الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الخال لشعب مصر: "متنسونيش".. و"مميش": لم نلِغ فكرة ميدان للأبنودي ونتواصل مع أسرته.. وميزانية لتنفيذه أمام مركز المحاكاة

عبدالرحمن الأبنودي
عبدالرحمن الأبنودي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعد الملف: محمد لطفي وياسر الغبيرى وأحمد صوان وأميرة عبدالحكيم ومحمود عبدالله تهامى
تصوير: هشام محيى ومحمود أمين


«لا أستطيع القول بأن الخال جمع ثروة مادية، ولكن حب الناس هو أعظم ثروة كان يسعى إليها، والحمد لله إحنا مستورين، والإحساس بالأمان درجات حسب وجهات النظر، وفى وجهة نظرى فإن التأمين هو عدم الاحتياج لأحد والحقيقة نحن بعد وفاة الأبنودى لا نحتاج لأحد، وهذا أهم شيء»، هكذا قالت زوجة «الخال» عبدالرحمن الأبنودي وهى تؤكد أن أكبر همومه التى كانت تشغل تفكيره قبل الرحيل هى مصر وحالها «وكان لديه تفاؤل وأمل، خاصة بعد انتهاء حكم الإخوان التى كان يقول إنها أسوأ فترة فى تاريخ مصر.. وبعد أن تحررنا قال: أشعر بأنى أعود لأتنفس مصر؛ وهذا ما ساعد فى تحسن حالته النفسية فى الفترة الأخيرة كثيرًا، كان دائم التطلع لمستقبل أفضل وأن تتبوأ البلاد المكانة التى تليق بها».
أكدت نهال كمال أن آخر كلامه قبل وفاته قال «ماتنسونيش» موجها رسالة للشعب المصرى «وقال لى الشعب المصرى بينسى ولازم تفكريه بالأبنودى دائمًا»؛ وكان يتساءل دائمًا: «بعد ما اموت مين اللى هيجيب سيرتى ويحكى عني؛ وكنت فى البداية أستنكر كيف للأبنودى بعد كل هذا التاريخ الطويل والأعمال الفنية التى قدمها على مختلف الأصعدة أن ينساه أحد؛ لكنه أوصانى أن أكون دائمة الحديث عنه».
كان الخال يقول لزوجته «أنا شاعر لم أُقرأ بعد، ولم أُسمع حقًا، ومعلومات الناس عنى أنى كاتب أغان، لكنى شاعر فى الأصل، وأعتز بذلك جدًا». تقولها وتُضيف أن أعماله قد تمت ترجمتها إلى عدة لغات، منها واحدة من أقرب قصائده إلى قلبه وهى قصيدة «الخواجة لامبو» وهى من القصائد التى ألقيت فى إسبانيا أثناء زيارة أسرته لها فى ذكرى الأبنودى بعد رحيله وترجمت إلى اللغة الإسبانية، وألقاها الطلبة هناك مع نور الأبنودى ضمن ديوان للخال ترجم إلى هذه اللغة بعد وفاته.
ورغم أن لديه ما يقرب من أربعة عشر ديوانًا فمنذ وفاته تحاول زوجته جاهدة لتصنع طريقا لشعر الأبنودى فى مناهج الدراسة سواء للطلبة فى المدارس أو الجامعات. أو حتى من خلال كتابه الأشهر «أيامى الحلوة» التى كتبها باللغة العربية الفصحى «كان يحمل هم الأجيال الجديدة وكيف تبحث عنه إذا لم يدرسوا سيرته ويقرأوا عنه فى مناهجهم الدراسية مثل طه حسين والعقاد، مثلما تهتم دول العالم برموزها، لكن للأسف لا توجد أية آليه لتنفيذ ما أتمناه وما يحلم به الأبنودي».
لاقت زوجة الأبنودى ردًا صادمًا من وزارة التربية والتعليم، حسب قولها: «قالوا لى إننا لا نقوم بتدريس أعمال شعراء العامية فى المدارس، رغم أن أيامى الحلوة مكتوبة بالفصحى، وتناقش ملامح العادات والتقاليد فى الصعيد وتتناول قصة طفل نشأ فى بيئة فقيره جدًا وغنية بالخبرات صنعت منه شاعرًا عظيمًا ليس فى مصر وحدها لكن فى الوطن العربي؛ وكذلك الانتماء للوطن، خاصة أنها تحمل مفردات ولغويات جميلة جدًا تصقل من مهارات اللغة العربية لدى الطلاب».

فى الوقت نفسه ننتظر تنفيذ وعد ميدان الأبنودى بالإسماعيلية «وقد شاهدنا احتفالية فى ذكراه الأولى بحضور وزير الثقافة السابق والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ومحافظ الإسماعيلية استعدادًا لوضع تمثال الأبنودى تحديدًا أمام مركز المحاكاة والتدريب البحرى التابع لهيئة قناة السويس؛ إلا أنه حتى الآن لم نجد سوى صورة الأبنودى أعلى الميدان، ولا أعرف سببًا واضحًا لتأخر تلك الأعمال».
على ذكر قناة السويس، يؤكد محمود رفيق الخال طوال سنوات حياته فى الإسماعيلية أن الأبنودى كان مرتبطًا للغاية بالقناة «وعندما قرر بناء مقبرته اختار موقعا على هضبة عالية يرى قناة السويس والسفن العابرة فى المجرى الملاحي؛ وكان يتمنى حضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، وكتب قصيدة لقناة السويس يحكى فيها تاريخ القناة وحفرها».
فى الوقت نفسه، قال الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ورئيس المنطقة الاقتصادية للقناة، إن فكرة تنفيذ تمثال للشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودى ووضعه فى ميدان يحمل اسمه بقلب مدينة الإسماعيلية «لم تُلغ، ولكن لظروف تم تأجيلها لحين التنسيق مع أسرة الشاعر الكبير»، ولفت خلال حديثه لـ«البوابة» إلى أنه تم رصد ميزانية لتنفيذ التمثال وتشييده بالميدان الذى وقع عليه الاختيار أمام مركز المحاكاة والتدريب البحرى التابع لهيئة قناة السويس.