السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

عاصم الدسوقي لـ"البوابة نيوز": من يشوه صلاح الدين وعرابي هدفه إفشال السيسي.. والدولة العثمانية لم تقدم شيئًا للمسلمين لأنهم ليسوا أصحاب حضارة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث والعميد الأسبق لكلية الآداب جامعة حلوان، إن حكم الأتراك للدول العربية كان سطحيا؛ لأنهم لا يمتلكون حضارة، بسبب أصولهم القبلية، والتى ترجع إلى قبيلة من قبائل شمال الصين، فكانوا لا يتدخلون فى شئون الناس.

وتناول «الدسوقي» فى حواره مع «البوابة نيوز»، أسباب سقوط الخلافة العثمانية سقوطًا مروعًا فى بدايات القرن العشرين على يد الجمهوريين بقيادة كمال أتاتورك وآثار هذا السقوط على مصر. وتطرق «الدسوقي» إلى الحركة الصهيونية، وكيفية نشأتها وأسبابها، وإلى تزييف التاريخ والرموز التاريخية وأسبابه. فإلى نص الحوار..

 كيف ترى انتهاء الخلافة العثمانية بإزاحة السلطان عبد الحميد الثانى آخر الخلفاء العثمانيين على يد الجمهوريين الأتراك بقيادة مصطفى كمال آتاتورك؟

- الخلافة عربية، وعلى وجه الخصوص توجد فى بنى هاشم داخل قريش، أما الأتراك الذين أطلقوا على أنفسهم لقب الخلافة، فهذا انتحال منهم، ولم يفعله إلا السلطان عبدالحميد.

كما نرى فى الوثائق التركية، أن السلاطين العثمانيين تذكر أسماؤهم مسبوقة بلقب «السلطان»، فإذا غزا أرضا يضاف له لقب السلطان الغازي، وكان عبدالحميد أحد هؤلاء.

متى أطلق السلطان عبدالحميد على نفسه لقب خليفة؟

- عندما أصدر الدستور فى ١٨٧٦، وترجع هذه المسألة إلى أن الدولة العثمانية كانت دولة قوية وتهدد الغرب أحيانا، ومن المعروف أنها أقوى الأقوياء فى زمنها، فتحتل «البلقان» بأوروبا الشرقية والعالم العربي، وما تسمى بمنطقة الشرق الأوسط المشهورة بالكامل.

ولهذا نشأ ما يعرف فى الغرب بالمسألة الشرقية، وهى البحث فى أن دولة إسلامية بالمعنى الاصطلاحي، تسيطر على الشعوب المسيحية فى «البلقان»، وكانت فرنسا الأقرب فى القوة للوجود العثمانى فى أوروبا.

وبدأ التفكير الغربى فى إضعاف الدولة العثمانية والتخلص منهم، فكانوا ينتهزون بعض المآزق التى تقع فيها الدولة العثمانية وتحديد الشروط لإنقاذها، منذ بداية «محمد على» فى مصر الذى كان القوة الإقليمية فى المنطقة ودخل الشام إلى آخره وهزم العثمانيين إلى آخر هذه الأمور المعروفة فى عصر محمد على.

وعندها تجمعت أوروبا ضد محمد على فى الأزمة المشهورة فى ١٨٣٩، فمن هنا أرادت إنجلترا وفرنسا التدخل فى هذه المسألة لإنقاذ الدولة العثمانية من يد محمد على، مطالبين بإصدار دستور أو معاملة غير المسلمين فى الإمبراطورية بمعاملة المواطنة والمساواة، فصدر فرمان فى ١٨٣٩ بشأن حقوق المسيحيين فى دور العبادة وبمجرد انتهاء هذه الأزمة فى مؤتمر لندن ١٨٤٠ تجاهلت الدولة هذا الفرمان.

