الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

إيران تواجه مظاهرات "الأحواز" بالرصاص وقطع الإنترنت

إيران تواجه مظاهرات
إيران تواجه مظاهرات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للأسبوع الثانى على التوالي، يواصل المواطنون الأحواز، ثورتهم، ضد نظام المرشد الإيرانى على خامنئي، متحدين القمع والقبضة البوليسية، من قبل قوات الملالي، عقب قرار النظام الإيراني، وقف استخدام تطبيق «تلجرام» للتراسل الفوري، واتسعت رقعة مظاهرات الأحواز، ضد قمع خامنئي، إلى العديد من المدن الإيرانية، منها، عبدان، الحميدية، دارخوين، معشور، شيبان، الأحواز العاصمة، كوت عبدالله، وقرى مسير التصفية كقرية الويمى وقرية الدغاغلة وعشرات المناطق الأخرى.
وشهدت الشوارع الإيرانية، ليلة الأحد والإثنين الماضيين، تظاهرات واسعة، فى حى علوى بمدينة الأهواز، وقام المتظاهرون بإحراق إطارات السيارات، فى أرجاء المدينة، وأطلقوا العديد من المسيرات الغاضبة، مما أدى إلى وقوع مواجهات واشتباكات عنيفة، مع قوى الأمن الداخلي، عقب قيامها بإطلاق القنابل المسيلة للدموع وضرب المتظاهرين لتفريقهم.
وأطلق المتظاهرون شعارات منددة بالمرشد الإيراني، على خامنئي، والرئيس حسن روحاني، ورئيس مجلس الشورى على لاريجاني، فى مواجهة الحرس الثوري، بعبارات: «بالروح والدم.. نفديكى يا أحواز» عقب قيام قوات الأمن الإيرانية، على مدار الأيام الماضية، باستخدام الغازات المسيلة للدموع، والرصاص الحي، لتفريق التظاهرات الغاضبة، واعتقال العشرات من المتظاهرين، الذين يطالبون بالحقوق القومية لعرب الأحواز ووقف حملات القمع الأمنى والتعذيب تجاههم.
عقب خروج عرب الأحواز، فى تظاهرات «انتفاضة الكرامة الثانية» ضد النظام الإيراني، مرددين شعارات مناهضة لسياسة القمع العنصرى والطائفى لنظام المرشد على خامنئي، حيث يطالب المتظاهرون بحقهم فى تعليم أطفالهم اللغة العربية، والعمل فى المؤسسات البترولية الضخمة فى مدنهم، وحقوق أخرى كثيرة.
وتأججت الاحتجاجات التى تشهدها المدن الإيرانية حاليا، عقب نشر مقطعى فيديو، مسيئين لعرب الأحواز، حيث أظهر الفيديو الأول، المصور بأحد البرامج التليفزيونية بقناة «النسيم» بعض المهرجين بملابس عربية، مرسوما عليها نخيل، يمثلون دور القطط ويخرجون أصواتها، فى حين يسخر منهم مقدم البرنامج، قبل أن يشير إليهم بالانبطاح خلف طاولة يجلس عليها.
أما المقطع الآخر فبُث بالقناة الثانية الإيرانية، الرسمية، عبر برنامج خاص بالأطفال، تحت عنوان «كلاه قرمزى» وتعنى «القبعة الحمراء»، حيث تضمن البرنامج، فقرة استعراضية دعائية، تجاهلت الوجود العربى بشكل كامل، فى منطقة الأحواز العربية، وأظهرت الفرس على أنهم السكان الأصليون للأراضى العربية وليس العرب، الذين احتلت أراضيهم منذ عام ١٩٢٥. 
ودفع نظام الملالى بقوات عسكرية جديدة لقمع ثورة العرب فى إقليم الأحواز، وقال نشطاء أحواز، إن عددا من العربات والآليات العسكرية وصلت إلى إقليم الأحواز، بهدف قمع ثورة العرب فى الإقليم، وأظهر مقطع فيديو نشره نشطاء أحواز، حشودًا عسكرية لقوات إيرانية وهى فى طريقها إلى محافظة الأحواز، لمواجهة الاحتجاجات الشعبية المستمرة، وذكر النشطاء أن هذه الحشود توجهت من مدينة خرم آباد، مركز محافظة لرستان غرب إيران، عصر السبت الماضى إلى محافظة الأحواز، لمواجهة الاحتجاجات الشعبية لعرب الأحواز.
وأوضح الناشط الأحوازى كريم الدحيمي، أن نظام الملالى يخطط إلى قمع التظاهرات عسكريا، من أجل تحويل تظاهرات «انتفاضة الكرامة الثانية» السلمية، إلى تظاهرات مسلحة، لتبرير القمع الدموى لنظام خامنئي، ضد عرب الأحواز.
