دوما كانت مصر تحتفى بحفظة القرآن الكريم، وتتعامل معهم بكل التقدير والاحترام، بل وكانت فى زمن مضى تعفيهم من أداء الخدمة العسكرية، وتعينيهم بدلا من ذلك إما أئمة أو مدرسين.
تلك الحقيقة كشفت عنها واقعة، بطلها مواطن قناوى، مواطن يدعى «علاء القاضي- موظف» ففى شهر مارس الماضي، كان علاء يبحث فى سجلات العائلة عن أشياء خاصة به فإذا به يعثر خلال بحثه وبين أكوام الأوراق والمستندات، على وثيقة خاصة بجده الأكبر تعود إلى عام 1960 ، والوثيقة عبارة عن شهادة إعفاء من الجندية منحت لجده ويدعى خليل على محفوظ، لحفظه القرآن الكريم، وتأمر بتعيينه معلما بدلا من أدائه للخدمة العسكرية.
علاء عقب عثوره على الوثيقة أدرك ندرتها وقيمتها التاريخية حيث توضح كيف كانت مصر وقتذاك وحكامها يحتفون بحفظة القرآن الكريم، من خلال سن قوانين تنص على ذلك، وإلحاقهم بدلا من ذلك بالمدارس للعمل كمعلمين حسبما يقول «حسن محفوظ- مهندس» حفيد الجد الأكبر، مضيفا أن مصر ولأنه لم تكن تملك تعليما جيدا وقتذاك، وكانت الأمية منتشرة بين قطاعات كثيرة، فإنها كانت تحرص على منح حوافز لتعليم الآخرين من خلال حملة القرآن وحفظته فتعفيهم من الجندية ليقوموا بتعليم غيرهم، لافتا إلى أن جده أصبح بعد ذلك مديرًا للمدرسة التى عين بها.
