"عذراء الاستئهال"
الأيقونة طولها ٧٠.٥ سم وعرضها ٤٤ سم عدا الكادر، وتحمل شكل العذراء الرحومة أو الحنونة، ويوجد على الأيقونة الكتابة التالية: «والدة الإله الكاريسية» نسبة إلى كارييس العاصمة، القميص المعدنى الموجود بالصورة يعود إلى القرن التاسع عشر.
ويرتبط اسم الأيقونة بالنشيد المختص بتمجيد السيدة العذراء، الذى يقال فى القداس وصلاة البراكليسى - إحدى صلوات الكنيسة - وبعض الصلوات الأخرى، هذا النشيد رُتِّل لأول مرة من قِبَل رئيس الملائكة جبرائيل بحسب ما يروى فى الجبل المقدس.
قصة الصورة تعود إلى مكان وجودها بالقرب من عاصمة الجبل المقدس (كارييس)، حيث توجد قلاّية على اسم رقاد السيدة العذراء، حيث كان يوجد شيخ رئيس ومعه تلميذ، وكعادة الرهبان كان الاحتفال بالأعياد الكبيرة تتم بإقامة السهرانيات.
وذهب هذا الرئيس للاشتراك فى السهرانية وطلب من تلميذه أن يقيم الصلوات فى القلاية، عندما حل المساء، وكان هذا التلميذ وحيدًا فى قلايته سمع طرقًا على الباب، ففتح وإذ به يرى راهبًا لم يكن قد شاهده من قبل، وطلب الراهب الزائر أن يمضى تلك الليلة معه فى القلاية.
عندما حان موعد الصلاة دعا التلميذ هذا الراهب الغريب للاشتراك معه فى الصلاة كالمعتاد إلى أن وصلوا إلى ترنيمة «يا من هى أكرم من الشاروبيم»، فما كان من الراهب الغريب بالتراتيل بهذه الأقوال: «بواجب الاستئهال حقًا نغبط السيدة العذراء الدائمة الطوبى البريئة من كل العيوب أم المسيح»، وتابع: «يا من هى أكرم من الشاروبيم». فقال له التلميذ: «نحن لا نعرف هذه الأقوال التى بدأت بها النشيد، أبدًا لم نسمعها من قبل»، وطلب من الراهب الغريب أن يكتب هذا النشيد كى يرتله مع أبيه الروحى.
لم يجد التلميذ ورقًا ولا قلمًا ليكتب له، فأخذ الراهب الغريب بلاطة حجرية، وكتب بإصبعه، فظهرت الأحرف على البلاطة الحجرية، وكأنها مكتوبة بقلم بطريقة عجائبية، وقال الراهب الغريب للتلميذ: «من الآن إلى الانقضاء يجب أن يرتل هذا النشيد كل الأرثوذكسيين». عندما عاد الشيخ إلى قلايته، علم بأمر هذه العجيبة، فأعلم مجمع الجبل وأراهم البلاطة الحجرية، فمجدوا الله وشكروا العذراء.
نقلت بعد ذلك الأيقونة العجائبية من كنيسة القلاية إلى كنيسة البروتاتون فى عاصمة الجبل المقدس. وهى حتى الآن موجودة فيها، والقلاية التى علّم فيها الملاك جبرائيل هذا النشيد سميّت قلاية «بواجب الاستئهال».