كما تجددت هذه الأزمة مرة أخرى فى الصراع بين تركيا، والنمسا وروسيا فى حرب «القرم» المشهورة فى عام ١٨٥٥، فأرادت إنجلترا حتى لا تسمح بهزيمة الدولة العثمانية، وما يترتب على هذه الهزيمة من تقوية روسيا، وهذا فى إطار توازن غير مطلوب، فعرضت على الدولة العثمانية تقديم الدعم لها فى موقفها ضد النمسا وروسيا، على أن تعامل الرعايا غير المسلمين معاملة قائمة على المواطنة والمساواة.

فصدر أيضا فرمان فى ١٨٥٦ بهذا المعنى، وكالعادة عندما تنتهى هذه الأزمة تتراجع الدولة عن هذه الحقوق، ثم شبت حرب بين الدولة وروسيا ١٨٧٦، وكان السلطان عبدالحميد فى بداية حكمه للدولة، وكان يعرف التاريخ السابق مع أجداده وأسلافه بالدولة، ومهتما بتجديد هذه المطالب مرة أخرى، فبادر إلى إصدار دستور فى ١٨٧٦، ينص على حقوق المواطنة لغير المسلمين فى الإمبراطورية العثمانية، وعندما صدر هذا الدستور وقع عليه باسم «عبدالحميد خليفة المسلمين».

ومما يؤكد هذا أن عبدالرحمن الكواكبي، عندما صدر كتابه «أم القرى»، مشيرا إليها أن الخلافة فى قريش وعربية، وتحدث فى هذا الكتاب عن السياسة والسلطة، فأصبح موقع اضطهاد من السلطان عبدالحميد، وكتب أيضا كتابًا بعنوان «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد»، ومن هنا بدأت محاربته ومطاردته من قبل السلطات العثمانية والتركية فهرب، وكان يقيم فى حلب ثم أتى إلى مصر فى ١٩٠٢ ومات بمصر.

وفى هذا العرض يشير إلى أن الخلافة ليست فى آل عثمان، وهذا ما انتحله عبدالحميد فقط، فكل السلاطين السابقين، إما أن يطلق عليه لقب سلطان أو يضاف إليه «الغازي»، إذا غزا أرضا وتم ضمها إلى هذه الإمبراطورية.

ومن هنا حدثت بعض المتغيرات فى الدولة العثمانية؛ فظهرت جماعة «الاتحاد والترقي» وانقلبوا على الدولة فى يوليو عام ١٩٠٨، وتم عزل السلطان عبدالحميد، وفى عام ١٩٠٩ توفى عبدالحميد، ثم تولاها السلطان محمد رشاد فى ذلك الوقت، ثم بدأت الأمور فى التغير حتى الحرب العالمية الأولى، التى كانت تركيا طرفًا فيها مع ألمانيا والنمسا ضد إنجلترا وحلفائها، وتم الاستيلاء من قبل كمال آتاتورك على الحكم، وأعلنت الجمهورية وقطعت الروابط التى تربط الدولة بالميراث السابق، وهو الإسلام على وجه الخصوص، وبدأت الجمهورية تأخذ الطابع العلماني.

وماذا عن أسباب سقوط الدولة العثمانية بداية من الانهيار ثم الحرب العالمية الأولى؟

- المنحنى الحضارى كما يسمى فى التاريخ، يعنى أن كل دولة تبدأ فى الظهور، وتتدرج فى القوة حتى تصل إلى الذروة، وبعدها كل ما كان لديها ينتهى، ومن هنا يبدأ المنحنى الحضارى فى تدهوره، حتى تأتى قوة جديدة فتية تقضى عليها.

وهذا ما حدث مع الدولة العثمانية ذاتها، عندما ظهروا كانوا أقوياء فى القرنين الرابع عشر والخامس عشر، وأقوى الأقوياء فى أوروبا، وكانت تواجههم مشاكل عدة تتمثل فى قوة المماليك فى مصر، وقوة الصفويين فى العراق، وكان النزاع بين الثلاث قوى وفى منطقة شمال الجزيرة العربية، ولا تزال حتى الآن موضع المشكلات، وهى ما تسمى بمنطقة «الأكراد» فى شمال العراق وشمال سوريا وفى جنوب شرق آسيا الصغرى.

