الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ميخائيل إدوارد يكتب: الإنسان بين فضيلة الصدق ورذيلة الكذب

ميخائيل إدوارد
ميخائيل إدوارد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أولًا: فضيلة الصدق (الحق): الله هو الحق، وهو الصادق الأمين، والإنسان الذي يحب الله يحب الحق، ويقول الصدق لذلك يقول لنا الله: «احفظ واسمع جميع هذه الكلمات التي أوصيك بها، لكي يكون لك وأولادك من بعدك خير إلى الأبد، إذا عملت الصالح والحق في عيني الرب»، لذلك يقول دَاوُدَ النبي «طريق الكذب أبعد عني وبشريعتك ارحمني. 
اخترت طريق الحق، جعلت أحكامك قدامي». 
والإنسان الذي يتكلم بالحق والصدق هو إنسان يحيا في محبة الله ومخافته، وهو إنسان مزكي من الله وينال رضاه. لذلك قال سليمان الحكيم: «كراهية الرب شفتا كذب، أما العاملون بالصدق فرضاه».. هذا الإنسان الذي يقول الصدق ويحب الحق يحوز على ثقه الجميع، ويكون موضع احترام وتقدير من كل الذين يتعاملون معه.. وهنا أتذكر قولًا لأحد العظماء: «لا تستح من إظهار الحق، بل اخجل من الباطل والزور.. جاهد ودافع عن الحق حتى لو أدى بك ذلك إلى الموت، وفي الوجود إله قدير يحميك فلا يدعك تغلب.. لا تتزلف للأكابر ولا تخف الحق أمام المقتدرين.. ليكن كلامك واحد ولا تمل مع كل ريح».
يقول البابا شنودة الثالث عن الحق: الذي يحب الحق، يدافع عن الحق، ولا يجامل أحدًا على حساب الحق. وحب الحق له ميزان واحد فقط، يزن به الكل، لا يدين أحد في شيء، بينما يبرر غيره في نفس الشيء.. ولا مانع عنده أن يدين نفسه في عمل من الأعمال، ويرفض أن يبرر ذاته، إذ يرى أن تبرير الذات هو أمر لا يتفق مع الحق.. ويضع أمامه قول الرب: «مبرئ المذنب، ومذنب البريء، كلاهما مكرهة الرب». 
ويختم البابا شنوده ويقول: الذى يحب الحق يكون بعيدًا عن الطائفية والتعصب، لا فرق عنده بين قريب وغريب، لا يتأرجح الحق عنده بعوامل تتصل بالدِّين أو الجنس أو القرابة. الكل عنده سواسية. ثانيًا: رذيلة الكذب.. رذيلة الكذب هى عكس فضيلة الصدق، الإنسان الكذاب هو الذى لا يقول الصدق، بل يستبدل الحق بالباطل، كما قال سليمان الحكيم: «الرجل الأثيم يسعى باعوجاج الفم.. فى قلبه أكاذيب.. يخترع الشر في كل حين».. إن كان الله هو الحق والصدق فالشيطان هو الكذاب، وأبو كل كذاب.. ورذيلة الكذب لها دوافع كثيرة، ورزيلة الكذب تحمل في داخلها مجموعة من الرذائل وتستر في داخلها مجموعة من الخطايا مثل الكبرياء، السرقة، الغش، حب الظهور، التهكم على الآخرين، السخرية، تبرير الذات، السخط، الجبن، الشراسة، والجشع، والنفاق، والرياء..إلخ
لذلك نقول إن رذيلة الكذب هي خطية ولادة، تلد الكثير من الرذائل.. وللكذب عقوبات أرضية، وأخرى أبدية، فمن العقوبات الأرضية أن الإنسان الكذاب إن عاجلًا أو آجلًا سوف ينفضح أمره وينكشف كذبه، كما قال السيد المسيح: «لأن ليس مكتوما لن يستعلن ولا خفي لن يعرف».. كذلك من العقوبات الأرضية للكذاب إن بعد أن ينكشف كذبه يفقد ثقة الناس به واحترامهم له، فلا يعودون يصدقونه ويحتقرونه.. والكذاب يقع تحت طائلة القانون التي قد تصل إلى السجن أو الغرامات المادية.. أما عن العقوبات الأبدية فهي أخطر وأصعب بكثير، كقول الله: «وجميع الكذبة نصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت».. وقوله عن السماء: «لن يدخلها شيء دنس ولا ما يصنع رجسًا وكذبًا». يجب علينا جميعًا أن نقول الصدق ونتجنب الكذب، ولا نسمع لكذب الآخرين أو نصغى إليه، بل نقاومه ونسعى لإصلاحه، لكي ينتشر الصدق ويبطل الكذب. ما أعظم القول المشهور: «الكذاب والدجال والمتملق يعيشون على حساب من يصغي إليهم».. وأختم وأقول: «الكذب كرة ثلجية تكبر كلما دحرجتها».