تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
ترأس البابا فرنسيس بابا الفاتيكان اليوم قداس تبريك الزيوت المقدسة في يوم خميس الأسرار، في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان بمشاركة عدد كبير من الإكليريكيين والكهنة والأساقفة والكرادلة.
وفي عظة للبابا فرنسيس استهلها بالقول خلال قراءتي للنصوص التي تقدّمها لنا الليتورجيّة اليوم جاء إلى ذهني مقطع تثنية الإشتراع القائل: "لأنه أي شعب هو عظيم له آلهة قريبة منه كالرب إلهنا في كل ادعيتنا إليه؟".
وأضاف البابا فرنسيس: "في الصورة الأساسيّة التي يقدّمها لنا الإنجيل اليوم فنتأمّل الرب من خلال عيون أهل وطنه التي كانت "شاخصة إليه". قام يسوع ليقرأ في مجمع الناصرة، فدُفِع إليه بسفر النبي أشعيا، ففتح السفر فوجد المكان المكتوب فيه: "روح الربِّ علي... لأنّه مسحني وأرسلني...".
وختم مُثبِّتًا القرب المُستفِزَّ لتلك الكلمات: "اليوم تمّت هذه الآية بمسمع منكم". لقد وجد يسوع المقطع وقرأ بجدارة علماء الشريعة؛ كان بإمكانه أن يكون عالمًا للشريعة ولكنّه أراد أن يكون "مُبشِّرًا" وواعظًا على الدرب، رسول البشرى السارة لشعبه. هذا هو خيار الله العظيم: لقد اختار الرب أن يكون قريبًا من شعبه.
وتابع: القرب هو أكثر من فضيلة مميّزة، إنّه موقف يشمل الشخص بكامله وأسلوبه في إقامة العلاقات وتنبُّهه للآخر. عندما يقول الناس عن كاهن أنّه قريب منهم هم يسلِّطون الضوء عادة على أمرين: الأول أنّه حاضر على الدوام، والثاني هو أنّه يعرف كيف يتكلّم مع الجميع: مع الكبار والصغار، مع الفقراء ومع غير المؤمنين... إنّ فيليبُّس قد تعلّم جيّدًا من يسوع كيف يكون مبشِّرًا على الدرب، ويخبرنا كتاب أعمال الرسل أنّه كان يسير من مكان إلى آخر مبشِّرًا بكلمة الله وكان يعظ في كلِّ المدن فيعمُّ فيها فرح عظيم (راجع أعمال ۸، ٤- ۸).
وتابع: علينا أن نتوجّه إلى مريم أمّ الكهنة، ويمكننا أن ندعوها أيضًا "سيّدة القرب": لأنها "كأمٍّ حقيقيّة تسير معنا وتحارب معنا وتنشر على الدوام قرب محبة الله" (فرح الإنجيل، ۲۸٦) فلا يشعر أحد بأنّه مُبعد أو مُستقصى. إنَّ أمنا ليست قريبة لأنّها تخدم بواسطة هذه العناية وإنما أيضًا بسبب أسلوبها في قول الأمور. فسرعتها ونبرة صوتها في قانا عندما قالت للخدم: "إفعلوا كلَّ ما يأمركم به" قد جعلت من كلماتها هذه النموذج الوالدي لكل أسلوب كنسي؛ لأنّه بواسطة هذا القرب فقط يمكننا أن نميِّز ما هو الخمر الذي ينقص وما هو الخمر الأفضل الذي يريد الرب أن يعطيه.
وأردف: أقترح عليكم أن تتأمّلوا ثلاثة مجالات من القرب الكهنوتي التي ينبغي أن يتردّد فيها صدى هذه الكلمات: "إفعلوا كلّ ما يقوله يسوع لكم" في قلوب الأشخاص الذين نتكلّم معهم: مجال المرافقة الروحيّة، مجال الاعتراف ومجال الوعظ. أولًا القرب في الحوار الروحي ويمكننا أن نتأمّل به في لقاء الرب مع السامريّة. لقد علّمها الرب أولًا كيف تعبد بالروح والحق ومن ثمّ وبعناية يساعدها لكي تعطي اسمًا لخطيئتها؛ وفي النهاية يسمح لروحها الإرسالي بأن يُعديه ويذهب معها ليبشِّر في قريتها.