الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

بطريرك الروم: مصر بوابة أفريقيا.. ومنها نرسل رسالة سلام ومحبة للعالم

بطريرك الروم
بطريرك الروم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الأرشمندريت» نيقولا: نقدم الصلوات لصاحب الأيقونة فقط
كانت كاتدرائية الروم الأرثوذكس قد أعلنت عن القداس الألهى للاحتفال بذكرى استشهاد مار جرجس، ودقت الأجراس ووقف الآباء المطارنة والكهنة فى صفين عند بابا الكنيسة فى استقبال البطريرك، وبدأت صلوات القداس الألهى، برئاسة ثيؤدوروس الثانى، وبمشاركة المطران نيقولا، والمطران نيقوديموس، ولفيف من الآباء الكهنة، وبحضور سفير اليونان وسفير جورجيا ورهبان وراهبات من جورجيا.
وعبر البطريرك ثيؤدوروس عن أهمية هذا الاحتفال للقديس مار جرجس، الذى يأتى فى 23 من شهر أبريل من كل عام، ويتم اختيار أقرب يوم يكون مناسبا للاحتفال، وقال ثيؤدوروس من خلال عظته، إن هذا الاحتفال ينتظره المسلمون والمسيحيون من كل عام، ويأتى إليه الآلاف لنوال بركة القديس، حيث أظهر المئات من المعجزات لمحبيه، وأرسل البطريرك رسالة حب وشكر للمصريين، ولمصر خاصة، التى تقوم على إبراز الأعياد والمناسبات المسيحية للعالم كله.
وأكد البطريرك، أن القديس مار جرجس، يسمع ويمسح دموع من يأتى إليه طالبا تدخله فى حل مشكلته أو الشفاء من بعض الأمراض، ويظهر ذلك من خلال القطع الرخامية الموجودة فى أحد الأبنية فى الدير.
وأكد البطريرك، أن مار جرجس لمئات السنين يسمع لصراخ وتضرعات وآلام الآلاف الذين يدعوه ويصلوا باسمه والقديس لمحبته يسمع وتحدث الكثير من المعجزات، ولا تستطيع أن تفرق بين مسلم أو مسيحى، الكل يأتى إلى أيقونته يطلبون شفاعته وتحدث المعجزات، ويكفى أن تولع له شمعة صغيرة أمام أيقونته، وأشار إلى أن مار جرجس بذلك عمل على توحيد الناس بالرغم من اختلاف الديانة. 
وقال البطريرك، «نصلى من أجل الناس الذين فى العبودية والمهاجرين، والذين يستخدمون البحر بحثا عن رزق لهم، لأنهم لولا فقرهم لما حاولوا الهجرة عبر البحر ومار جرجس يشعر بهم فهو كان ضابطا».
وتجد العشرات من المسلمين والمسلمات وهم يقفون فى خشوع بين أبناء الكنيسة ولا تسطيع أن تفرق بينهم زى، تلك الطرحة التى تلف على الرأس، ولكن هذا المنظر يؤكد مدى حب هذا القديس فى قلوب الجميع، كما تلاحظ البسمة والفرحة التى ارتسمت على الوجوه، وهم داخل صحن الكنيسة، ولا نعرف لماذا؟ فتلك أسرار بينهم وبين الله، فيما تجد الجميع بين الحين والآخر يتقدمون نحو أيقونة مار جرجس ويضيئون الشموع، مغمضى العينيين، يتمتمون بعض الكلمات لله، قد تكون شكر أو دعوات أو حتى بعض الطلبات.
وأكدت هبة عاصم، خريجة كلية الآداب، وهى تعيش فى الإسكندرية، أنها حرصت على أن تأتى لزيارة هذا الدير العظيم مع والدتها، بعد أن سمعت على الكثير من المعجزات من صديقات لها فى الجامع، والتى تتم على اسم مار جرجس الرومانى، موضحة أنها لم تأتى بطلب، ولكنها لترى هذا المكان الذى سمعت عنه.
وأشارت إلى أنها شعرت بالارتياح والسعادة بعد أن وطأت قدميها الكنيسة كما حُكى لها، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الألوان الجميلة المستخدمة فى الصور والنقوش على حوائط وسقف الكنيسة، والتى شاهدتها أثناء القداس، كما أن تلك الأنغام والألحان التى تتلى أثناء الصلوات أشعرتها بالارتياح والطمأنينة بالرغم من أنها لا تفهم تلك الكلمات ولا المعانى، وأكدت أنها لن تترك أى فرصة تسنح لها بالعودة وزيارة الدير مرة أخرى.
وأعرب البطريرك ثيؤدوروس الثانى عن تقديره للعلاقات القوية التى تربط بين مصر واليونان وقبرص، موضحا أن مصر هى عروس أفريقيا، وأن تلك العلاقات بين البلدين تعود بالخير والنفع على جميع المواطنين فى هذه البلاد، مؤكدا أن الرهبان المصريين مرحب بهم جدا ولا ننسى الدور الرئيسى الذى تلعبه مصر فى جمع الدول العربية على السلام، وأن دولة جورجيا أيضا تربطها علاقات طيبة مع مصر، وهو أمر يسعد الجميع. 
