الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أدب الأطفال من "الكيلاني" إلى "طبالة".. تاريخ حافل بالمبدعين

أدب الأطفال
أدب الأطفال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الكثير من الأدباء يجمعون على أن الكتابة للطفل تتطلَّب مهارات وأدوات سرديّة ربما تفوق في صعوبتها الأدوات التي يحتاجها الكاتب في كتابته للكبار، إذ إنها تعرض موضوعات أخلاقية معقَّدة في جوهرها، بأسلوب روائي وقصصي بسيط، وربما يقترب من الفكاهة التي تقي الطفل شر الملل، وتجذبه إلى حب القراءة منذ نعومة أظفاره.



ومصر، كعادتها، بلد الريادة في هذا المجال شديد الخصوصية، وليس أدل على ذلك إلّا فوز الدكتورة عفاف طبالة بجائزة الشيخ خليفة التربوية، منذ ساعات، وهي ليست الجائزة الأولى لها، كما أن "طبالة" لا تعد الأولى، ولا الأخيرة، في قائمة روّاد أدب الأطفال في مصر، فقد عرفت مصر العديد من الأُدباء والكُتّاب الذين اهتمّوا بهذا اللون الأدبِي الذي يعنى بكتابة النثر والشعر للأطفال ما دُون سن المراهقة، وهو علاوة على ذلك يعد أحد أركان الأدب العالمي الأصيلة منذ تطوّر في القرن السابع عشر، حيث بدَأ ينتشرُ فِي أوروبا آنذاك، قبل أن يمتد إلي باقي بلدان العالم.
ومن أبرز كتاب أدب الأطفال في مصر الراحل كامل كيلاني، المولود في عام 1959، ومن أبرز مؤلفاته في هذا الحقل "السندباد البحري"، وهي أول قصة يؤلفها للأطفال، كما قام بترجمع العديد من القصص العالمية مثل "روبنسون كروزو"، و"حي بن يقظان"، و"نوادر جحا"، و"مصباح علاء الدين"، ولقّب برائد أدب الطفل لإبداعه الكبير في هذا المجال من الأدب، والراحل أحمد محمود نجيب، المولود في 1928، ومن أبرز مؤلفاته قصة "مغامرات في أعماق البحار"، وهي قصة تدرَّس لطلاب المدارس في المرحلة الابتدائية، ومن أشهر مؤلفاته أيضًا قصصه المعونة بـ"مغامرات عقلة الإصبع"، و"تمثيليات المسلح المدري"، و"مغامرات الشاطر حسن"، وعبد التواب يوسف، الذي اختص بشكل حصري في الكتابة للأطفال، حيث قام بتأليف أكثر من 700 كتاب في مصر والعالم العربي، وحصد من خلالهم العديد من الجوائز والتكريمات. 
وعن مدى تطوّر أدب الأطفال في مصر قال الكاتب الكبير يعقوب الشاروني: أولا أبارك للدكتورة عفاف طبالة على فوزها بجائزة الشيخ خليفة التربوية لها، وهذه ليست أول جائزة مهمة لها، فقد حصلت على جائزة الشيخ زايد من قبل عن رواية "البيت والنخلة"، كما حصلت على جائزة "اتصالات" في إمارة الشارقة من قبل، فهى كاتبة متميزة وتستحق التكريم.
وأضاف: أحب أن اقول إنه سيتم الإعلان خلال الأسابيع القادمة عن عدة جوائز لأدب الأطفال تقدِّمها مؤسسات وهيئات مصرية هامة، مثل جائزة المجلس الأعلى للثقافة، والتى تشرف عليها لجنة ثقافة الطفل بالمجلس، برئاسة الكاتبة نجلاء علام رئيسة تحرير مجلة قطر الندى، وكذلك جائزة بإسم يعقوب الشاروني، تقدِّمها الهيئة الدولية للصحافة العربية، بالتعاون مع مركز توثيق وبحوث مكتبة الأطفال، وستكون مخصَّصة لطلبة كليات التربية المبكرة، بالإضافة إلى جائزة ثالثة، وهي من اتحاد كتاب مصر، وسيصحب كل هذه الجوائز مؤتمرات حول أدب وثقافة الأطفال، والهدف منها هو اكتشاف الموهوبين، وتحفيز أصحاب المواهب على الاستمرار فى الإنتاج الإبداعي الأدبي، ودفعهم لتقديم إبداعهم للمجتمع.
وتابع: تتلخّص عوائق انتشار أدب الأطفال بشكل أكبر في أن البعض ما زال يعتقد أن الكتابة للطفل هي كتابة وعظية، وهذا أبعد ما يكون عن الواقع، فأدب الطفل هو فن أصيل، وخالص، كأدب الكبار تمامًا، وهو لا يختلف عنه إلّا في الأسلوب وطريقة طرح المواضيع.
وأعربت الدكتورة عفاف طبالة عن سعادتها بالفوز بجائزة الشيخ خليفة، مضيفًةً أن الاحتفاء بالمصريين في الخارج يؤكّد ريادتهم وتصدّرهم للمشهد الإبداعي على الدوام.