الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

"قمة الكوريتين" التاريخية خطوة أولية على طريق التقارب بين البلدين

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ساعات قليلة وتنطلق فعاليات القمة التاريخية التي تجمع زعيمي كوريا الجنوبية مون جاي-ان وكوريا الشمالية كيم جونج أون، والتي تعقد في قرية (بانمونجوم) الحدودية عند الخط العسكري الفاصل الذي يقسم شبه الجزيرة الكورية.
وتركز القمة بالأساس على مناقشة السلاح النووي لبيونج يانج في ضوء تصريحات كوريا الشمالية الأخيرة التي عبرت فيها عن رغبتها في التخلي عن أسلحتها النووية، كما يتناول الزعيمان مسار السلام في شبه الجزيرة الكورية لإنهاء النزاع رسميا، فضلا عن مناقشة سلسلة من القضايا الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين.
وتعد هذه القمة هي الثالثة بين الكوريتين منذ انتهاء الحرب بينهما قبل 65 عاما، والأولى من نوعها منذ أكثر من عقد، إذ عقدت القمة الأولى في يونيو 2000 وساهمت في إبعاد الكوريتين عن مواجهات حرب باردة وتقريبهما من مصالحة وحوار، أما الثانية فكانت في أكتوبر 2007 وعقدت وسط أجواء تفاؤلية في مفاوضات سداسية حول نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، غير أن القمتين لم تنجحا في إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي.
وخلال القمة الثالثة المرتقبة، سيصبح كيم جونج أون أول رئيس كوري شمالي يعبر خط الحدود العسكري الفاصل بين الكوريتين في شبه الجزيرة الكورية منذ الحرب (1950-1953).
وقد رفع مسئولو الحكومات المحلية والمنظمات المدنية في كوريا الجنوبية أعلام إعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية في أجزاء كثيرة من البلاد، معربين عن تمنياتهم بنجاح القمة التاريخية بين قادة البلدين.
ويضم وفد بيونج يانج إلى القمة التاريخية 9 مسئولين من بينهم شقيقة كيم ومستشارته الأقرب، كيم يو جونج، والتي ترأست وفد كوريا الشمالية في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في كوريا الجنوبية في فبراير الماضي. كما سيضم الوفد الرئيس الفخري لكوريا الشمالية، كيم يونج نام، الذي رافق يويونج إلى الألعاب الشتوية في وقت سابق هذا العام.
أما الوفد الكوري الجنوبي فيتالف من 7 مسئولين، بينهم وزراء الدفاع والشؤون الخارجية والوحدة، ومن المقرر أن يقوم الزعيمان بزرع شجرة (صنوبر) عند خط ترسيم الحدود مستخدمين تربة ومياه مشتركة من البلدين في إشارة رمزية إلى "السلام والازدهار"، وذلك قبل الجلسة التي تجمعهما.
وستقام احتفالية على الجانب الكوري الجنوبي، حيث سيعرض شريط فيديو بعنوان "ربيع الوحدة. وستختتم القمة بتوقيع الزعيمين على اتفاقية ويدليان ببيان مشترك.
وتأتي هذه القمة قبل لقاء مرتقب بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمقرر عقده خلال الأسابيع القادمة ولم يحدد بعد مكان انعقاده.
وتعتبر هذه القمة بمثابة إنجاز ملحوظ بعد سنوات من التوتر المتصاعد على شبه الجزيرة الكورية، وتتويجا للتقارب الدبلوماسي الذي بدأ مطلع العام لتحسين العلاقات بين الكوريتين، كما أنها مؤشر إيجابي على تهدئة الأوضاع بين واشنطن وبيونج يانج والتي ستمهد الطريق للقاء المرتقب بين الرئيس الكوري الشمالي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وشهدت الفترة الماضية عدة خطوات كان من شأنها إحداث تقارب بين الكوريتين والتمهيد لهذه القمة، كان من أهمها مشاركة وفد من كوريا الشمالية في فعاليات الألعاب الأوليمبية الشتوية التي عقدت في كوريا الجنوبية.
وخلال محادثات جرت بداية أبريل الجاري بين زعيم كوريا الشمالية، كيم جون أون، والرئيس الصيني، شى جين بينج، أكد الزعيم الكوري موافقته على استئناف المحادثات السداسية، التي تتألف من كوريا الجنوبية، والولايات المتحدة، وروسيا، واليابان، والصين، وكوريا الشمالية، بشأن برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية، والتي عقدت آخر جولاتها عام ٢٠٠٩، في حين زار وفد من كوريا الشمالية العاصمة الكورية سيول في ٥ أبريل الجاري للإعداد للقمة المرتقبة.
ويبدي المراقبون تفاؤلهم الحذر إزاء القمة المرتقبة حيث لا يعول كثير منهم على إمكانية التوصل إلى اتفاق حاسم لنزع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، معتبرين أن الأخيرة "متخصصة في السيطرة على النقاش العام دون القيام بتنازلات جادة".
كما أنه يصعب التنبؤ بمسارات "كيم" في توجهاته الخارجية وتفسير كلامه تفسيرا واضحا رغم إعلانه في 21 من أبريل الجاري وقف التجارب النووية لبلاده والمبادرة باستئناف المباحثات للتوصل إلى حل سلمي، غير أن نزع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إعلانها بوضوح عن تفكيك بنيتها النووية والسماح بإجراء عمليات تفتيش.
ويرى فريق من المراقبين أنه حتى لو لم تقدم القمة حلا حاسما لنزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، فإنها تمثل انفراجة للعلاقات بين البلدين وخطوة أولية نحو فتح باب للحوار الدبلوماسي بين بيونج يانج وواشطن، مشيرا إلى أن كيم، تحت وطأة العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده والتي تسببت في حالة غير مسبوقة من الضيق الاقتصادي، أصبح أكثر استعدادا من أي وقت للقيام بتنازلات حول برنامجه التسلحي.
وبناء على ذلك، يبدو السيناريو المثالي للقمة من وجهة نظر المراقبين هو تعبير كيم عن التزامه الواضح بنزع السلاح النووي ليكشف عن مدى مصداقية بيونج يانج في تخليها عن برنامجها، وذلك تمهيدا لوضع خطط محددة مع ترامب خلال القمة المنتظرة بينهما، حيث إنه من الصعب حل هذه القضية في قمة أو قمتين فهي تحتاج لسلسلة من المحادثات والضمانات.