لم يكن أمام «منى»، صاحبة الـ٥٥ عامًا، وأسرتها التى قدمت من الصعيد سوى العيش فى عشش الدقي، لا يمتلكون من الحياة شيء سوى ٤ جدران يعيشون بينها، رضوا بما قسم الله لهم فشكروه، عاشت هى وأبناؤها بعدما توفى زوجها.
فسعت على تربيتهم، دون أن تمد يدها لأحد، تخبز العيش الشمسي الذي يشتهر به أهل الصعيد، ويقبل عليها الزبائن يشترون منها.. كبرت بنتها ولا تستطيع تجهيزها للزواج بعد خطوبتها؛ لأنه ليس لديها المال لتشتري به «غسالة وتلاجة»، وهما أقصى أحلامها في الحياة.
وتقول «منى» إنها لا تحلم بشيء في الحياة سوى أن تطمئن على بنتها وتناشد أصحاب القلوب الرحيمة، قائلة: «أنا موجودة هنا في عشش الدقي منسية، ومش زعلانة أن أهل الخير نسوني، بس أتمنى مساعدة بنتي وإكمال جهازها الناقص».