الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تكاليف "ليلة العمر" ترفع نسبة "العزوبية".. 600 ألف جنيه كلفة الأفراح في الطبقة المتوسطة.. وخبراء: التباهي بين الأقارب والجيران وراء انتشار الظاهرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما بين غلاء المهور وارتفاع التكاليف، يحجم الكثير من الشباب على اتخاذ خطوة الزواج، ففي الوقت الذي يعاني فيه الكثيرون من مشاكل مالية في ظل أوضاع اقتصادية صعبة تظل اشتراطات وجود بيت أو شقة، وفق مواصفات محددة، فضلًا عن إقامة الاحتفالات والولائم وشراء الحلى من الذهب والمجوهرات والأثاث اللازم والراتب الوفير، حائلًا بين الشاب والتفكير في الزواج.
وينتشر "الخوف" بين المُقبلين على الزواج، والسبب؛ لا يبدو في الغالب متعلق بالخوف من الحياة الجديدة التي تتسم بالالتزام ولكنه على الأغلب متعلق بتكلفة يوم الزفاف، فوفقًا لتقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية فإن تكلفة الزفاف في ارتفاع مُتزايد حول العالم، حيث أن متوسط تكلفة ليلة الزفاف في بريطانيا عام 2017 تصل إلى27.161ألف جنة أسترليني.
وأشار التقرير، إلى أن تكلفة ليلة الزفاف في مصر مرتفعة، إذ تبلغ تكلفة الليلية عند الطبقة المتوسطة ما بين 600 ألف إلى مليون جنيه وحتي في الطبقات الفقيرة في المجتمع المصري قد تصل تكلفة الليلة إلى 150 ألف جنيه، ولعل هذا يعطي تفسيرًا حول وجود نحو 13.6 مليون شخص فوق سن الثمانية عشرة دون زواج، حسبما تؤكد بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم الاجتماع، إن من أهم أسباب غلاء تكلفة الزواج، خاصة ليلة الزفاف في مجتمعنا المصري، يرجع إلى؛ ثقافة التباهي والتفاخر بين معارف وأقارب العروسين، فعدد كبير من ابناء الطبقة المتوسطة مازال يحتفظ بعادة؛ عرض جهاز العروسين على المعارف لإثبات قدرتهم المالية وثرائهم، مما يتسبب في شرائهم أشياء ليست ضرورية ونفس الثقافة تدفع البعض إلى يوم الزفاف فقط أكثر من ربع مليون جنيه وذلك غير متناسب بالطبع مع مستوى دخول للأُسر المصرية.
وأضافت "فايد" لـ"البوابة نيوز" أن تأخر سن الزواج أيضًا هو هاجس الخوف من الفقر والتعرض لظروف اجتماعية سيئة بسبب ضعف دخل أحد الطرفين، مما يدفع اهل العروسة، في كثير من الأحيان، إلى المبالغة في الطلبات ورفع سعر تكلفة الفرح وكذلك الشبكة والمهر ليتأكدوا من قدرة العريس المالية، وهو الأمر الذي يدفع العديد من الشباب للزواج من غير المصريات أو إلى تأجيل الارتباط. مؤكدةً أن للإعلام ورجال الدين وللقائمين على بناء الفكر المجتمعي بشكل عام دور كبير في التوعية وتغيير هذه الثقافة.
وقالت سارة سليمان، مستشار العلاقات الزوجية، إن ابناء طبقة محدودي الدخل كثيرًا ما يستطيعون التغلب على مشكلة المبالغة في تكاليف ليلة الزفاف، حيث أن ثقافة إقامة العرس في منزل أحد العروسين أو حتي علي الكورنيش مع وجود زفة بسيطة جعلت تكلفة حفل الزفاف متناسبة مع الوضع المادي لهم، وذلك عكس ابناء الطبقة الوسطي الملتزمين.
وأوضحت سليمان لـ"البوابة نيوز": "يميل ابناء الطبقة المتوسطة إلى فكرة إقامة أفراح ضخمة داخل قاعات وفنادق سياحية مما يجعل الفرح في بعض الأحيان يتكلف أكثر من الجهاز نفسه؛ في حين أنه يجب إلا تزيد تكلفته حفل الزفاف عن 30 أو 50 ألف جنيه تماشيًا مع الأوضاع الاقتصادية الحالية التي تمر بها البلاد، خاصة أن زيادة تكاليف الزواج تأتي على رأس أسباب تزايد نسبة العنوسة في مصر والتي أصبحت 135مليون عانس وفقا لقرير جهاز التعبئة الإحصاء".