أكد المحاضر في العلاقات الدولية في جامعة نيجني نوفجورود الحكومية الروسية، عمرو الديب، أن قضية الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال، ملفقة من الألف حتى الياء.
وأضاف الديب خلال حواره لـ"البوابة نيوز"، أن سكريبال اشترك في كتابة تقرير عن روسيا من خلال عمله في شركة بريطانية، لافتًا إلى أن هذه الشركة من الممكن ومن خلال صلاتها بالجانب الإسرائيلي قد قامت بهذه المسرحية للتأثير على الدور العسكري الروسي في سوريا.
• كيف ترى الخلافات الأوروبية الروسية الأمريكية؟
لا يمكن الفصل بين الخلافات "الروسية- الأوروبية" والخلافات "الروسية- الأمريكية"، فالولايات المتحدة والدول الأوروبية بالأخص الأخوات الكبار "بريطانيا، فرنسا، ألمانيا"، بينهم ارتباط قوي ألا وهو حلف الناتو، ولا تستطيع سواء الولايات المتحدة أو الأخوات الأوروبيات مواجهة الاتحاد الروسي بشكل منفرد، بل أي مواجهة دائمًا ما تكون من خلال حلف الناتو، ورأينا ذلك عندما اجتمعت بريطانيا و22 دولة أخرى.
• كيف ترى قضية سكريبال واستغلال أمريكا لمصلحتها؟
إن محاولة قتل سيرجيه سكريبال، قضية ملفقة من الألف حتى الياء، وذلك لاعتبارات منها:
１- إذا أرادت روسيا الاتحادية قتل أحد في أي مكان في العالم، ما الذي يدفعها لاستخدام غاز محرم دوليًا.
٢- إذا تعرض شخص ما في العالم كله لهذا الغاز"نوفتشيك" هل يستطيع النجاة؟ لماذا سكريبال وابنته والضابط البريطاني المرافق لهم على قيد الحياه؟
٣- تم قتل أليكساندر ليتفينينكو فى لندن ٢٠٠٦، وهذا الجاسوس كان زميلا لڤلاديمير بوتين في "الكي جي بي" ومن بعدها الـ "إف إس ب"، ولَم نرى الرد الكبير الذي نراه حاليا تم قتل الملياردير الروسي المعادي لبوتين في لندن.
كما قتل "بوريس بيريزوفسكي"عام ٢٠١٣ بالرغم انه يحمل الجنسية الإسرائيلية ولم نر ردا بريطانيا كالذي نراه حاليًا.
٤_ بالرغم من المحاولات الروسية للاشتراك في التحقيقات الجارية الخاصة باستخدام الغاز على أراضي بريطانية، إلا أن الجانب البريطاني لا يريد إشراك الروس في التحقيقات، وهذا دليل على ضعف الحجة البريطانية.
• ما الأسباب التي أدت لمحاولة قتل سكريبال؟
سكريبال أشترك في كتابة تقرير عن روسيا من خلال عمله في شركة"Orbis Intelligence"، البريطانية وهذه الشركة من الممكن ومن خلال صلاتها بالجانب الإسرائيلي قامت بهذه المسرحية للتأثير على الدور العسكري الروسي فى سوريا، فالوجود العسكري الروسي في سوريا ليس فقط تقويض للقوة الأمريكية ولكن تقويض واضح للمقدرة الإسرائيلية.
• ما المغزي من هذا التصعيد وهل سيرقى لحرب ؟
المهم هنا هو أن التصعيد الذي نراه بين دول الناتو والاتحاد الروسي لن يرقى إلى حرب مباشرة في الفترة الحالية، لكن هذا التصعيد مرتبط بعودة روسيا بقوة للساحة الدولية منذ أزمة جورجيا ٢٠٠٨ وحتى الآن، فغياب روسيا من الساحة الدولية في فترة التسعينيات والعشرية الأولى من الألفية الجديدة أعطى للولايات المتحدة الفرصة باحتلال أفغانستان ومن بعدها العراق، أما عودة الدب الروسي قطعت على الولايات المتحدة السبيل فيما يخص تنحية بشار الأسد وعن أي فكرة لقصف إيران.
لذلك نجد الأن بروباجاندا مضادة ضد روسيا في العموم وضد شخص ڤلاديمير بوتين خصوصا لمحاولة التأثير على الدور الروسي في سوريا وأوكرانيا، لكن روسيا ليست صربيا، ليبيا، كوريا الشمالية أو العراق، إنما الاتحاد الروسي دولة عظمى صعب التأثير عليها خصوصا بوجود ڤلاديمير بوتين.
