الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

في اليوم الثاني لمسيرات العودة.. إضراب فلسطيني شامل حدادًا على أرواح الشهداء.. عباس: الحراك مستمر حتى نيل حقوقنا المشروعة.. و"الحمد الله" يطالب بمحاسبة إسرائيل على جرائمها.. وإخفاق مجلس الأمن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دخلت الأراضي الفلسطينية، اليوم السبت، في إضراب شامل؛ حدادًا على أرواح الشهداء الذين ارتقوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت على حدود قطاع غزة.

وشمل الإضراب كل المدارس والجامعات والمؤسسات الأهلية والحكومية والخاصة، والمصارف، بعدما أعلن الرئيس محمود عباس يوم السبت يومًا وطنيًّا؛ حدادًا على أرواح شهداء يوم الأرض.
وأغلقت المحال التجارية، منذ ساعات الصباح الباكر، أبوابها؛ التزامًا بالإضراب، وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية الإضراب الشامل في كل محافظات الوطن، كما قررت حكومة الوفاق الوطني تعطيل المدارس والجامعات بمختلف المحافظات.
كما خيم الإضراب الشامل على مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة؛ حدادًا على شهداء مسيرات العودة بقطاع غزة، أمس الجمعة.
وامتنعت المحالّ التجارية عن فتح أبوابها، وخلت شوارع المدينة إلا من عدد قليل من المركبات المارة، إذ أعلنت نقابة سائقي العمومي التزامها بالإضراب، وأُغلقت أبواب مجمع خطوط التاكسي الداخلية.
كانت لجنة التنسيق الفصائلي قد أعلنت، في بيان لها، إضرابا شاملا، السبت؛ حدادًا على أرواح الشهداء، واستنكارًا لمجزرة الاحتلال وإرهابه، وارتقاء العدد الكبير من الشهداء، بالإضافة لمئات الجرحى في جريمة مبيتة تستهدف أبناء شعبنا.
وأعلنت جامعة النجاح تأجيل الامتحانات ومحاضرات التعويض وجميع الأعمال الفصلية التي كانت مقررة السبت.
وخرجت جنازة رمزية من مسجد الحاج نمر النابلسي بالمدينة بعد صلاة الظهر، بدعوة من القوى والفعاليات المختلفة، لتأكيد أن غزة ليست وحدها في معركة العودة.
واستشهد 15 فلسطينيا وأصيب أكثر من 1500 آخرين برصاص الاحتلال في اليوم الأول من مسيرة العودة، والتي ستتواصل حتى 15 مايو ذكرى النكبة الفلسطينية، حيث تم تشييع جثامين الشهداء ظهر اليوم السبت.
وشارك عشرات آلاف الفلسطينيين بقطاع غزة، أمس الجمعة، في مسيرات العودة الكبرى، والتي كانت على مقربة من السياج الأمني مع فلسطين المحتلة عام 1948.
وأعلنت الهيئة التنسيقية العليا لمسيرة العودة الكبرى انتهاء اليوم الأول من فعاليات مسيرة العودة الكبرى، داعيةً أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل عام 1948 والشتات، للمزيد من الانتفاض والمواجهة في وجه الاحتلال.

وقال رئيس اللجنة خالد البطش، في مؤتمرٍ صحفي عقد شرق غزة، مساء الجمعة: إن يوم السبت سيكون يوم الشهداء لمؤازرة ذوي الشهداء ودعم صمودهم، وزيارة الجرحى.
وأثار اعتداء الاحتلال على المشاركين بمسيرة العودة، واستخدام القوة المفرطة بحقهم، حالة من الغضب والاستنكار الشديد في أوساط الفلسطينيين والعديد من الدول العربية، التي وصفت ما حدث بالخطير، وأنه يشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، وجريمة ضد الإنسانية، محملةً "إسرائيل" المسئولية الكاملة عن التصعيد ضد غزة.
وفي السياق نفسه أخفق مجلس الأمن الدولي في التوافق على بيان يدين قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للحراك الفلسطيني في ذكرى يوم الأرض؛ بسبب اعتراض أميركا، بينما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بإجراء تحقيق عاجل في تلك الأحداث.

وقال مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي، خلال جلسة علنية طارئة لمجلس الأمن، مساء الجمعة: إن بلاده تندد بأشد العبارات، بممارسات الاحتلال التي أدت إلى سقوط شهداء وجرحى، وتدعو المجلس إلى التحرك لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وحماية المدنيين الفلسطينيين.


