الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

صمويل بيكيت.. رائد مسرح العبث

صمويل بيكيت
صمويل بيكيت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حظي صمويل بيكيت بمكانة أدبية كبيرة، استطاع أن يعبر عن قسوة الحياة، وعن الشقاء الإنساني بمزيد من حالة تشاؤمية غريبة، نال جائزة نوبل في الآداب، ينتمى أدبه للحركة التجريبية في القرن العشرين ولحركة الحداثة، وحققت مسرحيته " في انتظار جودو" شهرة كبيرة حيث ترجمت للعديد من اللغات وتم تجسيدها على الكثير من المسارح العالمية.
بيكيت، والذي تحل ذكرى ميلاده في 13 أبريل، فقد ولد في مدينة دبلن "أيرلندا" في العام 1906، تلونت أعماله الأدبية بين المسرح والرواية والقصة القصيرة والشعر والنقد الأدبي، كان والده "ويليام فرانك بيكيت" يعمل في المقاولات، أما والدته "ماريا جونز رو" فقد كانت ممرضة، سافر إلى باريس، ومن خلال إقامته هناك تعرّف على الأديب الأيرلندي "جيمس جويس" فلازمه بيكيت وأصبح تلميذًا عنده ومساعدًا له، وقد تأثرت كتاباته بأسلوب "جيمس جويس".
لاقى أول كتاب ينشره بيكيت "مالوي" إعجاب النقاد الفرنسيين، على الرغم من عدم تحقيقه الكثير من المبيعات، أما مسرحية "في انتظار غودو" فقد حققت نجاحًا سريعًا حين تمّ عرضها في مسرح "بابيلون" ولاقت استحسان الكثير من النقاد مما أكسب بيكيت شهرةً عالمية، وتلونت أعماله بطابع السوداوية والكآبة للتعبير عن الشقاء الإنساني بأسلوب فكاهي، ركز على الحدث المأساوي كثيرا مع التجاهل التام للزمان والمكان، وتميزت نصوصه بالغموض والعبث.
ولاقت مسرحيته "في انتظار جودو" شهرة واسعة وردود فعل من القراء والنقاد كبيرة جدا، وتدور المسرحية حول رجلين يدعيان "فلاديمير" و"استراجون" ينتظران شخصا يدعى "جودو"، وأثارت هذه الشخصية مع الحبكة القصصية الكثير من التحليل والجدل حول المعنى المبطن لأحداثها، وقد حوت تكثيفا كبيرا للأسئلة الكبرى الوجودية التي تشغل بال الإنسان في سطور حوارتها، حازت على تقييم أهم عمل مسرحي بالقرن العشرين، واعتبرت نموذجا لتيار العبث.
هرب بيكيت من الشهرة والأضواء التي سببت له إزعاحجا واعتزل بباريس معطيا الكتابة كل وقته واهتمامه، وذلك بعدما نال جائزة نوبل في الآداب عام 1969، وقد رفض بيكيت استلام الجائزة بنفسه مُتَجنّبا بذلك إلقاء خطاب على الملأ عند استلام الجائزة، على الرغم من ذلك فلا يمكن اعتبار بيكيت شخصًا منعزلًا فقد كان يلتقي العديد من الفنانين والأدباء والعلماء والمعجبين بأعماله ليتناولوا الحديث عن أعماله.
عاش بيكت حياة مليئة بالإبداع الفني، ولقد توفّي في باريس في 22 ديسمبر من العام 1989.