الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأرمن يطالبون الأتراك بالاعتراف بمذابحهم

مذابح الارمن
مذابح الارمن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ألقى كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأوّل، رسالة بعد القدّاس الإلهى الذى أقيم لراحة أنفس الشّهداء فى كاثوليكوسيّة الأرمن الأرثوذكس- أنطلياس فى بيروت، فى ذكرى الإبادة الأرمينيّة على أيدى السلطات العثمانية، أمام النّصب التّذكاريّ لشهداء الأرمن، بحضور شخصيّات دينيّة وسياسيّة وحزبيّة، وقال فيها «إنّ وحى ٢٤ أبريل يتجدّد مرّة أخرى ويجمع الأرمن فى كلّ أرجاء العالم وهم يتأمّلون فى معانى ورسالة هذه الذّكرى، وترأّس القداس المطران طوركوم دونويان، رئيس دير السيدة بلبنان.
وتابع: لـ٢٤ أبريل معان وتحدّيات عدة فى مفكّرة الشّعب الأرمينيّ، فهو اليوم الّذى يذكّرنا بالمطالبة بحقوق شعبنا المسلوبة، وبالتّالى هو يوم استعادة الوعى والتأّكيد الذّاتيّ لكلّ فرد أرمينيّ الّذى يعترف بأصوله الأرمينيّة.
وأضاف «آرام الأوّل»: «إنّ رسالة ٢٤ أبريل تتخطّى قيود الزّمان والمكان، إنّها الوصيّة المقدّسة الّتى توحّد الأرمن حول قضيّة واحدة ألا وهى المطالبة بحقوقنا، هذه الوصيّة الّتى ورثناها من شهدائنا الّذين ترفّعوا إلى رتبة القداسة من قبل كنيستنا، ويتجاوز عددهم مليونًا ونصف المليون شهيد».
وأكمل الكاثوليكوس آرام الأوّل رسالته قائلا: إن ٢٤ أبريل الّذى بات رمزًا لتطلّعات شعبنا السّامية، يدعونا اليوم إلى تجديد وفائنا للاستمرار فى النّضال للوصول إلى مطالبنا المحقّة، وحقوق شعبنا المغتصبة، إنّ منفّذ الإبادة أراد، محو الأرمن من بين شعوب الكون وشطب أرمينيا من على خريطة العالم، إلّا أنّ للأمّة الأرمينيّة مكانة خاصّة اليوم بين أمم العالم وكذلك لوطننا الأمّ أرمينيا بجانب دول العالم، ويقول الإنجيل: «لا تخافوا الّذين يقتلون الجسد، ولكنّهم يعجزون عن قتل النفس».
وأكد آرام الأوّل أن المفكرين والوسط الأكاديمى وأفراد من المجتمع المدنيّ فى تركيا، بدأوا إثارة موضوع الإبادة الأرمينيّة، رغم الضّغوط والقمع والحظر من قبل الدّولة التّركيّة.
وتابع: «فى هذه اللّحظة بالذّات، ومن أمام رفاة شهدائنا الأبرار، أناشد الحكومة التّركيّة أن تعترف بالحقيقة وبالجرائم الّتى خطّطها ونفّذها أسلافها. فلا يمكن طمر الحقيقة بتجاهلها أو إنكارها ومهما طال طمر الحقيقة فى الغبار لا يمكن أن تضيع بل تشعّ كالذّهب».
وأضاف الكاثوليكوس آرام الأوّل: فى هذا الصّدد نشير إلى أنّنا فى عام ٢٠١٥ تقدّمنا بدعوة قضائيّة مدروسة بدقّة أمام المحكمة الدّستوريّة العليا فى تركيا كخطوة أولى، ومن ثمّ أمام المحكمة الأوروبّيّة لحقوق الإنسان، مطالبين باستعادة الملكيّة العقاريّة لكاثوليكوسيّة بيت كيليكيا فى مدينة سيس (قوزان حاليًّا). إلّا أنّه فى كلتا الحالتين رفضت دراسة الدّعوة، ولم ترفض الدّعوة، ورغم ذلك قرّرنا الاستمرار فى الإجراءات القضائيّة بهذا الصّدد.
وكانت السلطات العثمانية، قتلت وشرّدت مئات آلاف الأرمن، بين عامى ١٩١٥ و١٩١٧، فى مجازر مروعة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، وكان الجيش التركى اجتاح مملكة أرمينيا لأول مرة فى القرن ١١، وفى القرن ١٦ أصبح معظم أرض أرمينيا التاريخية جزءًا من السلطنة العثمانية، وبقيت أرمينيا تحت الحكم العثمانى حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.
وفى أواخر القرن الـ١٩، راح الشباب الأرمن، الذين تلقوا تعليمهم فى الجامعات الأوروبية، يطالبون بإصلاحات سياسية وانتخابات وإلغاء التمييز ضد مسيحيى السلطنة، وهو ما أغضب السلطان العثمانى عبدالحميد الثاني، المعروف بلقب «السلطان الأحمر».
وارتكب العثمانيون، بين عامى ١٨٩٤ و١٨٩٦، مجازر بحق الأرمن راح ضحيتها حوالى ٨٠ ألفًا، وعرفت باسم المجازر الحميدية، ومن أبشع المجازر التى ارتكبت آنذاك حرق نحو ٢٥٠٠ امرأة أرمينية فى كاتدرائية أورفة.
وفى السنوات اللاحقة، ارتكبت مجازر أخرى بحق الأرمن، وهوجمت حوالى ٢٠٠ قرية أرمينية فى أضنة، عام ١٩٠٩، وقتل حوالى ٣٠ ألفًا من أبنائها.
وفى عام ١٩١٥، كان يسكن حوالى مليونى أرمينى فى الإمبراطورية العثمانية، وفى فترة الحرب العالمية الأولى، اتهم الأرمن بتأييد جيوش الحلفاء، وبالتواطؤ مع الجيش الروسي، وذلك للتغطية على الخسائر الفادحة التى لحقت بالسلطنة فى المعارك التى جرت فى المحافظات الأرمينية، وبدأ الأتراك يصفون الأرمن بـ«أعداء الداخل».
وفى منتصف العام ١٩١٥، أصدرت السلطنة العثمانية قرارًا بترحيل أرمن الأناضول وكيليكيا من أراضيها؛ لأنهم باتوا عناصر مشكوكًا فى ولائها، كما صدر قرار بمصادرة ممتلكاتهم، ولكى لا ينضموا إلى الجيش الروسي.
ورحّل الأرمن فى «مسيرات موت»، كانت السلطات تشجع الأتراك والأكراد على مهاجمة السائرين فيها وسرقة ممتلكاتهم، كما أُحرق العديد من الأرمن أحياء أو أعدموا أو قتلوا أو ماتوا بسبب مرض التيفويد أو العطش أو الجوع. وحدثت آلاف حالات الاعتداء الجنسى على النساء، وخطفت بعض النساء الجميلات وفرضت العبودية عليهنّ.
ويقدّر المؤرخون أن ٧٥٪ من الأرمن المجبرين على السير فى هذه المسيرات، ماتوا قبل أن يصلوا إلى بادية الشام.
وحين أمرت السلطات التركية بترحيل الأرمن، كانت تحكم بالموت على عرق كامل، وقتل الأتراك من الأرمن نحو مليون ونصف المليون.