وكان الصراع يدور حول تلك المنطقة، ولكن الدولة العثمانية كانت دولة فتية بالنسبة لهاتين القوتين؛ حيث دخلت فى صدام مع الصفويين وتمت هزيمتها فى ١٥١٤، وتحولت إلى المماليك الذين كانوا يساندون الصفويين فى إيران، وهزم المماليك فى ١٥١٦ و١٥١٧ بالمنحنى الحضارى.

وهذا ما ساعد على إنهاء هذه الدولة، التى لم تكن متجانسة فى الأصل، لأنها قائمة على توسع، فهم قبيلة من قبائل شمال غرب الصين، وهم أصل الأتراك، وطبيعة القبائل أنهم غير منتجين ويعيشون على الطبيعة، التى تتطلب منهم التنقل من مكان إلى آخر حسب مصدر الحياة، فيتصادم مع قوة أخرى وتهزم وهكذا، وصولا إلى آسيا الصغرى فى منتصف القرن الثالث عشر.

وآسيا الصغرى يحكمها أباطرة الرومان، منذ بداية قسطنطين واعتناقه المسيحية فى مطلع القرن الرابع، وذهب إلى منطقة آسيا الصغرى، وأسس القسطنطينية، وفى وقت الصراع القائم بين الأباطرة حول الحكم، كان زعيم هذه القبيلة يدعى «عثمان»، والذى استعان به أحد الأباطرة «باليولوجس» لمساندته ضد خصمه، فساعده عثمان فى العراق على السلطة، فأصبح له شأن بتلك المنطقة وانفتح أمامه الطريق عبر الدردنيل، وصولا إلى منطقة أوروبا الشرقية التى بها تجمعات قبائلية عشائرية ولا توجد بها دولة ولا إمبراطورية خاضعين للكنيسة دينيًا منتهيًا بهذا الأمر.

وأخضعوا منطقة «البلقان» وأقاموا فيها ولم يفعلوا شيئا بالنسبة للمجتمع لأنهم ليسوا أصحاب حضارة، حيث تركوا الناس يعيشون على ما هم عليه فى مقابل دفع ضريبة وعدم الثورة عليهم.

ومن البلقان ذهبوا فى ١٤٥٣ على يد «محمد الفاتح» الذى دخل القسطنطينية وغير اسمها إلى إسلامبول أو اسطنبول، وهذا هو الأصل لهم، ومن المعروف لدى الباحثين فى التاريخ أن الحكم العثمانى حكم سطحي، أى لا يتعمق، ولا يتدخل فى شئون الناس، ولكنهم يكتفون بالولاء، أى يكون الوالى فى تلك المنطقة تابعا له.

 

ماذا قدمت الدولة العثمانية للمسلمين؟

- لم تقدم شيئا، لأنهم ليسوا أصحاب حضارة، بل إن البلاد التى دخلوها كانت متقدمة عنهم فى الحضارة.

تنادى جماعات الإسلام السياسى بعودة الدولة العثمانية، كيف ترى هذا الأمر؟

- هذه الجماعات لا تعرف شيئا عن التاريخ ولا السياسة، فهم أسرى خارج النصوص الموضوعية.

هل المسلسلات التركية تعمل على تزييف التاريخ حقًا؟

- يجب الرد على هذه المسلسلات، بالتأكيد أن الحكم العثمانى حكم سطحي، وبالمعنى السياسى فهو حكم لا مركزي، أى أنه حكم فيدرالي، مثل الولايات المتحدة الأمريكية الموجودة حاليا، فإن كل ولاية تقوم على شعب معين له تقاليده.

هل هناك إنجازات حققتها الدولة العثمانية؟

- لا، لأنها دولة ليست صاحبة حضارة، فاللغة عند العثمانيين تشكيلة من المناطق التى دخلوا بها، فعندما وصلوا إلى العراق أخذوا بعض الكلمات من الإيرانيين، وعندما دخلوا إلى العالم العربى أخذوا بعض الكلمات من العالم العربي.

ويرجع أصل الحضارة إلى الاستقرار القائم على الزراعة، والسلطان «سليم» أخذ مجموعة من المعماريين لبناء العمارة والمساجد، فهذا يدل على أنهم دولة ليست صاحبة حضارة.

