الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

غدًا الكنائس تحتفل بـ"أحد التناصير"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الكنائس تحتفل بـ«أحد التناصير»

تعميد الأطفال.. فى الأحد السادس من آحاد صيام القيامة

«المعمودية».. أول الأسرار فى «الأرثوذكسية».. وأحد السبعة فى «الكاثوليكية»

التغطيس للصغار والكبار.. ولادة روحية للأرثوذكس

الإنجيليون: فريضة كنسية وتجوز بـ«الرش»

«توحيد المعمودية».. وثيقة جدل بين كنيستى مصر وروما

«المعمودية».. طقس يشفى أمراض المصريين القدماء

البابا شنودة حدد 5 نقاط اختلاف بين الأرثوذكس والإنجيليين

فى كتاب القديس يوحنا ذهبى الفم.. «العماد سرّ الصليب»

 تحتفل غداً الاحد، الكنائس المصرية بـ«أحد التناصير»، وهو الأحد السادس من آحاد صيام القيامة، وفيه يتم تعميد الأطفال. مفهوم المعمودية جاء من خلال معمودية السيد المسيح، وهى حادثة ذكرت فى الإنجيل، عندما قام يوحنا المعمدان بتعميد المسيح فى نهر الأردن. وتروى الأناجيل أن الروح القدس ظهر من السماء على هيئة حمامة، وانبعث صوت من السماء قائلا: «هذَا هُوَ ابْنى الْحَبِيبُ الَّذِى بِهِ سُرِرْتُ»

والتعميد، هو غسل الإنسان بالماء، بطريقة أو أخرى، ليدخل معه الحياة المسيحية، بحصوله على «سر المعمودية» المعتبر واحدا من سرين مقدسين للبروتستانت، وأحد 7 أسرار مقدسة للكاثوليك والأرثوذكس؛ حيث يصبح المعمد تابعا للمسيح وللكنيسة، حتى ولو كان طفلا؛ لأنه عبر بالتعميد إلى ما خلصه من الخطيئة، وفقًا من معتقدات مسيحية تعتبر أن الإنسان يدخل الحياة جديدا بعد التعميد، الذى ما أن ينال سره ونعمته حتى يبقى مسيحيًا إلى أن يموت.

وفى الكنيسة الأرثوذكسية يغطس الآباء الكهنة فى كل كنيسة الأطفال، بشكل كامل، 3 مرات، داخل إناء ممتلئ بالماء، مرددين «الأب والابن والروح القدس»، ثم تتلى الصلوات. ووفقًا للطقس الكنسى، يتم تعميد المولود الذكر بعد أربعين يومًا من ولادته، مقابل ثمانين يوما إذا كانت المولودة أنثى، وتمنع الأم من دخول الكنيسة طوال تلك الفترة.

«المعمودية».. أول الأسرار فى «الأرثوذكسية».. وأحد السبعة فى «الكاثوليكية»

«الإنجيلية»: ليس سرًا مقدسًا بل فريضة

عُمد المسيح فى نهر الأردن بتغطيسه فى مياه النهر الجارية الغطس فى المياه الجارية، وكانت عملية العماد منتشرة فى بعض المجتمعات اليهودية قبيل المسيح ومنها جماعة الأسينيين، ولعلّ يوحنا المعمدان قد تأثر بهم حين بدأ دعوته على نهر الأردن، وفى هذه البيئة جاء السيد المسيح من الجليل ليعتمد على يد يوحنا، وعماده كان اعترافًا بخطيئة الأمة بأكملها كما فعل أنبياء كثر قبله كموسى ودانيال وعزرا، واتخذها نقطة انطلاق لدعوته العلنية من جهة ثانية، فكان أن أكمل ما بدأه يوحنا. وكان السيد المسيح له من العمر ثلاثين عامًا حين بدأ دعوته العلنية، وكان الكاهن حسب شريعة موسى يبدأ خدمته فى سن الثلاثين.

 سر المعمودية له أهمية خاصة فى الكنيسة القبطة وأول أسرارها، وهى أيقونة القيامة وأيقونة المعمودية فى الوقت نفسه؛ فالمعمودية قيامه، وفيها إعلان للخلاص، فيها معانى روحية كثيرة، والسيد المسيح قال: «من لا يولد من الماء والروح لا يعاين ملكوت الله»، ولذلك أحد التناصير هو نفسه أحد المولود أعمى؛ والأعمى اغتسل وعاد بصيرًا -كما أمره السيد المسيح بحسب ما ذكره الكتاب المقدس- وهذا دور الماء فى أن الإنسان يبصر. وتُسمى المعمودية بـ«حميم الميلاد» أو «حميم الخلاص» «الينبوع المقدس».

 

عن طقس سر المعمودية فى الكنيسة الكاثوليكية للأب يوسف أقلاديوس؛ فهى تمثّل الأسرار السبعة فى الكنيسة الكاثوليكية، منبع حياة الإيمان، أو الحياة الجديدة بالمسيح. والأسرار السبعة هي: المعمودية- التثبيت- الإفخارستيا- المصالحة- مسحة المرضى- الدرجة- الزواج.

