الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

دراسة للدكتور ياسر منجي في العدد التاسع من "كراسات متحفية"

الدكتور ياسر منجي
الدكتور ياسر منجي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تصدر قريبا في سلسلة "كراسات متحفية" دراسة للدكتور ياسر منجي؛ أستاذ الجرافيك المساعد بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة؛ تحت عنوان "متاحف الفنون المصرية: التحولات التاريخية وإشكاليات التوثيق"، وذلك بالتعاون بين مكتبة الإسكندرية واللجنة الوطنية المصرية للمتاحف.
ويعد هذا الإصدار تاسع إصدارات هذه السلسلة؛ التي تعد أول سلسلة عربية متخصصة في علوم المتاحف، إذ سبق وأن صدر منها ثمانية أعداد حتى الآن، تناولت جوانب متعددة في شؤون المتاحف وتخصصاتها.
وتركز دراسة الدكتور ياسر منجي على استقصاء الخلفيات التاريخية لأربعة متاحف فنية مصرية، هي: متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة، ومتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، ومتحف "محمد محمود خليل وحرمه" بالقاهرة، ومتحف كلية الفنون الجميلة بالقاهرة.
ويلاحظ أن المتاحف الأربعة المذكورة تمثل أغلب أنماط المتاحف الفنية المعروفة؛ إذ يمثل "متحف الفن المصري الحديث" نموذجا للمتاحف التي ارتبط إنشاؤها منذ البدء بالصفة (المتحفية)، بينما يمثل "متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية" نمط المتاحف المؤسسة لعرض مجموعة فنية محددة، والتي سرعان ما اتسعت لتشمل مجموعات فنية أخرى.
أما "متحف محمد محمود خليل وحرمه" فيمثل نموذجا لمتاحف المجموعات الفنية الخاصة، الموهوبة للدولة من قبل مالكيها، ثم يأتي "متحف كلية الفنون الجميلة"، باعتباره نموذجا لمتاحف المؤسسات الأكاديمية الفنية.
ووفقا لهذا الإطار المنهجي، فإن هدف الدراسة يتجاوز غرض المسح الاستقصائي، فهي ليست دليلا حصريا للمتاحف الفنية المصرية، بقدر ما هي مبحث معني ببيان أثر التراكمات التاريخية على هوية المتحف الفني، وفي الوقت نفسه تلمس أثر هذا التراكم التاريخي ذاته، على جوانب التوثيق والحفظ المتحفي؛ وهو ما يبرر اتساع الدراسة في خاتمتها، لعرض نموذج لمتحف خامس، هو "متحف الشمع المصري"؛ باعتباره نموذجا للمتاحف التعليمية المحتوية على أعمال فنية أصيلة، منفذة بواسطة عدد من مشاهير الفنانين المصريين.
وفي هذا السياق، تطرقت الدراسة لبحث علاقة متاحف الفنون بالتنظيم المؤسسي للاقتناء الفني، وعلاقة بعض أشهر كبار المقتنين ومحبي الفنون المصرية ورعاتها بالشأن المتحفي؛ وفي مقدمتهم الأمير "يوسف كمال" (1882 - 1968)، باعث النهضة الفنية في مصر، والرحالة الجغرافي، وأحد أهم مقتني الأعمال الفنية ومحبي الفنون، والمولعين بالنفائس النادرة في تاريخ مصر الحديث، والأمير "محمد علي توفيق" (1875- 1954)، والأمير "عمر طوسون" (1872 – 1944)، و"محمد محمود خليل" بك (1877- 1953).
كما تناولت الدراسة بالتأريخ بدايات تأسيس أوائل المتاحف الفنية المصرية، ومراحل إعادة تنظيم أشهرها، وناقشت بعض تجليات إشكالية التوثيق لهذه المتاحف. ويتبين من خلال النماذج الواردة بالدراسة الحالية، مدى تأثير التراكمات التاريخية - وكذا تداخل التحولات الاجتماعية والسياقات الثقافية والاقتصادية – على تشكيل هويات المتاحف الفنية، وكذا على تحديد مسارات التغير والنمو، فيما يتعلق بسياسة عرض محتوياتها، كما وكيفا.
يتبين كذلك، من خلال متن الدراسة في عمومه، مدى أهمية رصد هذه التراكمات التاريخية، وتتبعها، والتأريخ لها بدقة، وفق منهجية علمية صارمة، توخيا للمصداقية التاريخية، وحفاظا على الذاكرة الفنية الوطنية.