ليس هناك أسعد من خبر ترشيح عمل مصرى لمهرجان عالمى بحجم مهرجان «كان»، الذى تبدأ فعالياته ما بين 8 و19 مايو المقبل، فقد أعلنت إدارة مهرجان «كان» أن يكون الفيلم المصرى الوحيد المشارك فى المسابقة الرسمية له فى دورته القادمة، ليعيد للأذهان الفرحة الكبيرة التى شكلتها مشاركة الأعمال الفنية فى المهرجانات العالمية الكبرى، يشارك فى بطولة الفيلم المخرج أبو بكر شوقى ودينا إمام ومحمود فارس.
من جانبه أعرب الفنان محمود فارس عن سعادته الكبيرة، باختيار فيلمه «يوم الدين» للمشاركة فى المسابقة الرسمية لمهرجان فى دورته الـ71، والتى من المفترض انطلاقها فى مايو المقبل، وقال فارس فى تصريحات خاصة لـ «البوابة» لم أكن أعلم أن الفيلم قد اختير للمشاركة فى المسابقة الرسمية للمهرجان، فقد استيقظت يوم الخميس الماضى على خبر ترشيح العمل من خلال صفحة المهرجان التى نشرت البوستر الرسمى للفيلم، وحينما رأيته لم أتمالك نفسى من الفرحة و«نطيت» من السرير من الفرحة.
وأضاف لم أكن أعلم أى شيء عن الفيلم، فقد اتصلت من حوالى سنة بالمخرج أبو بكر شوقي، وجرت بيننا مكالمة لسؤاله عن مصير الفيلم، خصوصا أنى توقعت أن يحقق هذا الفيلم ضجة كبيرة، فهو يتناول حالة إنسانية حقيقية، وأخبرنى بأن هناك أخبارا سعيدة تتعلق بمصير الفيلم الذى انتهينا من تصويره منذ ٣ أعوام تقريبا وشعرت بتفاؤل كبير وقتها حتى علمت بالخبر يوم الخميس.
وأشار فارس إلى أن الفيلم خطوة كبيرة وهامة على الطريق الصحيح للفن المصرى الذى يتمتع بمكانة كبيرة فى الأوساط الفنية، فالأكاديميات الفنية فى هوليود تقوم بتعليم الدارسين بها على فن الإضاءة والديكور وأوائل الخطوات الفنية من خلال فيلم «غزل البنات «للعملاق نجيب الريحانى وليلى مراد، لأنه يعد من أقوى الأفلام التى صورت فى تلك المرحلة، ولأنه يتمتع بجودة عالمية لم تكن موجودة فى أغلب أنحاء العالم إلا فى مصر».
وعن دوره فى الفيلم يقول فارس هو دور مختلف عن الأدوار التى قدمتها من قبل وهو دور جديد، خصوصا أنه يمس قضية إنسانية وأنا شخصيا فخور جدا بهذا العمل خصوصا أنه أول عمل يشارك فى المسابقة الرسمية بعد فيلم «أم العروس» للراحل عماد حمدى وتحية كاريوكا.
وفكرة وجود فيلم مصرى فى المهرجان أمر يدعو للفخر، وقد اتصلت بالمنتج وقلت له، إننا لازم نسافر ونحضر الفيلم، فقال بالتأكيد خصوصا أن الأمر جاء فى وقته تماما، فهناك نموذج للشباب المصرى اسمه محمد صلاح قالب العالم ورافع اسم مصر وهو أعطانى أمل، ومخلينا أمام العالم بصورتنا الحقيقية بعد أن كان البعض ينظر إلينا على أننا إرهابيون ومتطرفون، وهو وقت مناسب لعودة السينما المصرية للعالمية.
من جانبه قال المنتج محمد حفظى إنه شارك فى فيلم «يوم الدين» كمنتج مشارك من خلال شركة فيلم كلينك التى يمتلكها وأيضا يملك حق توزيع الفيلم فى الوطن العربي.