كيف أثر سقوط الدولة العثمانية فى مصر من الناحية الثقافية والتعليمية والسياسية؟

- مصر متروكة لتراثها الحضارى الموجود؛ لأن الحكم العثمانى سطحى لا علاقة له بعادات المصريين وتقاليدهم، وعندما انتهت الدولة العثمانية عاش المصريون فى إطار ثقافتهم الموروثة مطعمة بثقافة فرنسية وإنجليزية، نتيجة التعايش أثناء الحملة الفرنسية، بالإضافة إلى البعثات التى ذهبت إلى فرنسا، فأتى الباحثون بأفكار وسلوكيات، لدرجة أن الطبقة الأرستقراطية يطلق عليها هذا الاسم عندما يتحد أفرادها باللغة الفرنسية.

ورغم أن احتلال فرنسا امتد لمدة ثلاث سنوات فقط، على عكس الاحتلال الإنجليزى الذى استمر لمدة ٧٠ عاما، نجد الثقافة الفرنسية هى الأقوى، والتى لم تتوقف على الاحتلال فقط، وإنما على البعثات، لأن المبعوث منها يأتى محملا بثقافة الفرنسيين بمجتمعهم، وهم الذين يشكلون صفوة المجتمع.

لماذا ترفض أوروبا انضمام تركيا إليها؟

- كراهية الغرب للأتراك قديمة منذ وجودهم فى «البلقان»، فكانت أوروبا ترفض دخول تركيا للاتحاد الأوروبي، وكان يتزعمها «ساركوزي» على وجه الخصوص، ويرجع ذلك إلى أصوله للمجر التى كانت تخضع للدولة العثمانية، فميراث الكراهية موجود، ويضاف إليه هجرتهم إلى فرنسا، ووالدة «ساركوزي» يونانية يهودية، فهو عند إسرائيل يهودي؛ لأن التعريف اليهودى عند إسرائيل يرجع إلى أن والدته يهودية على عكس الأب تماما والمتحمل لرفض تركيا.

وساركوزى صاحب اقتراح اتحاد البحر المتوسط، لكى يبعد تركيا، ويعمل على توظيف إسرائيل، وهذا الاتحاد عبارة عن دخول مصر فى فترة مبارك ليضم الشعوب المطلة على البحر المتوسط ومن ضمنها إسرائيل، وذلك نتيجة لتكوين الأصل على أن تقوم رئاسة الاتحاد بالتبادل بين الدول، والسبب على ذلك يرجع إلى أصول ساركوزى لينتقل الأمر إلى كل أوروبا، فالتاريخ لا يموت ومن يحمله على ذهنه فهو المتحرك فى الأفكار والأحاديث وحركاتها.

لماذا يقوم البعض بمحاولة تزييف التاريخ وتشويه الشخصيات التاريخية؟

- الذين يزيفون التاريخ والشخصيات التاريخية لهم مشروع وأتباع لقوة خارجية، تريد أن تحطم الرموز الموجودة بدءًا من صلاح الدين الأيوبي.

والهدف من ذلك الحيلولة دون نجاح الرئيس السيسى فى الانتخابات القادمة، لأن الحملة بدأت منذ أواخر ٢٠١٧ والانتخابات فى إبريل ٢٠١٨ فلماذا لم تحدث قبل ذلك بسنوات، والمخزى فيما يقال إن صلاح الدين عسكرى أتى بعدة مصائب إلى آخره، وعرابى أيضا رجل عسكرى أدى إلى احتلال إنجلترا لمصر، وأيضا عبدالناصر عسكرى أدى إلى احتلال اليهود سيناء، والرئيس السيسى رجل عسكرى فلا ينتخب وهذا ما يدعو إليه المأجورون.

ولا بد من تحكيم العقل فيما نسمع ونقرأ، وعلى السامع والقارئ الكشف ما بين السطور، فلا بد من التكاتف والتساند لرئيس الدولة لأننا نسير على الطريق الصحيح للدولة.