المعمودية عند الكاثوليك هى باب دخول الكنيسة، ويمثّل قبول الإنسان الإيمانى بالسيد المسيح وبالخلاص الذى حقّقه. تُمنح المعمودية عن طريق تغطيس طالب العماد فى حوض ماء (جرن المعمودية) أو عن طريق سكب الماء على رأس طالب العماد (تبعًا لتقليد كل كنيسة)، باسم الله «الأب والابن والروح القدس». ويعنى هذا العمل موت الإنسان عن حياته الماضية، وما فيها من خطيئة، ومشاركة المسيح فى موته وقيامته، فيحيا حياة جديدة، حياة النعمة الإلهية، فى وسط جماعة المؤمنين.

 

الماء والشوق والدم.. أنواع وطقوس

معمودية الماء: هى المعمودية العادية، العماد الطقسى والرسمي.

معمودية الشوق: هى معمودية الصدق، هذا العماد لا يتطلب أية معرفة واضحة بيسوع المسيح أو بالكنيسة أو بعماد الماء. إنه عماد الروح الذى يهبّ حيث يشاء ويوحى للإنسان أن يبدأ بعيش إرادة طيبة. إنّه يخصّ كل الذين لا يرفضون ما يعطيهم الربّ من أنوار.

إذًا عماد الشوق هو غير الشوق للعماد؛ لأن البشرية التى لم يصلها الإنجيل لا تعرف العماد. ولكن يغطس جميع هؤلاء الناس فى حدث الخلاص، أى لكى يتعمدوا بالشوق يكفيهم الضمير، أى أن يعيشوا بحسب إلهامات الرب فى ضميرهم.

معمودية الدم: أى الاستشهاد. هذه هى المعمودية المسيحية التى عاشها المسيح فى آلامه «عليّ أن أقبل معمودية الآلام وما أضيق صدرى حتى تتم».

ويعتبر الكاهن هو الشخص المألوف لمنح سر العماد، والمقصود بالكاهن هو الأب الراعي. وفى ظروف خاصّة يستطيع الرئيس الإقليمى أو الأب الراعى أن يفوّض كاهنًا آخر لمنح السرّ.

ويستطيع الشماس الإنجيلي، فى الظروف الملّحة نفسها، منح العماد لطالبه، أو أن يقوم بهذا إكليريكى آخر، أو عضو من أى جماعة رهبانية، أو أحد المؤمنين، أو الأب أو الأم.

إذا حدث وطلب شخص العماد وهو تابع لكنيسة لا تتمتع بولاية فى المكان الذى يقيم فيه، فى هذه الحالة يطلب الراعى من الراعى الآخر التابع لطقس آخر الولاية حتى يقوم بمنح العماد للشخص التابع له.

 التغطيس للصغار والكبار.. ولادة روحية للأرثوذكس

يقول القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الأرثوذكسية؛ «إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تؤمن بالمعمودية، والتى تُمثل الميلاد الثاني، فالميلاد الأول جسدى يأتى بولادة الإنسان، والميلاد الثانى روحى بالمعمودية والانضمام لعضوية الكنيسة، ويصير الإنسان أو المولود مسيحيا، ويتم المسح بزيت الميرون بعد التغطيس فى المعمودية؛ لأن المعمودية تمثل الخلاص، فالمعمودية هى دفن مع المسيح، لذا لا بد أن تكون بالتغطيس وهى لا تعاد».

ويتابع حليم؛ «لأهمية المعمودية لا بد من معمودية الأطفال، ونحن نؤمن أيضًا أن هناك معمودية الدم أو الشهادة للذين أعلنوا إيمانهم بالسيد المسيح واستشهدوا دون أن يكون هناك وقت ليتعمدوا». 

للتعريف بالمعمودية: يقوم الكاهن بتغطيس المُعمد فى الماء ثلاث مرات باسم الثالوث والسر يعطى بركات للمعمد أهمها الولادة الثانية. ثانيًا: تأسيس السر: أسسه السيد المسيح وقد قال لتلاميذه «اذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ».

أما عن سبب وجوب المعمودية بالتغطيس، فذلك لعدة أسباب منها أن السيد المسيح اعتمد بالتغطيس، الآباء الرسل عمَّدوا بالتغطيس، آباء الكنيسة الأولون عمدوا بالتغطيس «حين نأتى إلى الماء نغطس ثلاث مرات». 

وعن المعنى اللغوى لكلمة المعمودية فيعنى «صبغة» وصبغ الشىء لا يتم إلا بغمره بالكامل فى السائل.

أما عن ضرورة معمودية الأطفال فيكون لعدة أسباب؛ فمنعهم منها يحرمهم من ممارسة الأسرار الأخرى بالكنيسة، ومنعهم منها يحرمهم من الدخول إلى السماء فى حالة موتهم، بحسب الكنيسة، وهم مشتركون فى الخطية التى ورثناها وفى حاجة للخلاص مثل الكبار.

