السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

مصطفى أمين.. مبتكر أعياد "الحب" و"الأم"

مصطفى أمين، أسطورة
مصطفى أمين، أسطورة الصحافة المصرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خلد له التاريخ مقولات عدة، حُفرت على جدران الزمان، منه أنه قال: "الصحافة الحرة تقول للحاكم ما يريده الشعب، وليس أن تقول للشعب ما يريده الحاكم"، كان مؤمنًا أن الحرية والديمقراطية لا يجوز النقاش حولهما، حين قال "الحرية والديمقراطية لا نقاش حولهما، فهما الطريق إلى التقدم"، كان شغوفًا بالعمل منذ طفولته ويرى في ذلك عشقًا، فكان ناجحًا، متميزًا منذ أن كان في مرحلة التعليم الأساسي وقبل أن ينهي التعليم الثانوي تقلد واحدًا من أرفع المناصب الصحفية حيث كان نائبًا لرئيس تحرير مجلة روز اليوسف، وهو بذلك يعد من أصغر من شغل هذا المنصب في التاريخ الصحفي المصري إن لم يكن أصغرهم على الإطلاق، كانت له مقولة بارعه عن العمل حيث يرى أن "الإنسان الناجح يذهب لعمله وكأنه يذهب إلى موعد غرامي".
تحل اليوم ذكرى وفاة، «الأستاذ» مصطفى أمين، أسطورة الصحافة المصرية، الذي آمن بالحرية والعمل فخلد اسمه على جدران التاريخ الشاهد على التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال حياته، حيث بدء العمل مبكرًا، فمنذ طفولته كان مولعًا بالعمل الصحفي، أسس واحدة من أكبر المؤسسات الصحفية الوطنية في مصر وهي جريدة الأخبار، والتي أنشأها كي تكون مؤسسة صحفية سياسية على غرار الصحف الأوروبية، وبعد ذلك قام بشراء مجلة آخر ساعة من مؤسسها "محمد التابعي".
ولد "مصطفى أمين" في 21 فبراير 1914 وتوفي 13 أبريل 1997، أسس مع شقيقه التوأم علي أمين صحيفة الأخبار، وكان والدهما أمين أبو يوسف محاميا كبيرا، ووالدتهما هي ابنة أخت الزعيم سعد زغلول، نشئا الطفلين وترعرعا في بيت زعيم الأمة.
سافر مصطفى أمين إلى أمريكا لإكمال دراسته فالتحق بجامعة جورج تاون، ودرس العلوم السياسية، وحصل على درجة الماجيستير في العلوم السياسية مع مرتبة الشرف الأولى عام 1938، ثم عاد إلى مصر وعمل كمدرس لمادة الصحافة بالجامعة الأمريكية لمدة أربع سنوات.
العمل الصحفي
كانت الصحافة هي العشق الأول لمصطفى أمين، وبدأ العمل بها مبكرًا، عندما قدم مع شقيقة مجلة "الحقوق" في سن 8 سنوات، والتي اختصت بنشر أخبار البيت، تلا ذلك إصدارهما لمجلة "التلميذ" عام 1928، وقاما فيها بمهاجمة الحكومة وانتقاد سياساتها، فما لبثت أن تم تعطيل إصدارها، أعقبها صدور مجلة "الأقلام" والتي لم تكن أوفر حظًا من سابقتها حيث تم إغلاقها أيضًا، في عام 1930 انضم مصطفى للعمل بمجلة "روز اليوسف"، وبعدها بعام تم تعينه نائبًا لرئيس تحريرها وهو ما يزال طالبًا في المرحلة الثانوية، وحقق الكثير من التألق في عالم الصحافة، ثم انتقل للعمل بمجلة "آخر ساعة" والتي أسسها محمد التابعي، وكان مصطفى أمين هو من اختار لها هذا الاسم، حيث كان صحفيًا بارعًا يعشق مهنته يتصيد الأخبار ويحملها للمجلة، يتمتع بقدر كبير من الإصرار والمثابرة، ويسعى وراء الخبر أينما كان، وكان أول باب ثابت حرره بعنوان "لا يا شيخ" في مجلة روز اليوسف، كما أصدر عدد من المجلات والصحف منها "مجلة الربيع " و"صدى الشرق" وغيرها والتي أوقفتها الحكومة.
شهد عام 1944 مولد جريدة "أخبار اليوم" بواسطة كل من مصطفى وعلي أمين، وكانت هذه الجريدة بمثابة الحلم الذي تحقق لهما، وبدأ التفكير بها بعد استقالة مصطفى من مجلة "الاثنين" حيث أعلن عن رغبته في امتلاك دار صحفية تأتي على غرار الدور الصحفية الأوروبية، وبالفعل ذهب مصطفى أمين إلى أحمد باشا رئيس الوزراء ووزير الداخلية ليتحدث معه في الصحيفة الجديدة، وطلب منه ترخيص لإصدار صحيفة سياسية باللغة العربية باسم "أخبار اليوم"، وبدأ مصطفي في اتخاذ الإجراءات القانونية لإصدار الصحيفة في 22 أكتوبر 1944، وجاء يوم السبت 11 نوفمبر ليشهد صدور أول عدد من "أخبار اليوم"، وقد حققت الصحيفة انتشارًا هائلًا، وتم توزيع عشرات النسخ منها مع صدور العدد الأول، وقد سبق صدورها حملة دعاية ضخمة تولتها الأهرام، وقد قام الاخوان أمين بعد ذلك بشراء مجلة "أخر ساعة" عام 1946 من محمد التابعي.
لـ «مصطفى أمين» العديد من المؤلفات منها، تحيا الديمقراطية، من عشرة لعشرين، من واحد لعشرة، نجمة الجماهير، أفكار ممنوعة، الـ 200 فكرة، سنة أولى سجن، الآنسة كاف، مسائل شخصية، ليالي فاروق، ست الحسن، لكل مقال أزمة، أسماء لا تموت "مشاهير الفن والصحافة"، صاحبة الجلالة في الزنزانة، صاحب الجلالة الحب، لا، مسلسل النحو الواضح – ثانوي وابتدائي بالاشتراك مع علي الجارم، بين الصحافة والسياسة، العمل الخيري والجوائز، ليلة القدر.
كان له دورًا اجتماعيًا بارز، وعمل العديد من الأنشطة الخيرية التي جاءت تحت أطلقا عليها "ليلة القدر"، كما كان صاحب الفضل في ابتكار فكرة عيد الأم وعيد الأب وعيد الحب.