الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

لقاء "أون" و"جاي" خطوة على طريق نهاية الصراع بين الكوريتين.. قتل في الحرب 5 ملايين من أبناء البلدين.. أمريكا خسرت 40 ألف عسكري في المعارك

 أون  وجاي
" أون " و"جاي"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونج أون "والرئيس الكوري الجنوبي " مون جاي "التزامهما نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة في أعقاب قمة تاريخية عقداها اليوم الجمعة عند خط الحدود العسكري الفاصل بين الكوريتين.
وقال الزعيمان في بيان مشترك، إن "كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية تؤكدان هدفهما المشترك بأن تكون شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية من خلال القيام بنزع تام لهذه الأسلحة، والدفع باتجاه تحويل الهدنة التي أنهت الحرب الكورية عام 1953 إلى معاهدة سلام هذا العام".
الحقبة الاستعمارية 
احتلت اليابان شبه الجزيرة الكورية عام 1920، حتى نجحت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في تحريرها إبان الحرب العالمية الثانية 1945، حيث قامت روسيا بإنهاء الاحتلال الياباني في الجزء الشمالي بينما حررت الولايات المتحدة الأمريكية الجزء الجنوبي، وبنهاية الاحتلال انقسمت كوريا إلى دولتين يفصل بينهما خط العرض 38.
وعلى هذا الأساس تم اقتسام شبه الجزيرة الكورية وفق اتفاق أبرم بين أمريكا وروسيا ليقوم كل طرف باحتلال الجزء الذي قام بتحريره من الإمبراطورية اليابانية المنهارة بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية. 
وفي عام 1948 تشكلت دولتان فوق شبه الجزيرة الكورية شمالية وجنوبية، الأولى بزعامة " كيم إيل سونج " توالي المعسكر الشيوعي بزعامة الاتحاد السوفيتي، والثانية في الجنوب برئاسة "سينجمان ري " وتوالي الولايات المتحدة الأمريكية.
الحرب الأهلية 
انتقلت عدوى الحرب الباردة بين المعسكرين "الشرقي "بزعامة الاتحاد السوفيتي، والمعسكر "الغربي" بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية إلى شبه الجزيرة الكورية.
وتوهم كل من "سونج " و"ري " أنه بإمكانه استغلال حليفه من أجل القيام بعمل عسكري يمكنه من توحيد الدولة الكورية. 
وشهد الشريط الحدودي بين الكوريتين في الفترة من " 1948 – 1950 " هجمات عسكرية متبادلة، وتطورت الحرب من مجرد مناوشات عسكرية إلى "حرب أهلية " واسعة النطاق.
عمل "سونج" على تاسيس جيش نظامي قوي وتاقت عيناه إلى حليفه السوفيتي "ستالين " لتحريك قضية توحيد الكوريتين ودعمه من أجل نجاح خططه العسكرية من أجل تحقيق طموحه في توحيد شبه الجزيرة الكورية ذات الطبيعة الجبلية الوعرة، لكن حليفه لم يسعفه بكل ما يريد مخافة أن تتدخل الولايات المتحدة لدعم حليفها الجنوبي "ري ".
في عام 1950 ألمحت واشنطن على لسان وزير خارجيتها آنذاك أنها لن تقدم على حرب من أجل كوريا الجنوبية، فقام ستالين بدعم حليفه الشمالي بالسلاح وأبلغه أنه سيدعمه بشأن توحيد شبه الجزيرة الكورية.
وفي 25 يونيو 1950 هاجمت كوريا الشمالية، كوريا الجنوبية وتوسع نطاق الحرب، بتدخل الصين وروسيا إلى جانب كوريا الشمالية، وتدخلت الولايات المتحدة الأمريكية وقوات الأمم المتحدة إلى جانب كوريا الجنوبية ليتم التوصل في نهاية المطاف إلى نتيجة لا غالب ولا مغلوب والإعلان عن وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه في نهاية يوليو عام 1953.
نتائج الحرب 
وقتل في الحرب أكثر من 5 ملايين معظمهم من المدنيين في الكوريتين، وخسرت أمريكا 40 ألف عسكري وأصيب 100 ألف آخرين. 
وتم الاتفاق على منطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين عرضها 4 كلم وطولها 125 كلم، ويتمركز على طول هذه المنطقة أكثر من مليون جندي على طرفي الحدود وحوالي 20 ألف مدفع وآلية عسكرية ومليون لغم مزروعة حول التحصينات العسكرية، فكل طرف يتحسب لهجوم قد يباغته به الطرف الآخر.
الحرب النفسية 
لم تكف كوريا الشمالية عن تهديد جارتها الجنوبية من وقت إلى الآخر بحثا عن محاولة جديدة لضمها وإعادة شبه الجزيرة الكورية موحدة كما كانت قبل الاحتلال الياباني، ولجأت إلى الحرب النفسية من أجل إثارة الرعب والخوف في قلوب الجنوبيين.
في عام 1994 هددت كوريا الشمالية بتحويل جارتها الجنوبية إلى بحر من اللهب الأحمر 
وفي عام 2010 قامت كوريا الشمالية بتفجير سفينة "تشيونان " لكوريا الجنوبية وقتلت 46 بحارا وفي العام ذاته هاجمت بالمدفعية جزيرة تابعة لكوريا الجنوبية أثناء قيامها بمناورات وتدريبات عسكرية اعتبرتها كوريا الشمالية استفزازا لها.
خرق كوريا الشمالية للاتفاقيات الدولية بعدوانها على جارتها الجنوبية جعلها عرضة للعقوبات الدولية، لكن العقوبات لم تردعها عن محاولتها المتكررة بضم كوريا الجنوبية، وسعت إلى امتلاك السلاح النووي وتطوير منظومتها العسكرية، وسعت لامتلاك صواريخ بالستية بعيدة المدى وقابلة لحمل رءوس نووية بهدف ردع الولايات المتحدة الأمريكية، وإرغامها على فك تحالفها مع كوريا الجنوبية.
وفي العام 2017، أجرت "بيونج يانج " تجربتها النووية الأقوى واختبرت صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على بلوغ الأراضي الأمريكية، وكان التوتر قد بلغ ذروته مع تبادل اتهامات وشتائم بين "كيم " و"ترامب ".
وفي مارس الماضي أعلن البيت الأبيض عن لقاء مرتقب بين الرئيس ترامب وزعيم كوريا الشمالية "كيم جونج أون " قد يضع حدا لصراع دام أكثر من 65 عاما.
كانت "بيونج يانج " قد أعلنت مطلع العام الجاري وبشكل غير متوقع أنها ستشارك في الألعاب الأولمبية الشتوية بكوريا الشمالية، لتكون البداية لحوار استمر أربع أشهر بوساطات دولية أسفر مؤخرا عن اللقاء التاريخي بين زعماء الكوريتين اليوم الجمعة على المنطقة الحدودية بين البلدين، وعقد قمتهما التاريخية في المنطقة منزوعة السلاح، ليتفق الطرفان على إحلال السلام الدائم بالكوريتين.