الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

محللون فلسطينيون: اغتيال البطش لن يغير سلمية "مسيرات العودة"

 البطش
البطش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اتهم سياسيون ومحللون فلسطينيون إسرائيل بمسئوليتها عن اغتيال العالم الفلسطيني خبير الصواريخ فادي البطش في ماليزيا مؤخرا، وهو ما اعترفت به تل أبيب نفسها ضمنا من خلال تحليلات محللين عسكريين إسرائيليين.. إلا أن هؤلاء السياسيون والمحللون استبعدوا أن تقوم كتائب المقاومة بالرد على العملية عبر استهداف الجنود الإسرائيليين المنتشرين على الحدود الشرقية لقطاع غزة الذين قنصوا بدورهم المتظاهرين السلميين ضمن فعاليات مسيرة العودة.. مؤكدين أن عنصر السلمية سيظل العنوان الأوحد لنجاح مسيرة العودة.
وكان قائد الشرطة الماليزية قد أكد أن شخصين يستقلان دراجة نارية أطلقا أكثر من 14 رصاصة على البطش (35 عاما) السبت الماضي، قرب منزله شمال العاصمة كوالالمبور وأن إحدى الرصاصات أصابت رأسه بشكل مباشر، فيما أصيب جسده بوابل من النيران ما أدى إلى استشهاده على الفور.
وأشار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بأصابع الاتهام إلى ان الموساد الإسرائيلي هو من يقف وراء عملية اغتيال الخبير المهندس "البطش"، وهو ما اتفقت عليه أيضا حركة الجهاد الإسلامي، وطالبت على لسان القيادي خالد البطش، السلطات الماليزية بــ "إجراء تحقيق عاجل لكشف المتورطين بالاغتيال".
وقال المحلل السياسي الفلسطيني تيسير محيسن إن البعرة تدل على البعير، وأضاف أن ما حدث للمهندس للبطش حدث أيضا مع مناضلين وعلماء مصريين وعراقيين وباكستانيين وفلسطينيين.. مشددا على أن إسرائيل تحاول دائما أن تجهض أي تطور علمي من شأنه أن يعزز من قدرة شعوبنا العربية بالمنطقة في مواجهتها علميا وتكنولوجيا وموازنتها في وسائل القوة، وقد أثبت التاريخ الحديث والقديم صحة ذلك.
من جانبه أكد الدكتور عدنان أبو عامر أن الإسرائيليين لديهم خطة دقيقة ومحكمة تتعلق باستهداف من يريدونه على أساس أنهم يرون أنه مصدر قلق لهم، مشيرا إلى أن هناك وحدة معروفة في جهاز الموساد تدعى "قيسارية" هي المسئولة عن تخطيط وتنفيذ الاغتيالات.
من جانبها اعترفت إسرائيل نفسها ضمنا باغتيالها المهندس البطش، وقد ظهر هذا جليا في "تحليلات" المحللين العسكريين الإسرائيليين، الذين استخدموا مصطلح "التصفية"، في كل ما كتبوه؛ ولكن بالذات من خلال تصريحات وزير شؤون المخابرات يسرائيل كاتس، التي تضمنت تهديدات أشد لحركة حماس.
فقد هدد كاتس قائلا، "إنني أقترح على إسماعيل هنية، إذا كان حقا قد هدد بتنفيذ عمليات ضد إسرائيل في الخارج، أن يتكلم قليلا ويحذر كثيرا، وعليه أن يفهم أن غزة أقرب بكثير من ماليزيا".
وتحت عنوان، "الهدف والطريقة يلمحان أن التصفية إسرائيلية"، قال المحلل العسكري الإسرائيلي في صحيفة "يسرائيل هيوم" يوىف ليمور، "من الطبيعي أن تنسب تصفية فادي البطش في ماليزيا للموساد.. فالهدف – مهندس عمل لحماس؛ والطريقة- التصفية بالنار من دراجة والفرار دون ترك اثار، مثلما حصل أكثر مرة في تصفيات سابقة". 
