مشكلات وشكاوى لا تتوقف خاصة بالطلاب بجميع المراحل التعليمية، دفعت أولياء الأمور للتفكير خارج الصندوق بأن يكون لهم جهود جماعية للتواصل مع وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية لحل مشكلاتهم، بدلًا من الجهود الفردية التى غالبًا لا تؤتى ثمارها، وتمثلت تلك الجهود الجماعية فى تدشين حملات وجمعيات وصفحات إلكترونية استخدموا فيها سلاح «السوشيال ميديا» للتواصل فيما بينهم، ومن ثم إيصال أصواتهم للجهات المعنية بحل مشكلاتهم وكذلك الضغط إعلاميًا فى محاولة للاستجابة لمطالبهم التى تخدم مصالح الطلاب، واستطاعت تلك الكيانات المستقلة فى تحقيق إنجازات بشأن عدد من المشكلات، فيما اشتكوا من تجاهل الوزارة لهم فى مطالب أخرى.
عبير أحمد، هى أم لأبناء فى المراحل الابتدائية ومؤسسة اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم فى بداية ٢٠١٦، صرحت لـ«البوابة نيوز» بأنها أسست الاتحاد تطوعيًا بمعاونة بعض الأمهات بهدف المساهمة فى تطوير منظومة التعليم بجميع المراحل، ومساعدة المسئولين فى تحقيق ذلك من خلال توصيل مقترحات أولياء الأمور فى التطوير، مشيرة إلى أن عمل الاتحاد يحتاج إلى وقت ومجهود كبيرين ولكن الاستجابة لحل مشكلات الطلاب تستحق بعض العناء.
وعن سلاح الإعلام وآلية عمل الاتحاد، أكدت أن الاتحاد يتلقى شكاوى أولياء الأمور من خلال الصفحة الرسمية للاتحاد فى فيس بوك، وذلك عبر النشر فى وسائل الإعلام بالتوازى مع إرسال هذه الشكاوى إلى المسئولين بوزارة التربية والتعليم والسعى لحلها.
وشددت على أن هدف الاتحاد ليس تلقى الشكاوى فقط، فهم ليسوا ضد التطوير ولا يرفضون أى قرارات أو مقترحات من أجل الرفض وشعارهم، «التطوير يبدأ من أول السلم، لذلك يتولون مناقشة قضايا التعليم بصفة عامة أولًا بأول من أجل النهوض بالتعليم لخدمة الوطن ومستقبل أبنائنا الطلاب».
وأكدت أن الاتحاد حقق العديد من الإنجازات مثل جعل الصف السادس الابتدائى سنة نقل وليست شهادة، وإلغاء مادتى الرسم والحاسب الآلى من المجموع، والاستجابة لعدد من شكاوى الحصاد الأسبوعى لأولياء الأمور الذى يصدره الاتحاد أسبوعيًا، وهو عبارة عن مشكلات خاصة ببعض المدارس، والاستجابة لتعديلات جداول الثانوية العامة هذا العام، وبالنسبة للنظم الجديدة تمت الاستجابة للمذكرة التى أرسلها الاتحاد لرئاسة الجمهورية والبدء فى تطوير مرحلة رياض الأطفال.
فى ٢٠١٥ أسس أولياء الأمور محمد صلاح وعادل الفولي، جمعية أولياء أمور ومدرسى مصر، ويؤكد محمد صلاح لـ«البوابة نيوز»، أن الجمعية مشهرة برقم ٩٩٨٠ لعام ٢٠١٥ وهى غير هادفة للربح، وتهدف للحفاظ على حقوق الأبناء فى التعليم، وكذا حقوق المدرسين والمدرسات باعتبارهم شريكا أساسيا فى حل مشكلات التعليم، وحل مشكلاتهم ينعكس بصورة مباشرة على الطلاب ومن ثم النهوض بمستوى التعليم، بالإضافة إلى الوقوف ضد ما وصفه بجشع أصحاب المدارس الخاصة.
