الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الجماعة التي ماتت.. ودعوات المصالحة التي لا تزال مستمرة..!!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عجيبٌ أمر من يُطلقون بين الحين والآخر دعوات المصالحة مع جماعة «الإخوان» الإرهابية متجاهلين كل الحقائق الماثلة للعيون على أرض الواقع والتى لا يراها سوى مَن يفتقدون البصر والبصيرة السياسية. ولعل أسوأ هذه الدعوات على الإطلاق هو ما أطلقَه عماد الدين أديب؛ لأن دعوته جاءت فى توقيتٍ يقول إن مصر جددت الثقةَ فى رئيسها وقائدها وانتخبته لفترةٍ رئاسية ثانية بأغلبيةٍ كاسحة، ولم تُفلح كلُ دعواتِ جماعة «الإخوان» وأذرعها الإعلامية فى مقاطعة المصريين للانتخابات، وهو ما يشى بحال الجماعة على الأرض من ضعفٍ وهَوَان، وتآكل مصداقيتها لدى الشعب المصري، وتلاشى قدراتها فى الحشد لدعوات المقاطعة، وهو ما يعنى أمرًا واحدًا أن الجماعة قد ماتت وأصبحت نَسْيًا منسيًا.
إن عَرَابَ المصالحة الجديد الذى ينضم إلى عَرَابى المصالحة مع «الإخوان» الذين لا ينفك أحدهم عن المغيب حتى يظهرَ عَرَابٌ آخر يريد أن يبحث عن دور فى ظل الدولة الجديدة التى تحاول أن تخلق منظومة جديدة فى مجال الإعلام بعيدًا عن عَرابى النظام المباركى السابق، لقد أثار الحوار الرائع الذى أجرته ساندرا نشأت مع الرئيس السيسى قبيل الانتخابات الرئاسية ذكريات البعض بذلك الحديث الذى أُجرى مع الرئيس الأسبق مبارك قُبيل الانتخابات الرئاسية لعام 2005، فشعر أنه بعيد عن بؤرة الصورة، ولكن العودة إلى بؤرة الصورة بهذه الدعوة إلى المصالحة مع «الإخوان» على حسابِ دماءِ الشهداء من رجال الجيش والشرطة والمصلين من المسلمين والمسيحيين هى عودةٌ مغموسةٌ بالدم ولا تُفيد أحدًا سوى جماعة «الإخوان» التى ترغب فى العودةِ إلى الحياة مرة أخرى من عَبَاءة الليبراليين الذين طالما وصفتُهم بأقذعِ الصفاتِ والألقاب.
لقد كتبَ الشعبُ المصرى بكلتا يديْه شهادةَ وفاةِ جماعةِ «الإخوان» حينما ثار ضدهم فى 30 يونيو 2013، وانحاز جيشُ الشعب إلى الثورة ولم يسمح لأيٍ كان أن يمسّ شعرةً من مواطنٍ مصرى أو يلمسَ طرفَ ثوبٍ لمواطنةٍ مصرية خرجت للتعبير عن رأيها، وهى حريةُ التعبير التى حبسها «الإخوان» فى صناديق الموتى الانتخابية.. وصدقوا الصناديقَ الصامتة ولم يُنصتوا لصوتِ الشارعِ الهادر ضدهم، وتلك هى عادةُ الإخوان فى كل انتخابات، تترك للناخبين حريةَ الانتخاب، وبعد ذلك تُنحى الناخبينَ جانبًا لتفعلَ ما تشاء بمنأى عن إرادتهم؛ ونظرةٌ واحدة إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية بل وانتخابات النقابات والاتحادات الطلابية التى شارك فيها الإخوان توضح الفكرةَ بجلاء.
وقد كتبتُ بيديّ هاتيْن «شهادةَ وفاةِ الإخوان» فى مقالٍ مُطَول، وهو ما تلقفه نشطاءُ شبكاتِ التواصل الاجتماعي، بل ورسموا له الرسومَ التعبيرية لتجسيدِ العبارة الشهيرة التى ذكرتها للتأريخ للجماعة التى ماتت، وهى تلك العبارة التى اقترحت أن توضع على مقبرتها بعد تشييعها إلى مثواها الأخير: «ولدت عام 1928 وماتت عام 2013». والواضح أن موتى الجماعة يعودون إلى الحياة سواء بشكلٍ حقيقى أو بشكل أشبه ما يكون بالموتى الذين يعودون إلى الحياة فى شخصية «الزومبي» الشهيرة التى جسدتها أفلام هوليوود.
