الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

أحمد القرملاوي: روايات "البيست سيلر" تشبه دعاية "حفاضات الأطفال".. أبحث عن أجوبة أسئلتى فى الكتب.. وأجدد رغبتى فى التساؤل بإعادة قراءة «تعلم الحياة» لـ«لوك فيرى»

الفائز بجائزة «زايد للآداب» فى حوار مع «البوابة نيوز»..

أحمد القرملاوى
أحمد القرملاوى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد فوزه بجائزة الشيخ زايد للآداب، فرع المؤلف الشاب، عن روايته «أمطار صيفية» الصادرة عام ٢٠١٦ من الدار المصرية اللبنانية، اعتبر الروائى الشاب، أحمد القرملاوى، فوزه بمثابة رد على المشككين فى الأدب المصرى، مشيرًا إلى أن هناك حالة من عدم الثقة لدى المؤلفين الشباب والنقاد، وكذلك القراء فيما تنتجه الأقلام الشابة المبدعة، مضيفًا أن هناك اعتقادًا بأن الأدب المصرى فى حالة تراجع، وهو أمر غير حقيقى، فهو لا يغرد وحيدًا بل هناك العديد من الأقلام الواعية والمبدعة.. عن الكتب والإبداع والجائزة التى فاز بها، تحدث

«القرملاوى» لـ«البوابة» فى هذا الحوار.
■ تحمل الرواية عنوانًا غرائبيًا غير مألوف رغم أنها تستدعى أحداثا تاريخية، فما العالم الذى تدور فيه؟
- الرواية تطرح رؤية مغايرة لما هو سائد، تتماوج فى نهر إحدى الطرق الصوفية التى أنشأها الشيخ عبادة الموصلى، منذ ما يقرب من سبعة قرون، حين كانت هذه الطريقة تُمارس بداخل وكالة تاريخية ترجع إلى عصر المماليك، وازدهرت وقتها كمدرسة لتعليم العزف على العود، أنشأها وأقام فيها الشيخ الموصلى، وكان يصنع فيها الأعواد، ويُعلم مريديه فن العزف على العود لذكر الله، ورغم البُعد الزمنى الذى يُغلِّف الأجواء، بخصوصية تراثية، تدور أحداث الرواية فى الزمن المعاصر، إذ يمتد التاريخ من عمق الماضى إلى توازنات وصراعات الحاضر.
■ البعض يرى أن وقوف القراء عند كتب التراث وروايات الكتاب الراحلين دليل على تراجع الأدب المصرى المعاصر، فما تعليقك؟
- أراه أمرًا جيدًا، فيما لو تم الجمع بين قراءة الكتب التراثية والكلاسيكية وقراءة الكتب الأكثر حداثة، فالتراث ثرى بالتجارب والمعارف، وعادة ما يصلنا منه أجوده، أما الكتب حديثة الإصدار فتستلزم زمنًا حتى تتخلص من الغث وتنقل الأفضل للأجيال القادمة، ومع ذلك فالاكتفاء بالكتب التراثية والكلاسيكية لا يمنح اطلاعًا حقيقيًّا على اللحظة الزمنية الراهنة، ولا يصل بالقارئ لآخر ما توصلت إليه البشرية من معارف وأساليب فنية.
■ تحظى الروايات وكتب التنمية البشرية على اهتمام القراء لا سيما الشباب، فما السبب فى رأيك؟
- الرواية هى الفن السردى الأقرب لعموم القراء، وهو أمر صحيح، لأنها تتيح للقارئ الاتصال بعالم متخيّل والتوحد مع شخصياته، فهى أفضل وسيلة للهرب مؤقتًا من الواقع المعيش، أما كتب التنمية البشرية فلم أقرأ أيًّا منها من قبل، لذلك لم أضع يدى بعد على عناصر الجذب التى تحتويها.
■ ما الذى يبحث عنه القرملاوى القارئ؟ وكيف يختار الكتب التى يقرأها؟
- أبحث عن المتعة والأسلوب الفنى فى الأساس، ثم الرؤى المختلفة والمميزة للواقع الإنسانى، ولذا أختار العناوين حسب عدة طرق، منها ترشيحات الأصدقاء الذين أثق فى ذائقتهم ووعيهم الأدبى والمعرفى، كما أسعى لقراءة الكتب التى يقدمها النقاد الواعون، حين تثير شغفى وأستشعر فيها ما أحتاج لقراءته.
■ وماذا عن قوائم الكتب الأكثر مبيعا؟
- قوائم الأكثر مبيعًا لا تمثل معيارًا أعوّل عليه، من قال إنى بحاجة لقراءة ما يقرأه أكثر الناس؟ أنا أحتاج لقراءة ما يجتذبنى ويساعدنى فى البحث عن إجابات لأسئلتى الملحة، و«البيست سيلر» آلية تسويقية تستفيد من الميل الفطرى لدى الإنسان، لفعل ما يقوم به الآخرون، والشعور بالأمان عن طريق الانتماء لشريحة واسعة من البشر، وهى وسيلة دعائية معروفة، كأن تجد إعلانًا يقول: «كل الأمهات يستخدمن حفاضات كذا وكذا»، فتجد باقى الأمهات يرغبن فى تكرار نفس النمط، ولا أملك موقفًا ثابتًا من الكتب الأكثر مبيعًا، فلو كانت جيدة أحببت قراءتها، ولو شعرت بأنها لا تناسبنى فلا أقتنيها.
■ وما الكتاب الذى تقرأه حاليًا؟
- أقرأ رواية «حمام الدار» للكاتب الكويتى سعود السنعوسى، الصادرة عام ٢٠١٦.
■ ما الكتاب الذى ترشحه للقراء؟
- قرأت مؤخرًا كتاب «أبناء الأيام»، للكاتب الأوروجوايانى إدواردو غاليانو، وأرشحه بشدة للقراء، فقد وجدت فيه تجربة سردية مغايرة، وقصصًا تثير الدهشة، وأخرى مفعمة بالعاطفة، فهو كتاب مختلف لقارئ مختلف.
■ هل هناك كتاب تعيد قراءته من فترة لأخرى؟
- نعم، من فترة لأخرى أعيد قراءة كتاب «تعلم الحياة» لـ«لوك فيري» فهو يجدد سريعًا رغبتى فى التساؤل والتأمل الفلسفى.
■ من هم الكتاب الذين أثروا فيك؟
- الكُتّاب الأكثر تأثيرًا علىّ وأصحاب الفضل الأكبر فى تشكيل وعيى الأدبى، من الكتاب العرب «نجيب محفوظ» و«الطيب صالح»، ومن الغرب «ماركيز» و«ألبير كامو»، ومن الشباب الحالى، كاتبى المفضل هو حسن كمال.