الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"الصدفة" تعيد اكتشاف شاعر سبعيني.. "عبدالمنعم ياقوت" 73 عامًا يكتب والزمن لا يقرأ

عبد المنعم ياقوت
عبد المنعم ياقوت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«يا ياقوت العرش.. دنيا لا يملكها من يملكها.. أغنى أهليها سادتها الفقراء.. الخاسر من لم يأخذ منها ما تعطيه على استيحاء.. والغافل من ظنّ الأشياء.. هى الأشياء!.. صدقنى يا ياقوت العرش.. أن الموتى ليسوا هم.. هاتيك الموتى.. والراحة ليست.. هاتيك الراحة».
«كلنا ننتظر الفرصة، أى فرصة.. فرصة أن ننجح.. أن نحب.. أن نحيا.. أن نكتب، وربما تأتى أو لا تأتى، لكنها نادرا ما تأتى صدفة، وآه لو كانت تلك الصدفة بعدما رفعنا الراية البيضاء للحياة، فجأة تجد نفسك على مسرح الحياة والجميع ينظر إليك، كلمتك ما زالت صبية وقلبك مازال فتيًا يافعا، كذلك الذى تركته منذ ٣٠ عامًا هناك حينما طرقت باب الأمل.
الحديث عن عم «عبد المنعم أحمد ياقوت»، محير، فلا تستطيع أن تحسم من أين تبدأ، من الآن من عمر الـ٧٣ عامًا، أم من هناك من زمن مضى كان فيه شابا صغيرا يحلم بواقع مغاير؟ ذلك الشاب الذى طرق الحب قلبه، فأسرع ليبوح للورقة والقلم، ذلك الشاب القوى الذى لم يتحمل نكسة وطنه فى ٦٧، وكتب على الجبهة يؤرخ خسة العدو، يؤرخ جرح الهزيمة وفرحة النصر.
يقول «ياقوت»: «كنت غاوى شعر وفن من صغري، فى فترة الشباب عملت حاجة عاطفيا، وفى ٦٧ ثرت وغضب قلمى وعملت حاجة ضد العدو سجلتها مع الشباب العرب، وكتبت فى أوقات الحرب: «يالا بينا.. يا رجال.. يالا بينا على القنال.. ناخد التار من أعادينا». ويتابع: « كان لدى أمل فى النصر وفى الحياة والنجاح، وكنت حينها أمتلك جسدًا ممشوقًا وعضلات مفتولة وقلبى فتى لا يهاب، ذهبت لمسرح «الريحاني»، وهناك تقابلت مع «بديع خيري» فسمعني، وذهب وأحضر «عدلى كاسب»، فقال لي: «سمعنى حاجة، لكننى شعرت معه باستعلاء وتكبر، وأنا ابن منطقة شعبية أرفض تلك اللغة فى الحديث، فتركت المسرح ومشيت، لكنى كتبت وكتبت وظللت أكتب ولا يسمعنى الناس، حتى وجدت الأبواب تفتح لى مؤخرا فى هذا العمر، وكأن القدر يعوضنى عما فات، فلدى ديوانان تحت الطبع فى الهيئة العامة لقصور الثقافة، وها أنا بالصدفة أتعرف على صحفيين يتطوعون فى تسليط الضوء علي، وفرحتى لا تضاهى، فكل قصيدة أكتبها كنت أجلس مع أولادى السبعة ليسمعوها، وأقول لهم، هذا إرثكم الحقيقي، إذا مت فأخرجوه للنور، أخرجوا ما كتبته عن مصر للناس، وستتباهون يوما به.