وكان الرئيس عباس قد طالب، في خطابٍ مسجل له، في ذكرى يوم الأرض الـ42، أمس الجمعة، بتدخل المجتمع الدولي لتوفير لحماية للشعب الفلسطيني الأعزل أمام العدوان اليومي والمتصاعد.
وحمّل سلطات الاحتلال المسئولية الكاملة عن أرواح الشهداء الذين ارتقوا في ذكرى يوم الأرض، فيما كلف مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، باتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لطلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وقال: إن سقوط العدد الكبير من الشهداء والجرحى في مظاهرات شعبية سلمية، يؤكد أن رسالتنا في القمة العربية المقبلة ستكون واضحة، وهي التمسك بالثوابت الوطنية التي ضحى من أجلها شعبنا وأمتنا العربية وأحرار العالم على مر السنوات الماضية وصولًا لإقامة دولتنا المستقلة. 
من جهتها اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت في أكثر من محور مع فلسطين المحتلة وشارك فيها أبناء الشعب الفلسطيني، بمثابة "تشييع لصفقة القرن إلى مثواها الأخير".

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: إن الحراك الرسمي والشعبي الفلسطيني مستمر حتى نيل الحقوق المشروعة.
وذكر أبو ردينة، في بيان له، أن "رسالة الشعب الفلسطيني، أمس، كانت واضحة بأن الأرض الفلسطينية باقية لأصحابها الشرعيين".
وأضاف: "الحراك الفلسطيني الرسمي والشعبي سيستمر حتى نيل حقوقنا المشروعة".
كما أشار أبو ردينة إلى أن "الاعتراضات الأمريكية في مجلس الأمن الدولي التي أدت لتعطيل قرار إدانة العدوان الإسرائيلي، تشكل غطاءً لإسرائيل لاستمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني".
وتابع: "استمرار الإدارة الأمريكية بنهجها الحالي بحماية الاحتلال وتعطيل كل المحاولات الدولية الرامية للضغط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف عدوانها وبطشها- لن يزيد شعبنا إلا صمودًا وثباتًا على مواقفه".

وحمّل رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسئولية الكاملة عن الاعتداءات التي تُرتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني؛ كونها تطلق العنان لقواتها لتمارس القتل، والاعتداء على المتظاهرين العُزل.
وطالب الحمد الله في، بيان له، اليوم السبت، نُشر عبر صفحته في موقع "فيسبوك"، المجتمع الدولي بمحاسبة "إسرائيل" على جرائم القتل التي ارتكبتها مع سبق الإصرار بحق أبناء الشعب.
ودعا لاتخاذ قرارات حاسمة لإنهاء الاحتلال، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وحل قضايا الوضع النهائي، وعلى رأسها قضية اللاجئين؛ استنادًا إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وأضاف: "ننحني لأرواح شهدائنا الأبرار الذين ارتقوا خلال إحياء الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض الخالد، ورووا بدمائهم الطاهرة أرض الوطن".
وحيا "جماهير الشعب الفلسطيني الصامد الذين جسدوا إرادة الشعب على البقاء والصمود، وأبرقوا رسالة للاحتلال وللعالم أجمع بأن شعبنا لن يرضى باستمرار احتلال وطنه ونهب أرضه، والاعتداء على مقدساته وارتكاب الجرائم بحقه"، وفق قوله.
فيما قال مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم": إن إطلاق النار على متظاهرين عزّل مخالف للقانون.
وأضاف "بتسيلم"، في بيانه الصادر، اليوم السبت، أنه "لا توجد حالة قتال بين جنود مدجّجين بالسلاح ومتظاهرين عزّل".
وجاء في بيانه "أن تعليمات إطلاق النار المخالفة للقانون والانصياع لها، هما ما أدّى إلى هذا العدد الكبير من الإصابات في قطاع غزة".
وكان "بتسيلم" قد قال، الخميس: "إن الكارثة الإنسانية المتواصلة في قطاع غزة جلّها من صُنع أيدي إسرائيل، فإذا شاءت يتغيّر الواقع هناك فورًا ويتحسّن وضع سكّان القطاع بشكل ملحوظ".
واستدرك: "لكنّ إسرائيل اختارت الإصرار على سياستها، وهي التي حوّلت غزّة إلى سجن كبير، والآن عندما يعلن أسرى هذا السجن أنّهم سيحتجّون على هذا الواقع، تمنعهم من ذلك وتهدّد بالفتك بهم".
كما دعت الولايات المتحدة الأمريكية "كل المعنيين إلى أخذ إجراءات لخفض التوتر"، عقب مهاجمة الاحتلال للمشاركين في مسيرات العودة الكبرى على الحدود مع قطاع غزة.

وأعربت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت في تغريدة على "تويتر"، السبت، عن "حزنها البالغ" على قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 15 فلسطينيا على الحدود مع غزة، خلال مسيرات العودة الكبرى، أمس الجمعة، في ذكرى يوم الأرض.
وأضافت: "ندعو كل المعنيين لأخذ إجراءات لخفض التوتر".
وتابعت أن "المجتمع الدولي يركز على الإجراءات الواجب اتخاذها لتحسين حياة الفلسطينيين ويعمل على خطة للسلام، وأن العنف لا يخدم أيا من هذين الهدفين".