داخل غرفة طوارئ أحد المستشفيات في حلوان سارع الأطباء الزمن لمحاولة إنقاذ طفل رضيع لم يبلغ عامه الأول مصابا بتوقف تام في عضلة القلب، بعدما جاء به شخص ادعى أنه نجل شقيقته المريضة.
وبعد عدت محاولات فاشلة لإنعاش قلب الطفل، صعدت روحه إلى بارئها، حيث قام الأطباء بفحص جثمان الطفل ليظهر آثار تعذيب وحروق في أنحاء متفرقة من جسده النحيل، ويسدل الستار على جريمة قتل مأساوية لطفل رضيع على يد والدته.
وانتقلت "البوابة نيوز" إلى مستشفى النصر للتأمين الصحي بحلوان، حيث اكتشاف خيوط الجريمة، والتقت بأحد أفراد الأمن الذي رفض ذكر اسمه ليروي تفاصيل اكتشاف جريمة قتل نكراء لرضيع على يد والدته ويرى أنه يوم الواقعة حضر أحد الأشخاص في منتصف الليل حاملا طفلا صغيرا لم يتجاوز عامه الأول من العمر لفظ أنفاسه وقلبه في حالة توقف تام ويحاول إسعافه.
وقام طبيب الطوارئ بالمستشفى بعمل إنعاش للقلب فعاد الطفل للحياة لبضع دقائق ثم صعدت روحه إلى بارئها، وبفحص جثمان الطفل تبين وجود آثار تعذيب وحرق وكدمات بأنحاء جسده، فارتاب الطبيب في الأمر، وبسؤال الشخص عن صلة القرابة بينه وبين الطفل أقر أنه ابن شقيقته، وبسؤاله عن اسمه ظهرت عليه علامات الريبة والقلق وتردد في نطق الاسم وقال لا يعلم اسمه فتأكد الطبيب من وجود شبهة جنائية في الأمر وقام بالاتصال بالشرطة وإخطارها بالواقعة.
قوة أمنية من مباحث قسم شرطة حلوان، للتحقيق وتبين أن الشخص يدعى "سيد كامل" 37 سنة ومقيم بمساكن أطلس وليس خاله كما ادعى في بداية الأمر ولكنه أحد أقاربه وقامت والدة الضحية بالاتصال به ليذهب بنجلها إلى المستشفى بعدما أخبرته بأنها مريضة ولا تقدر على الحركة وأقر على مكان سكنها.
وتلقى المقدم هاني أبو علم، رئيس مباحث حلوان، إخطارًا من مستشفى النصر مفاده وصول طفل يدعى يوسف إبراهيم 9 أشهر، مصابا بكدمات وحروق في أماكن متفرقة من الجسد ويظهر عليه آثار تعذيب، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية لمحل البلاغ وتبين من التحريات أن وراء واقعة التعذيب والدته وتدعى "مروة إسماعيل" 27 سنة ربة منزل ومقيمة بمنطقة العزبة القبلية بحلوان، وتم القبض عليها وبمنقاشتها أقرت أنها كانت تداوم على تعذيبه وضربه بسبب بكائه المستمر ولكنها لم تتعمد قتله وإنها فوجئت بتدهور حالته الصحية يوم الواقعة ولفظ أنفاسه الأخيرة دون الاعتداء عليه.
وبالاستماع لأقوال الطبيب مجري التقرير الطبي المبدئي تبين وجود كدمات في أنحاء متفرقة من الجسد وجرح قطعي في القدم وحرق بالسجائر في اليد، كما وجد علامات تدل على محاولة إغراقه في المياه.
وباشرت نيابة حلوان التحقيق مع المتهمة ووجهة لها تهمة القتل وأقرت المتهمة بأنها تعاني من أزمة نفسية شديدة بسبب معيشتها بمفردها منذ إنجابها لطفلها، حيث إن والده يقضي عقوبته في السجن بتهمة الاتجار في المواد المخدرة منذ عام ما جعلها تعتدي على الطفل بالضرب بسبب بكائه المستمر وتعذيبه بالحرق ولكن دون التعمد في قتله، وبالاستماع لأقوال المتهمة أمرت النيابة بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات.