والمعمودية طبقًا للطقس الأرثوذكسى هى ولادة روحية، وكما أن الإنسان لا يولد جسديًا إلا مرة واحدة يجب أن تكون ولادته الروحية مرة واحدة. وهى موت مع السيد المسيح، وكما أن المسيح مات مرة واحدة هكذا لا يجوز أن تعاد المعمودية مرة ثانية. وهناك بعض الشهداء الذين أعلنوا إيمانهم بالسيد المسيح واستشهدوا دون أن يكون هناك وقت ليتعمدوا.

 القس جوهر عزمي: معمودية على أساس إيمان الوالدين

يقول القس جوهر عزمي، الأمين العام المساعد لقطاع وجه بحرى بسنودس النيل الإنجيلي؛ إننا كإنجيليين نؤمن أن المعمودية هى علامة ظاهرية لبركة داخلية، ومعمودية الأطفال تتم على أساس إيمان الوالدين بالتعاليم المسيحية واقتناعهم بالإيمان المسيحي، وبالتالى فعند معمودية الأطفال نأخذ عهودا على الوالدين بأن يربوا الطفل تربية مسيحية فى خوف الله، وأن يعلموه الإيمان المسيحي، وكذلك نأخذ عهودا على شعب الكنيسة بأن يشجعوا الأطفال المتعمدين، وأن يجعلوهم ينامون فى بيئة روحية تتيح لهم معرفة الله واختبار الإيمان المسيحي، والطفل فى هذه السن لا يدرك معنى المعمودية، ولكن عندما يكبر سيعرف معناها. كما أننا لا نؤمن أن المعمودية تمنح الميلاد الثانى (الولادة الروحية) للطفل، ولا تعنى سكنى الروح القدس فيه، فهناك الملايين ممن تعمدوا وأكملوا حياتهم فى الشر حتى ماتوا أو أن بعضهم ترك الإيمان المسيحي، وفِى الكتاب المقدس نتقابل مع أشخاص تعمدوا وهلكوا مثل سيمون الساحر فى سفر أعمال الرسل، وهناك من لم يتعمدوا ونالوا الخلاص والحياة الأبدية مثل اللص التائب الذى صلب مع المسيح، والرسول بولس نفسه فى رسالته إلى أهل كورنثوس قال «أشكر الله أنى لم أعمد أحدا إلا كرسبس وغايث... لأن المسيح لم يرسلنى لأعمد بل لأبشر». هذا لا يعنى أن المعمودية غير مهمة، بل يعنى أن الأولوية هى الكرازة ومعرفة واختبار الإيمان المسيحى بالإيمان بيسوع المسيح.

أما معمودية الكبار فهى مرتبطة عندنا بمن يأتون إلى الإيمان المسيحى وهم كبار، لكن الكنائس التى تؤمن بمعمودية الكبار ترى أن المعمودية لا بد أن تأتى بعد الإيمان، لأن الكتاب المقدس يقول «من آمن واعتمد خلص ومن لم يُؤْمِن قد دِين».

 الإنجيليون: فريضة كنسية وتجوز بـ«الرش»

تؤمن الكنيسة الإنجيلية المشيخية، بأن المعمودية هى فريضة لكنيسة العهد الجديد، ولذلك لا يجوز أن يقوم بممارستها إلا القسيس المرتسم، والمعمودية ختم العهد الجديد، ولهذا فهى تمارس للذين يعترفون بإيمانهم اعترافًا موثوقًا به لأولادهم، وتمارس المعمودية باستعمال الماء إما برشه على المعمد، أو بسكبه عليه، أو بتغطيسه فيه.

كما تفرض المعمودية التزامات مقدسة من جهة الوالدين، ومن جهة الذين تمارس لهم، ويجب أن يعترف بهذه الالتزامات بواسطة الإجابة بالإيجاب عن الأسئلة المذكورة، والوالدان أو أولياء الأمور يقدمون أولادهم عليهم أن يجيبوا عن الأسئلة التالية: هل تجدد ما اعترفت به يوم قبولك فى عضوية الكنيسة؟

هل تعد أن تربى أولادك تربية مسيحية فى تأديب الرب وإنذاره؟ وأن تعلمهم الحقائق الإنجيلية عن الخلاص؟ وتصلى معهم ولأجلهم؟ وتعبد الله فى عائلتك بمواظبة وانتظام؟ وأن تكون أمامهم مثالا للتقوى فى القول، والسلوك، وأن تستعمل كل الوسائط المعينة لخلاصهم؟ بينما البالغون غير المعمدين، بعد ما يقبلهم مجلس الكنيسة، يعمدونهم بناء على الاعتراف الجهارى بإيمانهم بالمسيح وطاعتهم له، ويمكن استعمال صورة السؤال الخاص بالقبول العلنى لأعضاء الكنيسة، وهو: هل تعترف بإيمانك بالمسيح وعزمك على أن تعيش عيشة مسيحية؟ وتجاهر بتعهدك أن تربى روح الشركة المسيحية، والمحبة الأخوية؟ وأن تلمس خير هذه الكنيسة ما دمت عضوًا فيها؟

