"إزاي هعرف أعيش من غيرها.. حاولت كتيرًا أرجعها بس هي رفضت أعمل إية تاني" أفكار وعبارات دارت في عقل "م.ع.ح"، الشاب الذي لم يتجاوز عقده الثالث بعد، ظل يفكر فيها من لحظة خروجه من منزل أسرة زوجته حتى وصل إلى مسكنه، بعدما أصابته حالة من الإحباط واليأس الشديد الذي دفعه التفكير في إنهاء حياته والتخلص منها، وترك طفله الصغير صاحب الخمس سنوات يواجه مصير غير معلوم بالنسبة له، خاصة أن الفترة الأخيرة كان أبويه قد انفصلا عن بعضهما.
أحداث هذه الواقعة كشفتها التحقيقات التي أجراها علي عادل، وكيل نيابة كرداسة، فيوم الواقعة استيقظ الأهالي على خبر انتحار "م. ع" حزنًا على زوجته، التي كانت بالنسبة له تمثل أهمية كبيرة، ولا يستطيع العيش بدونها، خاصة أنه عاني كثيرًا حتى تمكن من إتمام زواجهما، لأن أسرتها لم تكون ترغب فيه منذ البداية، وكان ذلك بحجة أن عمله ليس ثابتا، فهو عامل يومي بأجرة، وليس لديه منزل ملك، كل هذه المعوقات كانت في البداية عائل بين إتمام زواجه.
ولكنه لم ييأس وحاول كثيرا حتى وافقت أسرة العروسة بعد ضغط منها، لم تمر سواء فترة وقد انتهى الزوج من إعداد منزله الذي استأجرة، وانتهى من ترتيبات زواجه وتم عقد قرانهما، لينتقلا سويا لمنزلهما، من هنا اعتقد الزوج بأن حياته تغيرت وأصبحت أحسن خاصة بعدما حصل على محبوبته، ولكن كل شىء تغير بعد إنجابهما الطفل الأول فقد بدأت نفقات المعيشة تكثر وعمل الزوج يقل.
وبدأت المشاكل تظهر بين الزوجين، حتى انتهى بهما الحال بأن الزوجة تركت منزلها وذهبت للعيش بمنزل أسرتها بعدما ترك زوجها العمل وفشله في إيجاد آخر، وتركت الطفل الصغير، مرت 6 أشهر على انفصالهما، حاول الزوج مصالحتها وإعادته للمنزل مرة أخرى، حتى أنه يوم الواقعة قرر أن يذهب إليها ليصالحها وقد جلب معه أثناء ذهابه "تورتة"، لمصالحتها وقدمها لها في منزل أسرتها ولكنها رفضتها وقذفته بها.
فشعر الزوج بالإحراج وخرج من المنزل مسرعا متوجها لشقته، وفور وصوله، قرر أن ينتحر لأنه لا يستطيع العيش بدون زوجته، فصنع مشنقة في مروحة المنزل وانتحر شنقًا، وقد شاهده نجله الصغير الذي استنجد والأهالي لإنقاذ حياة والده ولكنهم لم يتمكنوا من إنقاذه، وبعدها تم إبلاغ الشرطة التي حضرت مسرعة لمكان الواقعة، كما انتقلت النيابة لإجراء معاينة للمكان ولجثة المتوفى التي تبين من خلالها أنه ليس به إصابات خارجية، وبناء على ذلك أمرت النيابة بتشريح الجثة والتصريح بالدفن.