فقد عاد للحياة بعد أن سمع صفوت حجازى منه الشهادتيْن وظهرت صورَه مبتسمًا وهو ميت وكأنه مستبشرٌ بما كتبه اللهُ له من نعيمٍ مقيم ذلك الإعلامى الأفاق «نور الدين عبدالحافظ»، الذى كان يعملُ فى قناة «مصر 25» الشهير بـ «خميس»، وبعده سمعنا أن ابنة القياديْ الإخوانيْ المحرض على الدولة المصرية الداعم لإرهابيى سيناء محمد البلتاجى المسماة أسماء تعيش فى العاصمةِ السودانية الخرطوم باسمٍ مستعار.. وهكذا يعود الأفاقون المحتالون من «الإخوان» إلى الحياة بعد استشهادهم المزعوم فى «رابعة». 
والأدهى من ذلك، أن بعضَ «الزومبي» من قياداتِ الجماعة «الميتة» يدعون فى بياناتٍ صادرة عن الجماعة أنه يجب أن يستمر الحراك الثوري، وأن استمرارَ الحراك الثورى هو مطلبٌ شعبى وفى القلبِ منه جماعةُ الإخوان. والمشكلة أن هؤلاء الزومبى من جماعةِ «الإخوان» لا يدركون أن الشعب المصرى لم يتفاعل معهم طيلة العاميْن الماضييْن، فكيف يتفاعل مع نداءاتهم الآن، ثم أين هو ذلك الحراك الثورى المزعوم، وكيف لجماعةٍ ماتت تدعو الناسَ إلى هكذا خرافات وتهيؤات لا يوجد لها ظلٌ فى الواقع المعيش، وكيف لجماعة ماتت تعتقد أن ثورتها ما زالت مستمرة..! كيف لجماعةٍ ماتت تعتقد أنها لا تزال نابضة بالحياة وتحتفل بعيد تأسيسها التسعين بدلًا من أن تعلن للعالم شهادة وفاة الجماعة إلى الأبد.
ألا يخجلُ هؤلاء الزومبى الذين ادعوا الموت ثم عادوا للحياة.. وألا يخجل هؤلاء الزومبى من قيادات ماتت فى عين أعضاء الجماعة من الشباب عندما هربوا كالفئران المذعورة إلى قطر وتركيا والسودان من أن يدعوا الأخوات والصبية للمشاركة فى مسيرات «توم وجيري» التى سُرعان ما يظهرون فيها ثم يهربون عند أول ظهور لأبطال الشرطة المصرية، الذين أحيانًا ما ينأون بأنفسهم عن إلقاءِ القبضِ على بعضِ السيدات أو الصبية الذين لا يعرفون ماذا يفعلون؟
ثم لماذا يشارككم المصريون هذه الخزعبلات والألاعيب الصبيانية، ألم ينتخب المصريون رئيسهم بأغلبيةٍ غيرَ مسبوقة فى فترتيْه الرئاسيتيْن الأولى والثانية، ألم يروْا فيه المنقذ والمُخلص لهذا الوطن من بين يديْ جماعة أنشبت أظفارها فى مقدرات الشعب وفرطت فى تراب الوطن بدولاراتٍ معدودات، ألم يسطر الرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى فى سجل الإنجازات ما لم يستطع «الإخوان» تحقيق أحد هذه الإنجازات العظيمة التى يفخر بها كل مواطن مصري.
إن الرئيس الإخوانى- لا أعاده الله- هو وحكومته وجماعته لم يرصف طريقًا ولم يشق ترعةً ولم يحفر نفقًا ولم يقم دنيا ولم يحيى دينًا.. ورغم ذلك يريد أن يعود إلى سُدةِ الحكم، وهو لا يعلم أن الموتى لا يعودون.. إننا لا نريد أن يحكم مصر «زومبي» إخواني.. لأننا فى عالم الأحياء، وكما قال الرئيس السيسى فى إحدى خُطَبِه «إننا ننتصر على الإرهاب بالحياة.. وعلى الكراهية بالحب»؛ فنحن الآن نعيش فى وطن نحبه، ومستعدون للموت دونه، ولن يستطيع الأموات أن يرهبونا بقنابلهم البدائية أو غير البدائية.
أيتها الجماعة: استمتعى بالموت لأن الحياةَ لدينا تنتصر على الموت الذى تريدون أن تنشروه فى ربوع الوطن.. أيتها الجماعة تمسكى بأهدابِ قبرِك لأن الحياةَ لا تريد من يحاول أن يهدمها بمعاولِ الهدم بدلًا من أن يبنيها بأدواتِ البناء.. إن البنائين المصريين العِظام من عهدِ الفراعنة حتى يومنا هذا لن يسمحوا بهدم وتدمير منجزات هذا الوطن. 
أيها الداعون المخادعون للمصالحة مع جماعة «الإخوان»: اعلموا أن «رابعةَ» قد ماتت.. وأن جماعةَ «الإخوان» قد ماتت.. ولن تعودَ إلى الحياةِ تارةً أخرى.. هل سمعتم يومًا أن المصالحة يمكن أن تُعقد مع الأموات؟!.. استفيقوا يرحمكم الله.