ويجوز عماد أبناء المسيحيين المنتسبين للكنيسة الإنجيلية المشيخية، وفى هذه الحالة يستبدل السؤال الأول بالسؤال الآتي: هل تعترف أمام هذه الكنيسة بإيمانك بالمسيح. وعزمك على أن تعيش عيشة مسيحية، وتجاهر بتعهدك أن تربى روح الشركة المسيحية، والمحبة الأخوية؟

وبعد شرح الفريضة شرحًا مناسبًا، وبعد أن يتعهد الوالدان، تقدم صلاة يطلب فيها حضور الله فى ممارسة الفريضة. ثم ينطق القسيس باسم الطفل ويرش بالماء على رأسه قائلا: «أعمدك باسم الآب والابن والروح القدس، آمين». ثم يختم الخدمة بالصلاة، ويتبع الترتيب ذاته فى معمودية البالغين.

وتمارس فريضة المعمودية فى الكنيسة أو فى مكان اجتماع مقرر، مقترنة بخدمة جمهورية، وإذا مورست فى أى مكان آخر يجب أن تكون بمصادقة المجلس، ولأسباب قهرية جدًا، وأن تقترن بممارسة دينية.

 

«توحيد المعمودية».. وثيقة جدل بين كنيستى مصر وروما

من أهم نتائج زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس إلى مصر نهاية شهر إبريل عام 2017، وهو ما أثار جدلا كبيرا اشتعل عقب توقيع وثيقة تاريخية للمصالحة بين الكنيسة المصرية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية فى روما (الفاتيكان)، وما زال الغموض يحيط بتلك الوثيقة التى سميت «وثيقة توحيد المعمودية»؛ حيث أكد المهتمون بالشأن القبطى فى مصر أن خلافا تاريخيا كهذا بين الكنيستين لا يمكن إنهاؤه بين يوم وليلة. تصالح الكنيستين الأرثوذوكسية والكاثوليكية وحرصهما على التوافق والاعتراف المتبادل بصحة معمودية كل كنيسة، وعدم الحاجة إلى إعادة التعميد عند تغيير الكنيسة، فى ما سمى ببيان «وحدانية المعمودية» يعد إنجازا مهما ينهى أحد أسباب الخلاف بين الكنيستين.

و«سر المعمودية» هو أحد أسرار الكنيسة المقدسة، واقتداءً بمعمودية المسيح فى نهر الأردن، يتمثل طقسها فى أن الآباء الكهنة يغطسون الأطفال ثلاث مرات داخل إناء ممتلئ بالماء مع ترديد الصلوات الخاصة بالمعمودية وهى «تقديس الماء، صلاة الشكر، قانون الإيمان، صلاة تطهير الأم»، ثم الرشم بـ«زيت الميرون المقدس».

وكانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تشترط تكرار سر المعمودية للمسيحيين الراغبين فى الانضمام إليها حتى لو كان تم تعميدهم فى طوائفهم الأصلية باعتبارها لا تعترف بطقوس معموديته الأولى، حيث كان البابا الراحل شنودة الثالث يرى أنه «يجوز تعميد شخص مرة أخرى طالما لم يعمد بطقس أرثوذكسي».

يُشار إلى أن للكنيسة القبطية الأرثوذكسية علاقات متميزة مع الفاتيكان فى إطار الحوار المسكونى بين الكنائس، والذى يجمع الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية عبر لجنة الحوار بين الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية، والتى عقدت عدة اجتماعات شارك فيها ممثلون عن الكنائس المختلفة بهدف حل الخلافات وبحث الوحدة بين الكنائس.

ويُعد البابا الراحل شنودة الثالث هو أول بطريرك للكنيسة الأرثوذكسية يزور دولة الفاتيكان عام 1973، بعد اعتلائه الكرسى البابوى بعامين، وفى 2000 زار بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثانى مصر، وفى عام 2013 حرص البابا تواضروس الثانى أن تكون أول زيارة خارجية له بعد تنصيبه بطريركا للفاتيكان، حيث التقى البابا فرانسيس واتفق الجانبان على اعتبار يوم 10 مايو كل عام (تاريخ الزيارة) يوم المحبة الأخوية تحتفل به الكنيستان الكاثوليكية والأرثوذكسية.

وحرص البابا فرنسيس على تعزية البابا تواضروس عقب حادث البطرسية وتفجيرى طنطا والإسكندرية، معربا عن تضامن الكنيسة الكاثوليكية مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى مصابها.

