصدرين من الجانب المصري، وعدم احترام المواصفات التى يتم التعاقد عليها، لأن هناك بعض المصدرين نظرتهم محدودة، ويبحث عن المكسب السريع، وهو ما ترك انطباعا سيئا لدى بعض المستوردين بالخارج.

■ وما الحل من وجهة نظرك؟
- لا بد من التشديد على الرقابة على الصادرات، ولا بد أن يكون هناك عنف شديد فى العقاب فى حالة وجود أى مخالفة، لأن أى تقصير لن يؤثر على المصدر فقط، ولكن سيؤثر على سمعة دولة كاملة.

■ لو قارنا بين العامل المصرى والعامل فى دولة مثل كندا.. ماذا تقول؟
- العامل المصرى جيد بالخارج، لكن للأسف فى مصر يعتبر من أضعف نسب الإنتاج للعامل مقارنة بمعظم دول العالم، لعدة أسباب منها التدريب والخبرة والكسل فى العمل، وبالتبعية تكون نسبة إنتاجه فى 8 ساعات فعليا يحقق إنتاجا لا يزيد على ساعتين فى اليوم، وبالتالى يكون الإنتاج أقل عن المعدل الطبيعى مما يتسبب فى ارتفاع التكلفة.

■ كندا كدولة تستقبل هجرة سنويا بأعداد كبيرة.. ما نسبة المهاجرين المصريين هناك؟
- المصريون يعتبرون أكبر جالية أجنبية فى كندا، والذى يزيد عددهم على نصف مليون مهاجر من إجمالى عدد سكانها من جميع الجنسيات الكندية، وغيرها أقل من 20 مليون.

■ هل المصرى يحصل على فرص عمل سريعة هناك؟
- ما دام مهاجرًا فالدولة تستقبله وتوفر له فرص العمل المناسبة، والمصريون هناك حققوا نجاحات كبيرة جدا، ولكن من يتكاسل فى العمل المجتمع هناك ينفره، وإذا لم يشتغل جيدا يموت هناك، عكس مصر "محدش يموت جعان"، ولكن العامل المصرى بالخارج مختلف فى أدائه والتزامه وقوة إنتاجه.