أثار قرار وزير التربية والتعليم بتعريب التعليم فى المدارس التجريبية، الخبراء التربويين والاساتذةً بكليات التربية والأكاديميين في مختلف الجامعات، في ظل تجاهل الأخذ بآراء المتخصصين او تفهم الجوانب المختلفة للقرار ودراسة توابع هذا القرار
تجني علي الطبقة الوسطي.
قال حسن عجوه وكيل كلية التربية جامعة عين شمس، إن المدارس التجريبية في العموم لها فئه معينه من الشعب وهى الفئة المتوسطة، والتى لا تستطيع أن تلحق أبنائها بالمدارس الدولية والتى ترتفع مصاريفها بدرجه كبيرة بسبب رغبتهم فى تعليم ابنائهم تعليم جيد وموجود به تعليم للغات، لكن القرار الاخير لوزير التربيه والتعليم حول تعريب المواد يحتاج الى حوار مجتمعى مع اولياء الامور وخبراء التعليم حتى يتم تنفيذه جيدا ليكون فى صالح الطالب فى النهاية.
وأضاف عجوة: "الحفاظ على اللغة العربية يجب أن يتم تعميمه على جميع المدارس حتى الدولية منها حتى لا يتم التجنى على طالب الفئة المتوسطة"، مؤكدا أن التعميم سيجعل الجميع فى حالة رضا وسيحرم الطالب التحويل إلى المدارس الدوليه بعد أن يكون قد تعلم جميع المواد باللغة العربية.
أما عن المناهج فعلق عجوة أن الطالب سيجد صدمه أمامه بعد أن يدرس المواد باللغة العربية، سيجد أنه مضطر بدراسة نفس المواد باللغة الإنجليزية، وذلك يدل على أننا غير مستعدين على الإطلاق لاستحداث الجديد على التعليم بصفة عامة ويكفى ما يحدث مع الثانوية العامة الجديدة.
وأشار عجوة إلى أن التغيير الدائم فى أنظمة التعليم يضر بالطالب المصرى، وبمصلحته فى التعلم الجيد، مؤكدًا أن التعليم فى الأعوام السابقة، كان جيدا وكان محصلته طالبا مصريا متلقيا للعلم بشكل سليم، والتغير المستمر أدى إلى تدهور الأمور.
انتقد الدكتور محمد كمال، أستاذ الفلسفة بكلية الاداب، بجامعة كفر الشيخ، قرار الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، والخاص بتعريب مناهج الحساب والعلوم بالمرحلة الابتدائية، مشيرا إلى أن مشاكل التعليم في مصر متعددة، بدءا من ازدحام الفصول بشدة، مناهج سيئة جدا، ومدرس لا يشرح لأنه مطحون، إلا أن الوزير يفاجئنا بإهمال هذه المشكلات الحقيقية، ويبدأ خطة التعريب والتابلت.
وتابع كمال: "بالنسبة لتدريس العلوم والرياضيات باللغة العربية في المدارس الابتدائي الحكومي، وبالانجليزية في الخاص، ثم التدريس للكل باللغة الانجليزية في الاعدادي، سيؤدي لتفوق هائل لطلاب التعليم الخاص ما سيدفع أولياء الامور للخاص بشدة، خاصة ان الشهادة الاعدادية ستصبح شهادة قومية موحدة، ما سيؤدي لارتفاع مصاريف المدارس الخاصة بشكل لم يسبق له مثيل"، متسائلًا: لو كان الافضل التدريس باللغة العربية في الابتدائي فلماذا لا يطبق علي الجميع ؟؟".
وأضاف كمال، إن مستوى مصر تراجع في المسابقات الدولية قي العلوم والرياضيات، بسبب اختيار الطلاب الذين دخلوا المسابقات عن طريق الوساطة والمعرفة من جانب وانقطاع الإنترنت عنهم أثناء تأدية الامتحانات، فهل يدرك شوقي ما يدور علي أرض الواقع؟.
قالت الدكتورة محبات أبو عميرة، أستاذ المناهج بكلية البنات جامعة عين شمس، إن استمرار دراسة اللغات بالمدارس الخاصة وإلغاء التجريبيات يصب فى جيوب أصحاب المدارس الخاصة ويكرس للطبقية فى تعلم اللغات، لافته إلى أن القرار يحرم الطبقة المتوسطة من ميزة كبيرة وهى التمكن من اللغة والتعليم الراقي بقروشهم القليلة.
وأكدت أبو عميرة، أنه عندما نتخذ قرارا تربويا، لابد أن يكون مستندا على مرجعية علمية، فهناك دراسات وبحوث طبقت على الطلاب ممن تعلموا العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية، ومنهم من حصل على ترتيب متقدم في الثانوية العامة، مستنكرة تجاهل الوزير للتربويين وأساتذة كليات التربية، خاصة أنهم أهل التخصص، ومن سيقومون بتدريب المعلمين، قائلة: " التعريب عودة لعصور الظلام وهذه هي المادة ١٢ في دستور الإخوان".
وطالب الدكتور فتحي الشرقاوي، وكيل جامعة عين شمس لشئون التعليم والطلاب، بعدم الإكتفاء بالتصريحات، عن ملامح النظام الجديد فقط، وإنما عليك الآن وفورا تشكيل كتائب من مستشاري وزارتك لإجراء توعية مجتمعية شاملة، وفتح حوارات مجتمعية واسعة النطاق، لتوضيح مميزات هذا التطوير، وطمأنة الرأي العام بالآثار المجتمعية والعلمية المتوقعة من النظام الجديد، لتبديد شكوكهم وتوجساتهم، حتى تضمن إيجابية الرأي العام معكم في سعيكم التطويري، ومن جانب آخر وأد الإتجاهات السلبية المعادية، التي بدأت تمارس سمومها.
وأكمل الشرقاوي: "منذ اطلاقكم لمبادرتكم الاصلاحيه، عليكم دون ابطاء تشكيل لجان من المستشارين، ودعوتهم لتوضيح مبررات التطوير سواء إعلاميا من خلال المصادر المكتوبة والمقروءه والمرئية، أو من خلال الندوات في التجمعات الحاشدة، خاتما حديثه "إن القرارات الحكيمة، مالم يقف وراءها رأي عام داعم لها ومتفهم لأسبابها قد تعتريها صعوبات في تفعيلها وتنفيذها".