 

وثيقة «نسعى جاهدين»

بشأن وثيقة توحيد المعمودية بين الكاثوليك والأرثوذكس؛ أكد القس بولس حليم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة، أن الطرفين أكدا فى البيان «نسعى جاهدين»، ولم يحدث أى جديد حوله بعد ذلك. أما سيمنار المجمع المقدس للأساقفة الذى عُقد نوفمبر الماضى؛ فكان لطرح أوراق بحثية لأمور كنسية لدراستها، ومن بينها بيان توحيدالمعمودية بين الكنيستين، ولم تصدر أى توصيات عن دراسة بعينها. وبالتالى موضوع توحيد المعمودية حتى الآن فى إطار «بيان» وجارٍ إعداد دراسات حول المعمودية بشكل عام من قبل أساقفة المجمع المقدس، وتوقف أمر بيان بابا مصر وبابا روما عند المناقشات وطلب مزيد من الدراسات حوله.

 

«المعمودية».. طقس يشفى أمراض المصريين القدماء

الفراعنة كانوا يؤخذ المولود إلى النيل فى اليوم السابع.. فى طقس يشبه تعميد المسيح لحوارييه

ويوم وفاء النيل يغطسون فى نهر النيل معتقدين أن المياه تشفى من الأمراض التغطيس أو المعمودية، هو عيد مسيحى له سمات مصرية خاصة، فكان القدماء يحتفلون بيوم وفاء النيل، وهو عيد مهم جدًا فيه طقوس دينية وأناشيد وألحان، ثم يصنعون الكعك، وهى حلوى مصرية مستديرة علامة اللانهائية وفى داخلها نقوش أشعة الشمس، وانظر كيف كان القدماء لديهم هذه الحكمة حتى فى صنع كعك العيد أنه يمثل الشمس، وهذا هو سلوك الفرح المرتبط بالأبدية. ويقدمون الكعك والفواكة ويصنعون تميمة من خشب تمثل عروسا يقدمونها للنيل، وللأسف اختلط على البعض هذه الفكرة وروجوا وأشاعوا أن القدماء كانوا يقدمون عروسا حقيقية بشرية للنيل، وهذا خطأ فما كانوا يلقونه فى النيل عروس تميمة خشبية ثم ينزلون بالمراكب يغنون ويرقصون طول النهار والليل فى هذا العيد.

وعن طقوس الميلاد قديمًا، فكان يؤخذ المولود إلى النيل فى اليوم السابع، وهو طقس يشبه تعميد السيد المسيح لحوارييه. وفى يوم وفاء النيل كان هذا التقليد موجودا عند قدماء المصريين الفراعنة، حيث يجوبون فى يومه الطرقات وهم يحملون الشموع والمشاعل إلى أن يصلوا إلى نهر النيل فيغطسون فيه معتقدين أن مياهه تشفى من الأمراض.

ويقول الرحالة على بن الحسن فى كتاب «مروج الذهب» وهو رحالة من بغداد جاء إلى مصر عام 957م وقد صادف مجيئه فى عيد الغطاس -الموافق 19 يناير من كل عام- فوصف هذا اليوم وقال: «يخرج الناس إلى النيل، وقد وجد أكثر من ألف مشعل وشموع وفوانيس، وآلاف المسيحيين والمسلمين يخرجون من بيوتهم فى تلك الليلة ويأتون بالمشرب والملبس ويعزفون الموسيقى ويغنون وهى أحسن ليلة فى مصر، لا تغلق الأبواب ولا الدروب ويغطسون فى النيل».

ويصف أيضًا مؤرخ آخر وهو ابن إياس (1448 1523) ويقول عن عيد الغطاس فى مصر: «إن نهر النيل يمتلئ بالمراكب والزوارق ويجتمع بها السواد الأعظم من المسلمين والنصاري، فإذا دخل الليل تتزين المراكب بالقناديل وتشعل فيها الشموع، وكذلك على جانب الشواطئ يشعل أكثر من ألفى مشعل وألف فانوس وينزل رؤساء القبط فى المراكب، ولا يغلق فى تلك الليلة دكان ولا درب ولا سوق، ويغطسون بعد العشاء فى بحر النيل النصارى مع المسلمين سويًا، ويزعمون أن من يغطس فى تلك الليلة يأمن من الضعف فى تلك السنة».

ويقول المسعودى أيضًا الذى عاصر الدولة الإخشيدية فى مصر: «ليلة الغطاس فى مصر لها شأن عظيم، فالمصريون (مسلمون وأقباط) يذهبون إلى النيل ويطوفون بالمراكب والمشاعل والشموع، ويجلسون على الشطوط يأكلون ويشربون ويتسامرون، وتكون أحلى ليلة فى مصر ويغطس أغلب الأقباط فى النيل إذ يزعمون أنه يُطهر من أى داء».