وحول اسباب اندلاع التظاهرات قال الدحيمى لـ«البوابة نيوز»، إنها ليست الأولى للانتفاضات الأحوازية، بل كانت هناك انتفاضات متعددة سابقة، منذ الاحتلال الإيرانى لها عام ١٩٢٥ إلى يومنا هذا، وأسباب تفجير هذه الانتفاضة هو بالواقع السياسات العنصرية الإيرانية تجاه الشعب العربى الأحوازي، من تغيير التركيبة الديمجرافية، السكانية، وسرقة المياه والثروات وارتفاع نسبة البطالة، وتجفيف الأنهار وبناء السدود، وما تبثه الإذاعة والتليفزيون الإيرانى من أكاذيب ضد الأحواز.
وحول مطالب الإحواز، قال «الدحيمي»: «طالب الأحوزايون الأمم المتحدة وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والجامعة العربية، بضرورة التدخل، لوضع حد لتجاوزات النظام الإيرانى ضدهم، وإيقاف السياسيات العنصرية، التى ينتهجها النظام الملالى بسياسية التغير الديمجرافى لصالح الفرس- حسب تعبيره. 
ومن أجل مواجهة التظاهرات الواسعة، التى تشهدها العديد من المدن الإيرانية، إضافة للأحواز، قطع النظام الإيراني، شبكة الإنترنت عن مدن «الأحواز» بشكل خاص كما تم حجب أيضا شبكة «تلجرام» وأعلن، علاء الدين بروجردي- رئيس لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية فى البرلمان الإيراني- وجود قرار لحجب تطبيق «تلجرام» فى إيران قبل نهاية شهر «فروردین» ٢١ مارس-٢٠ أبريل.
وأضاف بروجردى: «نمتلك قدرات وإمكانات فى المجال الافتراضى بحيث يُمكننا أن نلجأ إلى تطبيق تواصل رسائل وطنية؛ موضحا أن وسيلة تبادل الرسائل «سروش» أو غيرها من التطبيقات الوطنية تمتلك اليوم حوالى ثلاثة إلى أربعة ملايين مشترك، بينما يمتلك تطبيق تلجرام حوالى ٤٠ مليون مشترك؛ وبطبيعة الحال عندما يتم التوقف عن استخدام التلجرام فإن عدد المشتركين بتطبيقات تبادل الرسائل الوطنية سيزداد.
وفى وقت سابق هدد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني، محمد جواد ازارى جهرومي، بإغلاق تطبيق المراسلة المشفرة «تلجرام» بحال لم يحترم مطالب الإيرانيين، فى مسعى من طهران لضبط وسائل التواصل الاجتماعى وسط موجة المظاهرات الاحتجاجية التى تشهدها البلاد، عقب دعوى الحكومة الإيرانية، تطبيق «تلجرام» إلى منع ما وصفته بـ«القنوات الإرهابية» فى محاولة من جانبها لقمع الاحتجاجات، وفقًا لما ذكرته وسائل الإعلام الحكومية.
حيث فرض حظر مؤقت على «تلجرام» خلال يناير الماضي، بعد احتجاجات مناهضة لنظام خامنئى فى أنحاء البلاد، وذكر بافل دوروف، الرئيس التنفيذى لتطبيق تلجرام، أن هناك أكثر من ٤٧ مليون مستخدم نشط على وسائل التواصل الاجتماعى بإيران، وتحظى تطبيقات «تلجرام» و«إنستجرام» المملوكتان لـ«فيسبوك» بالشعبية الأكبر فى إيران، وسط حظر لاستخدام «تويتر» و«فيسبوك» و«يوتيوب»، عقب استخدام المتظاهرين الإيرانيين، تلك التطبيقات، فى دعوات التظاهر، وبث مقاطع الفيديو لانتهاكات قوات الحرس الثورى ضد المتظاهرين.
فيما شنت السلطات الأمنية الإيرانية، حملة اعتقالات واسعة، فجر أمس الأول الأربعاء لتظاهرات الأحواز، فى مناطق مختلفة، واعتقلت المخابرات الإيرانية، نحو ١٥٠ متظاهرا من الأحواز العرب، بينهم سيدات وأطفال، بحسب ما ذكره الناشط كريم الدحيمي، وناشطون فى مجال حقوق الإنسان، ويصل عدد سكان الأحواز العربية نحو ٨ ملايين نسمة، يعيشون فى عنصرية وقمع شديد من قبل نظام المرشد على خامنئي، حيث كانت مدينة مستقلة حتى عام ١٩٢٥، حتى احتلتها «إيران» وغيرت اسمها إلى «خوزستان» بهدف نزع الهوية العربية عنها ومحاولة تغيير التركيبة السكانية لأهلها.