السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

روسيا أنقذت سوريا من الدمار.. الدفاعات الجوية أسقطت ٧١ صاروخًا.. مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة بدعوة من موسكو

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تمكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تفادي كارثة محققة فى سوريا من جراء الصواريخ الأذكى والأغلى فى العالم التى أطلقتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على دمشق، وذلك من خلال اتصالات أجراها بأطراف فاعلة فى الأزمة السورية، غيرت خطة الهجوم.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت ٧١ صاروخًا من أصل أكثر من ١٠٠، مشيرة إلى أن موسكو ستعيد بحث إمكانية تسليم سوريا صواريخ «إس ٣٠٠» على خلفية هذا العدوان.
وقال الفريق سيرجى رودسكوي، رئيس غرفة العمليات فى هيئة الأركان الروسية: «طورنا منظومة الدفاع الجوى السورية، وسنعود إلى تطويرها بشكل أفضل»، معقبا: «منظوماتنا للدفاع الجوى فى سوريا كانت مشغلة وفى حالة تأهب (وقت الهجوم الغربي)، إلا أنها لم تستخدم».
وأضاف «رودسكوي»: «المواقع التى تم تدميرها فى سوريا كانت مدمرة أصلا»، مشيرا إلى أن البيانات الروسية تؤكد «عدم مشاركة الطيران الفرنسى فى العدوان على سوريا».
على صعيد آخر، وافق مجلس الأمن الدولى على عقد جلسة طارئة، بدعوة من روسيا، لبحث تداعيات الضربة التى وجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى سوريا، بعدما أكدت موسكو أن الضربة لا علاقة لها بوجود سلاح كيماوى لدى النظام السوري، وأن المستفيد الوحيد من الضربة هو الجماعات الإرهابية. 
وأعلنت روسيا على لسان وزير خارجيتها، سيرجى لافروف، أنها أقنعت الرئيس السورى بشار الأسد، بتسهيل عمل لجنة منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية، فى التحقيق الذى تجريه حول الهجوم المزعوم بالغازات السامة على مدنيين فى بلدة دوما.
كانت مفاجأة كبيرة عندما استقبل الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى الخريف الماضى فى قصر فرساى المهيب خارج العاصمة باريس وهو رمز للإمبراطوريات المتعاقبة التى بنتها فرنسا بقوة المدافع وسطوة الأساطيل. 
وخلال المؤتمر الصحفى الذى عقده الرئيسان أطلق الرئيس ماكرون عبارة الخطوط الحمراء التى إذا تجاوزها النظام السورى فإن فرنسا وحدها أو مع حلفائها سوف ترسل الرافال والميسترال لعقاب بشار الأسد. 
ولم يكن لا إيمانويل ماكرون ولا فلاديمير بوتين يتوقعان أن ينفذ الرئيس الشاب وعيده ولم يمض بعد عامه الأول فى قصر الإليزيه. 
أدرك ماكرون ثلاث حقائق دفعته دفعا لتجاوز أسوار التردد ومساءلات مؤسسات برلمانية «ثرثارة» كما كان يقول نابليون. 
١ - أولى هذه الحقائق أن ماكرون يمقت مقتا مرضيا ألا يصدقه الفرنسيون. هو توعد وعليه التنفيذ مهما كانت الكلفة ذلك أن ذلك التنفيذ سيقنع عمال السكك الحديد المضربين وطلبة السوربون الثائرين أن الرئيس لا يمزح. وكما قال رئيس الأركان فإن الجيش يطيعه وينفذ أوامره. وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، حسب الدستور. 
٢- إن الرئيس يريد أن تستعيد فرنسا مكانتها الدولية ودورها التاريخى فى الشرق الأوسط والحرب كما كان يقول الجنرال كليبر هى إزميل فى كتابة التاريخ. ويريد الرئيس أن يقول إن فرنسا القوية عائدة للشرق الأوسط. مع الأمريكيين أو بدونهم، ولكن من الأفضل أن يكون معهم، لأنه لا يريد أن ينفرد الإنجليز بذلك، كما أنه يريد أن يكون لفرنسا مقعد كبير وسط المقعدين الأمريكى والبريطانى وليس بعيدا عنهما. 
٣- الحقيقة الأخيرة هى أن هناك عقدة فرنسية عسكرية فى سوريا على وجه التحديد منذ عشرينيات القرن العشرين عندما تقدم الجيش الفرنسى لاحتلال سوريا بعد الاتفاق الودى مع الإنجليز وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولي. وكان احتلال دمشق سريعا ولكنه تبعته معارك شرسة ومقاومة أشرس اضطرت فرنسا على إثرها التخلى عن أحلام إمبراطورية فى سوريا الكبري. وتنسحب نهائيا من سوريا بعد أطماع عنيدة فيها دامت أكثر من مائتى عام وبالتحديد منذ الحملة الفرنسية على الشام ١٧٩٩.
هذه الحقائق كانت ولا شك ماثلة أمام صاحب القرار بقصر الإليزيه وكان إصرار وزير الخارجية جان إيف لودريان فى مؤتمره الصحفى أمس بصحبة وزيرة الدفاع فلورانس بارلى على أن الرئيس اتخذ القرار للمشاركة فى الحرب مع آخرين ولكن لم تكن عينه سوى على المصالح والمعطيات الفرنسية البحتة.