وأضاف أن مصر دولة جميلة تتمتع بالأمن والسلام، وأن أبناءها يتحلون بالمحبة والتصالح مع الجميع مقدما شكره لجميع المصريين الذين يتشاركون معا فى مختلف المناسبات، وأن الله قد ميز مصر عن غيرها بالزيارة التى قام بها القديس مار جرجس، والتى استغرقت 23 يوما، كما أن جورجيا بلدة مباركة لأنها سميت على اسم القديس وأخذت اسمه، موضحا أنه مع فرحة الاحتفال بعيد القديس، فإننا نعيش أفراح القيامة وهذه رسالة للعالم، رسالة فرح ومحبة، كما أن القديس مار جرجس قديس لكل البشر الذين يؤمنون بإله واحد.
ودعا أن يحل السلام ربوع العالم، موضحا أنه يتمنى أن يحفظ الله مصر من كل شر، لأنها أرض مقدسة زارها السيد المسيح وهو طفل صغير بصحبة أمه العذراء ويوسف النجار.
وقال «الأرشمندريت» نيقولا فانوس، راعى كنيسة مار جرجس بطنطا «مار» هى كلمة سريانية معناها قديس ويجب القول مار جرجس أو القديس جرجس، وليس القديس مار جرجس ولفظ «الأرشمندريت» هو رتبة مثل الكاهن أو القمص وتلك الرتبة تأتى قبل رتبة البطرك. 
كما وضح معنى «الأيقونة» أنها تعتبر صورة تعبيرية لهولاء الأشخاص الذين يرسمون، وأن من يقوم برسمها هم الكهنة والرهبان والمرتلين، وترسم فى الأديرة على أنغام التسابيح والترانيم، وتستخدم فيها الألوان الطبيعية الموجودة فى الجبال ويتم طحنها مثل البودرة ويضاف إليها مواد سائلة طبيعية مثل النبيذ غير المسكر أو خل التفاح الأبيض مع صفار بيض خال من الزلال وتضرب مع بعض جيدا، وتستخدم فى التلوين فيما بعد، وهذا هو السبب الرئيسى لاحتفاظ الأيقونات بألونها الجميلة لمئات السنين. 
وبعد الانتهاء من رسم الأيقونة تقدم للكنيسة، وتوضع تحت الهيكل لمده 40 يوما ثم تدشن بزيت «الميرون»، ويضاف إليها جزء من رفات القديس صاحب الرسمة إن وجد، وأشار إلى أن تلك الأيقونة الشهيرة للقديس والتى يظهر فيها جندى وهويمتطى الجواد وفى يده الحربة ومن تحته التنين، أوضحت أن الجندى هو القديس جرجس، وأن العروس التى تظهر فى الأيقونة تؤكد أن الكنيسة تتطلع إلى أبنائها الشهداء بفرح، والتنين رمز إلى الشيطان الذى يحرك العالم الشرير ضد الإيمان، والحربة تشير إلى صليب رب المجد يسوع الذى يهب النصرة وهزيمة التنين تشير إلى هزيمة الشر بقوة الإيمان.
كما أوضح الأب فانوس، الطقوس التى تسبق صلوات القداس، والتى تكون صلاة تعرف باسم صلاة الخمس خبزات من خلال صلوات الغروب، حيث يكون هناك خمس خبزات مخبوزة من القرفة والعسل، وتكون هناك صلوات وتقديسات وتسابيح وتضم صلاوات باكر التى ستصلح فى القداس الإلهى باكر اليوم التالى، مع بعض القراءات من الإنجيل، والتى تضم بعض الشواهد والدلائل على الاحتفالية فى القداس الإلهى أو الذكرى التى سيتم الحديث عنها، والكنيسة الأرثوذكسية تركز فى احتفالاتها بقديسها على المدائح وذكر الآيات والمعجزات التى تتم من خلالهم، ولا تفضل الموالد وانتشار الباعة والازدحام خارج الكنيسة، لأن كل تلك العادات لا تعتبر روحانية وإنما تفقد دلالات اليوم.
وينهى نيقولا حديثه مؤكدا، لا نعبد الأيقونات كما يشاع، ولكننا نقدم الصلوات والتمجيدات لصاحب الأيقونة من خلال ما رسم بها، لأن ديانتنا المسيحية تعودنا على الاحترام والتواضع وعبادة الإله الواحد، وهذا ما جعل الكثيرون يقبلون على أخذ البركة من أيقونة القديس جرجس، وقد سمح الله بالكثير من المعجزات التى تحدث باسمه خاصة هذا القديس الذى ذاع صيته فى العالم.