وأكد حفظى فى بوست كتبه على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، قائلا، إنه أحب هذه التجربة وقرر أن يخوضها بعدما شاهد النسخة الأولى من الفيلم، كما أن فريق عمل الفيلم عانوا كثيرا فى تصويره وكانت مجازفة كبيرة منهم هذه التجربة وأنهم وجدوا الدعم، فقد حصل الفيلم على منح إنتاجية من سند التابع لمهرجان أبو ظبى ومنصة مهرجان الجونة السينمائي.
وعبر حفظى عن سعادته عن مشاركة الفيلم فى مهرجان «كان» السينمائى الدولى بالمسابقة الرسمية للمهرجان لأنه عودة للسينما المصرية للمهرجانات الدولية وأكبرها، وأن ذلك سيعطى أملا للمخرجين الجدد، لأن مخرج فيلم «يوم الدين» هو العمل الأول له.
ويتناول فيلم «يوم الدين» للمخرج أبو بكر شوقي، قصة رجل قبطى من جامعى القمامة، نشأ داخل مستعمرة للمصابين بالجذام، إلا أنه يغادرها بصحبة مساعده وحمار من أجل محاولة الوصول إلى عائلته والالتقاء بهم، وهو من بطولة راضى جمال وأحمد عبد الحفيظ.
يذكر أن مخرج الفيلم درس العلوم السياسية فى مصر والسينما بنيويورك، وأخرج من قبل فيلما تسجيليا عن مستعمرة الجزام اسمه المستعمرة، كان مصدر الوحى لفيلمه الروائى «يوم الدين» المختار للمستعمرة.
وأعلن المؤتمر الصحفى لمهرجان كان السينمائى الدولى فى نسخته الـ٧١، والتى تنطلق يوم ٨ من مايو المقبل وحتى يوم ١٩ من ذات الشهر، عن اختيار الفيلم المصرى «يوم الدين» للمخرج أبو بكر شوقى، وكذلك الفيلم اللبنانى «كفر ناعوم» للمخرجة نادين لبكي، للمشاركة فى المسابقة الرسمية، وشاركت أفلام نادين لبكى فى فئات المهرجان العريق مرتين، الأولى عام ٢٠٠٧ مع فيلم «كاراميل» ضمن فئة «نصف شهر المخرجين»، والثانية» عام ٢٠١١ مع «هلأ لوين» ضمن فئة «نظرة خاصة»، وهى ثالث مخرجة لبنانية تشارك ضمن المسابقة الرسمية بعد كل من جورج نصر بفيلمه «إلى أين» عام ١٩٥٧، ومارون بغدادى والذى فاز فيلمه «خارج الحياة» بجائزة لجنة التحكيم عام ١٩٩١.
قائمة الأفلام المشاركة فى المسابقة الرسمية تضمنت ١٨ فيلمًا، كما يشارك الإيرانى الشهير جعفر بناهى فى مسابقة كان للمرة الأولى بفيلمه الجديد «ثلاثة وجوه».
أما مسابقة «نظرة ما»، ثانى مسابقات المهرجان الرسمية والمهتمة بالتجارب المغايرة والأسماء الصاعدة، فتضمن مشاركة ١٥ فيلمًا حتى الآن، من المحتمل زيادتها فى الأيام المقبلة، منها فيلمان لمخرجتين عربيتين هما «صوفيا» للمغربية مريم بن مبارك و«قماشتى المفضلة» للسورية غايا جيجي.
وبهذا تساهم أربعة أفلام عربية فى المسابقتين الرسميتين للمهرجان للمرة الأولى فى تاريخه، بالإضافة لمشاركة أخرى متوقعة فى قسمى نصف شهر المخرجين وأسبوع النقاد، ومن المقرر أن يتم الإعلان عن قائمة القسمين خلال الأسبوع المقبل.
