الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس سهيل سعود: "قيامة المسيح ركيزة الرجاء"

القس سهيل سعود
القس سهيل سعود
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتبادر إلى ذهن البعض سؤال: هل القيامة عقيدة جديدة؟ هل برزت هذه العقيدة بعد أن قام المسيح من الموت؟ الجواب: كلا، عقيدة القيامة لم تكن جديدة. ولم تأت مع المسيح. فاليونانيون آمنوا منذ القدم بعقيدة خلود النفس وعدم قابليتها للموت. وعبادات الشرق القديم كانت تعطى مكانة مهمة لأسطورة الإله الذى مات وقام كأوزيريس فى مصر، والبعل أو أدونيس فى كنعان. كما أن جماعة الفريسيين من اليهود آمنوا بالقيامة. وقد عبّرت عن هذه العقيدة مرتا، عند موت أخيها لعازر، قائلة للرب يسوع المسيح: «أنا أعلم أنه سيقوم فى القيامة فى اليوم الأخير».
فما هو الجديد إذن حول القيامة الذى أتت به المسيحية؟ الجواب: الحقيقة الجديدة هي، أنه بعد أن كانت القيامة مؤسسة فى الماضى على عقيدة آمن بها البعض، فقد أصبحت بعد قيامة المسيح مؤسسة على شخص مات وقام. فالديانة الوحيدة التى تؤمن باله مات وقام هى المسيحية. قيامة المسيح، أصبحت ركيزة الرجاء المسيحي، والسند اللاهوتى لإيمان المؤمنين المسيحيين بالقيامة من الموت. يخبرنا البشير يوحنا، أنه خلال حوار المسيح مع مرثا حول قيامة أخيها لعازر. فإنه عندما قالت مرتا ليسوع أن أخاها سيقوم فى القيامة فى اليوم الأخير، أجابها قائلا لها: «أنا هو القيامة والحياة، من آمن بى ولو مات فسيحيا».
قال اللاهوتى الإنجيلى يورغن مولتمان: «إن قيامة المسيح هى احتجاج الله على الألم والموت، بل هى جواب الله على معضلة الألم الموت». فالرسول بولس فى رسالته الأولى الى كورنثوس، وصف هول تأثير الموت على حياتنا. فالموت يهزّ كياننا ويزلّزل أعماقنا. اعتبر بولس الموت، شوكة تنخز حياتنا. كما اعتبره، عدو الإنسان الأخير، الذى سيبطله الله فى النهاية «آخر عدو يبطل هو الموت». لكن، إذا ما اعتبر بولس الموت بأنه العدو الأخير، فالعكس هو صحيح أيضا، أن قيامة المسيح ومعه رجاء القيامة، هى عدوّة الموت الأولى. إن انتصار المسيح على الموت وسحقه إياه بالقيامة. كان سبب شعور الرسول بولس بالانتصار والفرح والتهليل والتمجيد، لهذا صرخ بولس فى وجه الموت قائلا له «أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية». فبقيامة المسيح، شهدنا بداية هزيمة الموت، بداية الثمار الأولى للقيامة. هذا ما أكّد عليه الرسول بولس حين شبّه قيامة المسيح بباكورة الراقدين، إذ قال: «ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات، وصار باكورة الراقدين». وفكرة «الباكورة» مأخوذة من العهد القديم. والباكورة، هى الثمار الأولى التى تنضج فى الحقل، بانتظار أن تنضج باقى الأثمار عندما يحين وقت الحصاد. فإنه حين وصل الشعب العبرى إلى أرض الموعد، طلب الله منهم أن يقدّموا له باكورة غلتهم من الأرض، تعبيرا عن شكرهم له. وبالتالي، يستخدم بولس فكرة الباكورة ليقول، إن قيامة المسيح، هى الباكورة، هى الثمار الأولى، هى افتتاح زمن القيامة، بانتظار أن تنضج باقى ثمار الحقل عندما يحين يوم الحصاد. ونضوج باقى الأثمار، يعنى حلول يوم القيامة الأخير، حين يهزم الله الموت الهزيمة النهائية، ويقوم جميع الراقدين فى الرب على رجاء القيامة، ليكونوا مع المسيح فى كل حين. بهذه الكلمات المعزّية طمأن الرسول بولس، أعضاء كنيسة كورنثوس.
فى كتابه «الألم والرجاء» يدوّن الكاتب الهولندى جون باكر، اختباره المؤلم أثناء الحرب العالمية الثانية حيث شهد وشاهد الكثير من المآسى والآلام والجرحى والقتلى. ففى اختباره الشخصى للألم الذى تعرّض له من الحكم النازي، وهو قد نقل من هولندا الى برلين حيث أمضى فترة فى معسكرات الاعتقال وأجبر على القيام بالأعمال الشاقة. يذكر الكاتب قائلا: (لم يكن قصف الطيران المرعب هو الذى ترك الأثر الأكبر فى حياتي. وإنما اليأس المطلق الذى ساد عليّ بعد عودتى من برلين. وبالتالي، فإن كتابى «الألم والرجاء» هو اختبارى الشخصى للألم، وفى نفس الوقت اختبارى الشخصي، للرجاء الذى استمدّدته من إيمانى بقيامة المسيح من الموت).فالرجاء المسيحى بحسب رأى الكاتب، يتضمن ثلاثة مكونات:
أ-ركيزة الرجاء المسيحي
ب- آفاق الرجاء المسيحي
ج- هدف الرجاء المسيحي، مساعدة المؤمنين والمؤمنات ومنحهم الصبر والشجاعة والقوة.