وإن كان عيد الغطاس فى المسيحية هو عيد نزول السيد المسيح فى نهر الأردن ليعتمد من يوحنا المعمدان؛ وهذه الطريقة قد سلمها لتلاميذه ورسله أن يكون بهذا الشخص مسيحيًا أن يعتمد فى الماء، ولهذا يُعيد كل مسيحيى العالم بعيد الغطاس. إلا أن فى مصر الغطاس له طقوس أخرى ومذاق آخر وهذا لأن النيل فى مصر له تاريخ حضارى وله مشاعر خاصة فى نفوس المصريين وفى عاداتهم وتقاليدهم. فالمصريون أطلقوا على النيل النهر المقدس، وفى الكتاب المقدس يقول سفر التكوين إنه أحد الأنهار التى تسقى جنة عدن (تكوين 1: 13).

وفى نظريات نشأة الكون عند الفراعنة فى نظرية هرموبوليس يقول إن الإله نون رب المياه الأزلية كان هو بداية كل شيء وحين انحسرت المياه ظهر تل الأبدية وظهرت الكائنات. وفى سفر التكوين يقول أيضًا: «فى البدء خلق اللـه السماوات والأرض، وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح اللـه يرف على وجه المياه» (تكوين 1: 1، 2).

والإله نون فى اعتقاد المصريين هو مصدر مياه النيل لذلك كان النيل مقدسا فى معتقدات أجدادنا وإلى الآن فنحن ننظر إلى النيل على أنه شريان الحياة حتى إن هيرودوت يقول: «مصر هبة النيل». وحقيقة الحضارة المصرية ارتبطت بالنيل حتى إن القدماء أطلقوا عليه «اترو-عا» أى النهر العظيم ومنها جاءت كلمة ترعة أى فرع من فروعه.

وكان الإله آمون يقول على لسان أحد كهنته إن من يشرب من النيل فهو مصري، وإلى الآن فى التراث الشعبى نقول من يشرب من النيل لابد أن يعود إليه مرة أخري. وارتبط النيل بكل ما هو مقدس حتى إن المصريين اعتقدوا أن أوزريس وهو إله الأبدية والخلود مرتبط بالنيل ومن كان يقف أمامه فى الحساب الأخير لابد أن يؤكد أنه لم يلوث النيل ولم يحبسه عن الجريان.

ولكن كان الإله الأشهر للنيل هو حابى وهو يمثل روح النيل وجوهره. وفى الحقيقة وحتى لا يفهم أحد أن كل هذه الآلهة كانت شركا بالله فالقدماء كانوا يعبدون الإله الواحد وكلما وجدوا شيئا فى الحياة له قوة الحياة التى تخرج من اللـه يعطونه إحدى صفات الله لا كعبادة خاصة ولكنها إحدى صور عمل اللـه الواحد المتعددة الأوجه حتى إنهم قالوا عن حابى إله النيل: حابى أبو الآلهة الذى يغذى ويطعم ويجلب الخير لمصر كلها والذى يهب كل فرد الحياة... إنك فريد أنت الذى خلقت نفسك من نفسك دون أن يعرف مخلوق جوهرك.

وحين دخلت المسيحية مصر أبطلت العبادات المصرية القديمة ولكن ظل المصريون على عاداتهم الاجتماعية التى احترمتها المسيحية فكان عيد الغطاس هو يوم الاحتفال بالنيل، لأن فيه نزل السيد المسيح إلى النهر فاعتبر المصريون أن هذا هو اليوم الذى يعيدون فيه بنفس الطريقة القديمة. فكان البابا والأساقفة والكهنة والشعب يذهبون فى ليلة الغطاس على النيل ويقدمون صلوات القداس وبعدها يبدأ الشعب الاحتفال الموروث من القدماء فينزلون إلى النيل ويغنون ويأكلون ويفرحون إلى الصباح.

 

سر الماء فى «التناصير»

البابا شنودة حدد 5 نقاط اختلاف بين الأرثوذكس والإنجيليين

فى كتابه «اللاهوت المقارن» البابا شنودة الثالث، الجزء الأول بالفصل الثانى تحدث حول «المعمودية» وكتب البابا «تتركز الخلافات فى المعمودية حول خمس نقاط مهمة هي:

1-      ما أهمية المعمودية وفاعليتها فينا؟

هل حسب الإيمان الأرثوذكسى ننال بها الخلاص والتطهير والتبرير والتجديد والميلاد الثانى والعضوية فى جسد المسيح؟ أم أن كل ذلك يُنال بالإيمان حسب المعتقد البروتستانتي؟ وعندئذ ماذا تكون فائدة المعمودية؟ هل هى مجرد علامة على المسيحية؟ أم هى مجرد طاعة للسيد المسيح الذى أمر بها؟.

2-      بواسطة من تتم المعمودية؟

نحن فى الأرثوذكسية نشترط أن الذى يجريها للمؤمن لابد أن يكون كاهنًا شرعيًا. أما البروتستانت فلا يؤمنون بالكهنوت البشرى إطلاقًا. وعندهم تتم المعمودية بواسطة خادم ليس كاهنًا، من الجائز أن يكون شيخًا أو قسيسًا، أو شيخة أو قسيسة (عند الطوائف التى تسمح للمرأة بهذه الوظيفة). وعلى أي الحالات فإن الشيخ أو القسيس ليس من الكهنوت حسب المُعتقد البروتستانتي.