عادل الفولي، مؤسس الجمعية أكد لـ«البوابة نيوز»، أن من أسباب تأسيس الجمعية أنه لا صوت لولى الأمر داخل وزارة التربية والتعليم أو التعليم الخاص، فتم تأسيس الجمعية لتلقى شكاوى ومطالب أولياء الأمور، سواء من خلال مقر الجمعية بمنطقة النزهة أو الاتصالات الشخصية أو من خلال صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك.
وأكد أن أبرز نجاح للجمعية تمثل فى التواصل مع الوزير الأسبق محمود أبو النصر والاستجابة لمطالبهم من خلال إصدار القرار ٤٢٠ المتعلق بنظام التعليم الخاص.
«الفولي» أكد أنهم يتواصلون دائمًا مع وزارة التربية والتعليم، ولكن دون عائد يُذكر، قائلًا، إنه علىالرغم من كونهم كيانًا قانونيًا إلا أنهم يعانون من تجاهل مطالبهم.
وأشار إلى أن الجمعية عقدت لقاءً مع طارق شوقى وزير التربية والتعليم فى ٣ أغسطس الماضى لتقديم عدة مطالب، من أبرزها فتح ملف إعادة التقييم مرة أخرى، والذى سمح لبعض المدارس بزيادة المصروفات بنسبة ١٠٠٪، وتوقيع بروتوكول مع المحافظين للالتزام بكثافة الفصول طبقًا للسعة المحددة من هيئة الأبنية التعليمية، والسماح بسداد المصروفات الدراسية على ٣ أقساط، إلا أن رد الوزير كان «ملكوش مطالب عندي»، الأمر دفعهم أيضًا للتواصل مع مجلس الوزراء الذى كان يرسل بدوره شكواهم لوزارة التربية والتعليم دون نتيجة.
احتجاج أمهات مصر على المناهج دفعت عددا منهم لإطلاق حركة « أمهات مصر لإصلاح التعليم»، والتى أسستها هبة علام مع زميلتها مها محرم.
وأشارت علام لـ«البوابة» أن فكرة الحملة راودتها منذ ما يقرب من ٣ سنوات مع زميلتها، حيث كان أبنائهن فى الصف الرابع الابتدائي، وكانوا يعانون من مأساة المناهج الكثيفة على التلاميذ، فكان لا بد من إيصال أصواتهن فأسسن الحملة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والتقت الحملة بالوزير السابق الهلالى الشربينى، وتم تنفيذ مطالبهن بشأن «الميدتيرم المنتهي» وتأجيل تنفيذ قرار إلغاء التعريب بمدارس اللغات، ومن ثم التواصل مع الدكتور رضا حجازي، مدير التعليم العام بالوزارة لعدم تنفيذ مقترح الامتحانات الشهرية، وكذا إلغاء شهادة الصف السادس الابتدائي، وهو ما تم الاستجابة إليه.
وأكدت علام، أن هناك مطالب تتم فيها الاستجابة لهن، فيما يحدث اختلاف فى وجهات النظر حول بعض القضايا مع قيادات الوزارة فلا يتم تنفيذها، لأنه فى النهاية تكون الوزارة هى صاحبة القرار، مشيرة إلى أن هناك مشكلات يطالبن بصفة مستمرة لحلها ولكن دون استجابة مثل «مخالفات المدارس الخاصة» التى تمثل دولة داخل الدولة حسب قولها، ما يستدعى إصدار قانون للوقوف حائلًا ضد تجاوزاتهم، وطبيعة المناهج الصعبة التى يقف بعض المعلمين عاجزين عن شرحها، بالإضافة إلى عدم الالتزام بالخطة الزمنية لشرح المناهج وجعل مواءمة بين مدة الدراسة وكمية المناهج المطلوب من الطالب دراستها.