وأضاف ليمور، أن طريقة التصفية تدل على الموساد.. فهكذا بالضبط تمت تصفية زعيم الجهاد الاسلامي، فتحي الشقاقي، في 1995 في مالطا، وبعض علماء الذرة الإيرانيين في العقد الماضي في طهران.
كما أبرز المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" يوسي ميلمان، عمليات وجرائم سابقة للموساد، وقال، "ان الاهتمام الذي تبديه إسرائيل في وحدة البحث والتطوير لدى حماس ليس جديدا.. ففي العام 2013 اختطف في أوكرانيا المهندس الفلسطيني "ضرار" والذي كان يعمل في شركة الكهرباء في غزة ولكنه كان أيضا مستشارا في خدمة حماس لتطوير مستوى الصواريخ. وكان اختطافه إلى إسرائيل، وفقا لمنشورات في الخارج، في حملة للاستخبارات الإسرائيلية.
ولكل هذه الحالات يجب أن يضاف أيضا التصفية في تونس في 2016 لمحمد الزواري، مهندس الطيران الذي كان مستشارا وخبيرا لحماس في تطوير منظومة أدوات إبحار غير مأهولة وغواصات غير مأهولة. ونسبت التصفية للموساد.
يأتي ذلك في الوقت الذي نشرت فيه كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس صورا لجنود الاحتلال الذين تعمدوا قتل الشهداء في مسيرة العودة عن سبق الترصد.
وقال د. فهمي شراب الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ان قناصة الاحتلال كانت تحت مرمى قناصة القسام إلا أن عنصر السلمية سيظل طريقا لنجاح مسيرة العودة، ورسالة القسام عندما نشر صور جنود الاحتلال وهم في مرمى النيران الفلسطينية ولكنه لم يتم إطلاق النيران عليهم كانت أبلغ رسالة وأكثرها قوة.
وأكد شراب أن هذه المسيرة الكبرى قد أخرجت نشطاء إسرائيليين من قلب إسرائيل ليتضامنوا مع الحق الفلسطيني متحديين سياسات نظامهم العنصري القمعي الدموي. وجرأت الصحفي في إذاعة الجيش الإسرائيلي "كوبي ميدان" ليقول صراحة حول سقوط شهداء في مسيرة العودة (أنا أشعر بالخجل من أن أكون إسرائيليا).
وأشارت أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بغزة الدكتورة عبير عبد الرحمن إلى أننا نتحدث عن مسيرات سلمية شعبية.. عن فلسطينيين عزل يذهبون إلى الحدود بصدور عارية رافعين الأعلام الفلسطينية، مشيرة إلى أن الفلسطينيين تعلموا الدرس من الاستراتيجية التي رسمتها إسرائيل تحديدا مع غزة "استراتيجية الردع" والتي حققتها عبر 3 حروب آخرها عدوان 2014، لافتة إلى أنهم عندما خرجوا بسلميتهم، أحدثوا حالة من الإرباك في دوائر صنع القرار في إسرائيل.
وهو ما أكد عليه الدكتور أسعد جودة عضو لجنة التوصل الدولي في مسيرة العودة قائلا إن فلسفة المسيرة هو نشر الثقافة السلمية لا سيما بعد أن جربنا الخيارات القتالية، مشيرا إلى أن مسيرة العودة "السلمية" من البدائل التي يجب أن يصر الشعب عليها لأنها اللغة التي يفهمها العالم.
وأوضح أن لغة الكاميرا والصورة هي رسالة حضارية وهي الأقدر على إيصال الرسالة، ناهيك عن الشعب الفلسطيني أيا كانت إمكانياته العسكرية واستعداداته فإنها تساوي صفرا أمام قوة مدججة بالسلاح ومدعومة من الولايات المتحدة وتتعامل وكأنها فوق القوانين الدولية وهناك عشرات القوانين على مدار 70 عاما لم تعبأ بها لأنه ليس هناك قوة ضاغطة حقيقية على الاحتلال.