3-      نحن نؤمن بالمعمودية سر من أسرار الكنيسة، والبروتستانت لا يرونها كذلك.

4-      نحن نجرى المعمودية بالتغطيس، وهى عندهم بالرش.

5-      نحن نعمد الأطفال على إيمان الوالدين، أما البروتستانت فلا يؤمنون بمعمودية الأطفال، لأنهم يشترطون إيمان المُعَمَد ذاته.

ولكن بعض البروتستانت يوافقون على معمودية الأطفال على إيمان والديهم، وهكذا اتفق معنا الإنجيليون فى مصر.

وعن أهمية الماء ورموزه فى المعمودية، تحدث البابا الراحل شنودة الثالث فى كتابه قائلًا؛ «لنفهم لماذا اختير الماء للغسل والولادة الجديدة فى سر المعمودية المقدس منذ البداية، فى قصة الخليقة، والماء له علاقة بالحياة.. فيقول الكتاب المقدس: (وروح الله يرف على وجه المياه) (تك2:1). ويذكر أيضًا أن الله قال: (لتفض المياه زحافات ذات أنفس حية، وليطر طير..) (تك20:1). وهكذا خرجت الحياة من الماء، ونرى ربطًا ما بين الماء وروح الله.

ونقرأ أيضًا أن الله يشبه ذاته بالماء. فيقول فى تبكيته للشعب: (تركونى أنا ينبوع المياه الحي، لينقروا لأنفسهم آبارًا مشققة) (إر13:2). وكما ذكر هذا فى العهد القديم ذكر نفس المعنى فى العهد الجديد فى قوله السيد المسيح له المجد: (من آمن بى -كما قال الكتاب- تجرى من بطنه أنهار ماء حي. قال عن الروح الذى كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه) (يو7: 38، 39).

ويشبه هذا قول السيد المسيح عن نفسه أنه المعطى الماء الحى فى حديثه مع المرأة السامرية عن الماء الحي، إذا يقول: (بل الماء الذى أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية) (يو4 10-14). الماء إذا يرمز إلى الحياة، وأحيانًا إلى الروح القدس نفسه (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا فى موقع الأنبا تكلا فى قسم الأسئلة والمقالات). وما أجمل قول الوحى الإلهى فى المزمور الأول عن الرجل البار إنه: (يكون كشجرة مغروسة على مجارى المياه تعطى ثمرها فى حينه) (مز3:1) أى ثمر الروح. ويعوزنا الوقت أن نربط بين الماء والحياة والروح القدس فى الكتاب المقدس. الذى يستمر من أول سفر التكوين (تك 3:1). إلى آخر سفر الرؤيا (أنا أعطى العطشان ينبوع ماء الحياة مجانًا).

 

فى كتاب القديس يوحنا ذهبى الفم

«العماد سرّ الصليب»

فى كتاب القديس يوحنا ذهبى الفم، للقمص تادرس يعقوب ملطي، تناول سر المعمودية «العماد سرّ الصليب» ويقول «فى العماد يتحقق عربون ميثاقنا مع الله: الموت والدفن والقيامة والحياة. يحدث هذا كله دفعة واحدة. عندما نغطس برؤوسنا فى الماء يدفن الإنسان العتيق كما فى القبر من أسفل، يغطس بكماله إلى الأبد. وإذ نقيم رؤوسنا من جديد يقوم فينا الإنسان الجديد عوض العتيق. كما يسهل علينا أن نغطس برؤوسنا ونقيمها ثانية، هكذا يسهل على الله أن يدفن الإنسان القديم ويظهر الجديد. هذا يحدث ثلاث دفعات لكى تعلموا أن ما يتم إنما هو بقوة الأب والابن والروح القدس.

ولئلا تظنوا أن ما أقوله هو على سبيل الحدس اسمع ما يقوله بولس الرسول: «دفنا معه بالمعمودية للموت»، وأيضًا «إنساننا العتيق قد صلب معه»، «متحدين معه بشبه موته». ليس فقط المعمودية تدعى صليبًا، بل والصليب أيضًا يدعى معمودية، إذ يقول المسيح: «بالمعمودية التى اعتمد بها تتعمدان»، «لى معمودية اعتمد بها».

وكما يسهل علينا أن نغطس رؤوسنا ونقيمها ثانية، هكذا فى أكثر سهولة مات المسيح وقام حين أراد ذلك وإن كان قد بقى ثلاثة أيام من أجل تدبير السر (28).

«العماد هو الصليب. ما قد حدث بالنسبة للمسيح فى الصلب والدفن يصنعه العماد معنا، وإن كان ليس بذات الطريقة. لقد مات المسيح بالجسد ودفن، أما نحن فنموت عن الخطية وندفن.