حدثنا عن الحركة الصهيونية التى بدأت فى أوروبا؟

- المسيحى الحقيقى يكره اليهودى بسبب واقعة صلب السيد المسيح، وهذه الكراهية موجودة عند الكاثوليك والأرثوذكس، وفى ضوء هذه الكراهية كان اليهود يعيشون فى الحارات، أى داخل أحياء مغلقة تماما ولا يتعامل معهم المسيحيون.

ونتيجة الانغلاق الذى يعيش فيه اليهود على أنفسهم، نجد أن لديهم مجموعة من الأمراض على عكس الآخرين، وهذا ناتج عن عدم التزاوج العرقى بين الجنسيات الأخرى، ومن هنا بدأ شعور اليهود على أنهم مكروهون، والذى بدأ مع «هرتزل»، والذى كان يعيش فى ألمانيا، وعندما كتب فى مذكراته أنه تقدم بطلب العضوية للنادى فى ذلك البلد، وتم رفض الطلب على أنه ليس ألمانيًا.

وكتب «هرتزل» كتابه فى ١٨٩٦ بعنوان «دولة اليهود»، وفى عام ١٨٩٧ عقد مؤتمر سويسرا لبحث إنشاء دولة لليهود، وحضر هذا المؤتمر ٢٠٠ مندوب للبحث فى فكرة بناء وطن لهم، وأنشئت المنظمة الصهيونية من خلال المؤتمر للبحث فى كيفية إنشاء وطن.

وتم الاجتماع سنويا للبحث فى هذا الشأن، ثم طرحت مجموعة من البلاد منها كندا واستراليا وأوغندا والأرجنتين، ورفضت الفكرة، حتى عرضت سيناء، ورفضت أيضا من قبل الاحتلال الإنجليزى لمصر، وفى المؤتمر الخامس سنة ١٩٠٦، تدخل الجانب الدينى فى هذا الموضوع على إنشاء هذا الوطن فى فلسطين؛ حيث كانت مملكة «داوود وسليمان» بزعمهم، حتى يوافقوا على هذه الفكرة، وهذه المنطقة كانت تحت السيادة العثمانية، وكانت تسمى بولاية عكا.

وفى ذلك الوقت، رفض السلطان عبدالحميد أن يبيع أرضه لليهود فى فلسطين داخل المنطقة، ولكن لم يمنع تيارات الهجرة إلى المنطقة، بحيث إنه عندما صدور وعد بلفور، كان عدد اليهود يصل إلى ١٤ حيًّا يهوديًا حول القدس، فكان المشروع مبشرًا للنقل إلى المركز.

وتزايد عدد اليهود حتى أصبح من الممكن إنشاء وطن لهم، حتى صيغة خطاب بلفور فيها مرونة اللغة التى تسمح لأكثر من تفسير على تأييد أفكار اليهود فى إنشاء وطن قومى لهم، وأعلن فى خطاب بلفور وأصبح جزءًا منه.

وأصدر الإنجليز كتابًا أبيض لكى يبين حسن النية على أن فلسطين يهودية، ولكن فى جزء من فلسطين، وتمت الموافقة، وانخدع العرب فى غفلة، ومن هنا تم المشروع، مع العلم أنه لم يبع أحد قطعة أرض، ولكن بالتدريج مع وجود الإدارة البريطانية اضطر العرب إلى بيع أراضيهم.

وعندما قام الفلسطينيون بزراعة أراضيهم كانوا يحتاجون إلى اقتراض المال من المرابين، مقابل رهن الأرض، من أجل تلبية احتياجاتهم، وعند جمع المحصول وبيعه يتم تسديد هذه الأموال، وفى حالة عدم سداد الأموال، تؤخذ هذه الأرض نتيجة عدم السداد. ولولا تدخل إسماعيل صدقى فى رئاسته للحكومة فى ١٩٣٠، فى مصر كانت الأرض المصرية ستهرب إلى اليهود، لتصل إلى أكثر من مليون فدان مرهونة لليهود والأجانب، وتم نقل كل هذه الديون على الحكومة المصرية لاسترداد هذه الأرض والإعفاء عن أصحابها.