الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"أسعار القمح" تُهدد 3.2 مليون فدانًا من المحصول في الموسم الجديد.. "مزارعون": سنستبدله بالطماطم والفول والخضراوات.. وخبراء: أسعار الحكومة غير المُرضية وراء العزوف عن زراعته

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مُنذ إعلان الحكومة أسعار استلام القمح من الفلاحين، الأربعاء الماضى، حيث يكون إردب القمح 23.5 درجة نقاوة 600 جنيها، و585 جنيها للإردب درجة النقاوة 23، و570 جنيها بدرجة نقاوة 22.5، ويُقابل مزارعو القمح، فى محافظات عدة، قرار الحكومة بغضب، بعدما جاءت الأسعار غير مُرضية ومناسبة لما أنفقوه من تكاليف خلال الموسم الجاري على محصول القمح.
3.2 مليون فدانًا تم زراعتها بالقمح هذا الموسم، مُهددة بأن تكون أقل من ذلك فى موسم القمح الجديد بعدما تعالت أصوات الفلاحين بالتهديد أن أسعار التوريد للموسم الحالى غير مُشجعة على زراعة القمح واستبداله بزراعات محاصيل أو فواكه أُخرى.

علي المصيلحي، وزير التموين، قال في تصريحات إن سعر توريد القمح الذي حددته الحكومة عادل وجيد وجاء بناءً على معادلة تشمل متوسط سعر الدولار وتأخذ في الحسبان تكلفة الخبز المدعم، والذي من المتوقع أن يكلف الدولة 16 مليار جنيه من القمح المحلي فقط.

فيما أكد حسين أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، أن معظم الفلاحين كانوا يتمنون سعرًا أعلى من ذلك نظرًا لارتفاع أسعار المستلزمات، مُشيرًا إلى أن خفض أسعار المواد الزراعية كالأسمدة يمكن أن يساعد في تعويض الفلاحين ويشجعهم على مواصلة زراعة القمح خلال الموسم الجديد، حيث أن هناك 3.2 مليون فدانًا تم زراعتهم بالقمح هذا الموسم.
موسم زراعة القمح، الذى يبدأ فى مُنتصف نوفمبر وحتى ديسمبر من كل عام لتأتى مرحلة جمع المحصول مُنتصف أبريل، يتكلف خلاله المزارع تكاليف تتخطى 8 آلاف جنيها للفدان الواحد، حسبما أكد بدوي السيد مزارع بمحافظة قنا.
وأوضح السيد: "يستهلك فدان القمح ما بين بين 8 إلى 12 عبوة سماد فى حالة الأرض الضعيفة، ويلجأ فيها المزارع إلى السوق السوداء لشراء ما يلزمه لزراعة القمح بسعر يتخطى 230 جنيها، مما يُشكل عبئًا إضافيًا على المزارع لأن الجمعيات الزراعية لا توافر إلا 3 عبوات للفدان".
ويتابع السيد: "محصول القمح الواحد يتطلب حوالى 7 نوبات ري حتى حصادة، بتكلفة تتخطى 120 جنيها للنوبة الواحدة نتيجة غلاء أسعار الغاز، بالإضافة إلى 6 عبوات من سماد السوبر فوسفات قبل زراعة القمح بسعر يصل إلى 85 جنيها للعبوة، وأُجرة 15 عامل فى فترة جمع المحصول لحصده وجمعه وتربيطه بتكلف تتخطى الـ70 جنيهًا للفرد الواحد".
بينما يقول عبدالباقى إسماعيل، مزارع 47 عاما، إن إجمالى تكاليف زراعة فدان واحد بالقمح تصل إلى 8 آلاف جنيه، ومن المتوقع أن يكون العائد منه ما لا يزيد عن 3 آلاف جنيه، عن فترة 5 أشهر شَغل فيها القمح الأرض، خاصة بعد إعلان الحكومة أسعار توريده بـ600 جنيه فقط".
وأشار "إسماعيل" إلى أنه كان متوقعًا أن تكون أسعار توريد الأردب 700 جنيه على الأقل خاصة بعد موجة الغلاء التى التهمت جيوب المزارعين فى الشهور الأخيرة، وهو الأمر الذى قد يدفعه إلى استبدال 4 أفدنة من القمح بالطماطم والفول والبسلة والبصل وغيرها من الخضراوات. وأوضح: "مكاسبهم أفضل من القمح؛ لأن فدان الطماطم مثلًا قد يجنى أرباحًا تصل إلى ١٠ و١٥ ألف جنيه فى العام غير أنه يتطلب مجهودا أكثر من القمح".

من جانبه، قال محمد العقاري، نقيب الفلاحين، إن زراعة القمح تُعد أمن قومي كونه محصولًا إستراتيجيًا، لذلك بذلت نقابة الفلاحين جُهدًا كبيرًا في عرض مطالب المزارعين لتزويد سعر توريد القمح طامحين في أن يصل إلي 700 جنيه للأردب، غير أنهم فوجئوا بأن الحكومة أعلنت أسعارًا لاستلام القمح من المزارعين لا تتجاوز 600 جنيه.
وأضاف العقاري لـ"البوابة نيوز" أن تزويد سعر التوريد كان سيُشجع المزارعين علي زراعة هذا المحصول الإستراتيجي، باعتبار القمح المصري أكثر جودة من الأقماح التى تُنفق وزارة التموين ملايين الجنيهات من العملة الصعبة لاستيرادها من الخارج، مؤكدًا أن هامش ربح الفلاح بعد تحديد سعر الأردب بـ600 جنيه فقط الذي سيكون قليلًا فى الوقت الذى ارتفعت فيه تكاليف الزراعة.

الدكتور جمال صيام، خبير الاقتصاد الزراعي، قال إن تحديد سعر توريد القمح الذي يتراوح بين 570 جنيها للأقل جودة ويصل إلى 600 جنيه للأعلى جودة يُعد سعرًا متدنيًا وغير مُرض لمزارعي القمح. وأوضح: "لن يحقق الفلاح ربحًا من زراعة القمح، لأن تكلفة زراعة الفدان الواحد تصل إلى 7 آلاف جنيه موزعة على التقاوي والعمالة والأسمدة وتكاليف الري والزراعة والحصاد".
وأضاف صيام لـ"البوابة نيوز": "السعر الذي اعتمدته الحكومة يُقدر الفدان بـ10 آلاف جنيه وبالتالي؛ هامش ربح المزارع لن يتعدى 3 آلاف جنيه، ما يُعد هامش ربح ضعيفا جدًا". مشيرًا إلى أن القمح المصري يعد من أجود أنواع الأقماح العالمية، بل وينافس القمح الأمريكي في الجودة الذي يصل سعر الطن فيه إلى 350 دولارا.
وتابع صيام: "تأخير إعلان سعر استلام القمح هذا العام، بالإضافة لتحديد سعر لا يُناسب المزارعين، قد يدفع مُلاك الـ200 ألف فدان منهم إلى استبدال القمح بمحاصيل أو فواكه فى الموسم الجديد كالبرسيم أو بنجر السكر، كون تلك الزراعات أصبحت ذات هامش ربح أعلى من زراعة القمح صاحب التكاليف المُرتفعة والعائد القليل".