وإن كنت تشاركه الموت والدفن، فبالأولى تشاركه القيامة والحياة، يكرر القديس ذات العبارات تقريبًا فى عظاته على الرسالة إلى العبرانيين، إذ يقول: «العماد هو صليب... كما مات المسيح بالصليب، هكذا نموت نحن فى المعمودية، لكننا لا نموت حسب الجسد، بل نموت عن الخطية. يوجد موتان: موت المسيح حسب الجسد، أما نحن فدفن إنساننا العتيق وقام إنساننا الجديد حاملًا شكل موته.

 

ما هو العماد إلا دخول فى الموت والقيامة؟

مرة أخرى يتحدث عن المعمودية كموت وقيامة، هدم وبناء، قائلًا: «لا تعجب من حدوث ولادة وهلاك فى المعمودية... هذا هو عمل النار، تصهر الشمع وتستهلكه، وتحل العناصر المعدنية فى الأرض وتخرج ذهبًا. قبل العماد كنا أرضا، وبعده نصير ذهبًا، «الإنسان الأول من الأرض ترابي، والإنسان الثانى الرب من السماء».

ديناميكية العماد

يكشف القديس يوحنا الذهبى الفم النظرة الكنسية الأصيلة لسر العماد، فإن الإنسان مهما بلغ جهاده أو أخلاقياته أو سلوكه لا يقدر أن ينعم بالنبوة لله بغير التمتع بشركة الصلب والدفن والقيامة خلال المعمودية، وفى نفس الوقت ليست المعمودية عملًا جامدًا يمارسه المؤمن فى حياته مرة وانتهت، لكنها هى حياة دائمة مستمرة، تبقى فاعلية المعمودية طوال حياة المؤمن تحثه على الجهاد الروحى والسمو المستمر.

أدرك أهمية المعمودية فأعلن أسفه على من لم ينعم بها، إذ يقول فى إحدى عظاته: «أى موت مفاجئ قبل التكريس (المعمودية) يدفع بالنفس بالرغم من جميع فضائلها الزمنية إلى جهنم، وكأسها المسموم ونارها الأبدية؟.. «ابك على غير المؤمنين، واندب الذين لا يختلفون عنهم فى شيء، هؤلاء الذين رحلوا دون أن ينعموا بالاستنارة، وبغير أن ينالوا الختم. هؤلاء بحق يستحقون سكب الدموع عليهم، ويستوجبون تنهداتنا، لأنهم مطرودون من المواضع الملوكية مع المجرمين الذين تحت الحكم، فقد قيل: الحق أقول لكم إن لم يولد الإنسان من الماء والروح لن يدخل ملكوت السموات».

يحزن القديس أيضًا على الذين يرجئون نوالهم سرّ العماد إلى النفَس الأخير خشية أن يخطئوا، ظانين أنهم بهذا ينعمون بالحياة الأبدية دون خطية(41) إنهم يشوِّهون السرّ، فإنه قد أعطى لنا كسر قوة حية وعاملة فينا للجهاد والنمو، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا فى موقع الأنبا تكلاهيمانوت فى أقسام المقالات والكتب الأخرى. لهذا نجده يقول: «قبول العماد قبل النفس الأخير بمثابة تسجيل الإنسان اسمه فى قوائم الجيش قبيل انتهاء الحرب مباشرة، أو تكون بمثابة مصارع يخلع ثيابه بينما يبدأ جمهور المشاهدين مغادرته الحلبة... لقد وهبنا السيد المسيح العماد لا لنتقبله ونموت، بل لنعيش ويثمر».

يحدث الموعوظين عن العماد كبداية جهاد، قائلًا: إذ تتقبل الختم تصير جنديًا مهيئًا حسنًا للنصرة على الشيطان». ويحدث المؤمنين الذين نالوا هذا السرَ، قائلًا: «ليس للشيطان أن يهاجمك إلا عندما يراك قد نلت كرامة أعظم».

 

المعمودية بنهر الأردن

على جانب آخر تستعد قوات الجيش والشرطة فى الأردن، بتأمين محيط موقع معمودية السيد المسيح فى نهر الأردن، وتم فرض كردونات أمنية، ولافتات لمساعدة كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة.

وتبدأ الأردن بداية من الجمعة المقبل فى استقبال عدد كبير من آلاف الحجاج من الكنيسة القبطية والسريانية الأرثوذكسية والإنجيلية، ومختلف الطوائف المسيحية من مختلف دول العالم، للنزول إلى نهر الأردن، للصلاة والتبارك فى أسبوع الآلام.

ويتم تخصيص زى مناسب للحاج فى هذا اليوم سواء للرجال أو للنساء، فكلا الطرفين يرتديان جلبابا أبيض (تونية)، ويتجه الجميع إلى موقع «المغطس» على نهر الأردن، الذى شهد عمادة يسوع المسيح بحسب التقاليد المسيحية.

ويقع موقع «المغطس» فى وادى الخرار فى قرية بيت عنيا شرق نهر الأردن، وقد أدرجته لجنة التراث العالمى لليونسكو فى 2015 على قائمة التراث العالمى.