الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الرقص المسرحي الحديث.. 25 عامًا من الإبداع

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد فرقة الرقص المسرحي الحديث، هي الأولى من نوعها في الوطن العربي حيث تتابع الجديد في عالمي الرقص والمسرح في العالم.
وقد أصدر الدكتور ناصر الانصاري رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة للمركز الثقافي القومي ( دار الاوبرا المصرية ) الاسبق قرارًا بتاسيس فرقة الرقص المسرحي الحديث من شباب مصريين بعد موافقة الفنان فاروق حسني وزير الثقافة انذاك كما تم تعين الفنان وليد عوني مخرج ومصمم ومدير فني للفرقة نظرا لتخصصه وخبرته في هذا المجال لمدة 17 عامًا حيث كان مدير لفرقة "التانيت للمسرح الراقص" في بلجيكا وعمل مع الفنان الكبير موريس بيجار لمدة ستة أعوام.
أخذت الفرقة على عاتقها محاولة الخروج من الأنماط المسرحية والاستعراضية السائدة وأصبحت لافتة للأنظار لاقتباساتها الموضوعية والجرأة في الأداء وأسلوب معالجة الموضوعات بالرقص المسرحي الحديث، وخلال حلقات العمل المتصلة تمت ترجمة أفكار وليد عوني من حيث المضمون والسينوغرافيا والديكور والإضاءة والملابس والمكياج وبلورتها في الأعمال التي يمتزج فيها المجتمع بالثقافة والفن والتاريخ والأدب والسينما والفن التشكيلي لتبدو هذه الفنون وحدة واحدة تبرز في عمل فني متكامل وتجسدت في أعمال ريبرتوار الفرقة منها ايكاروس، الثلاثية التي تضم (حفريات أجاثا - الغيبوبة - المقابلة الأخيرة)، الأفيال تختبئ لتموت، صحراء شادي عبد السلام.
وما لبثت أن أحرزت الفرقة نجاحات كبيرة من خلال إقبال الفنانين والأدباء والكتاب والنقاد والسينمائيين وباتت محور تساؤلات عن اختلاف وجهتها عن الخط المسرحي العربي المعاصر في مصر وظهر ذلك في المقالات الصحفية والنقدية خاصة أن موضوعات العروض حملت طابعًا مصريًا بحت وتناولت كبار الفنانين والأدباء ورموز المجتمع منهم نجيب محفوظ، تحية حليم، شادي عبد السلام.
ثم جاء عرض الأفيال تختبئ لتموت ونال أول جائزة تحصدها مصر من مهرجان المسرح التجريبي الدولي السابع عام 1995 وهى جائزة أحسن عرض للسينوغرافيا، بعدها مثل مصر في الورشة الخامسة لموسيقي المسرح بميونخ وتوالى النجاح ولاقت العروض في الخارج قبولًا رائعًا وشاركت فى فعاليات مهرجان قرطاج الدولي ثم فايمر بالمانيا، تشانج مو الدولى بسيول كوريا واستضافتها ميونخ علي اشهر مسارحها (الموفتهالي) وعادت الفرقة بأكبر تقدير من نقاد المسرح والرقص لأهم الصحف والمجلات المتخصصة.
وقد انتهجت الفرقة منهجا عصريا حديثا برعايتها للبراعم الجديدة وتطبيق سياسة المزج بين العناصر القديمة ذات الخبرات العالية والعناصر المنضمة إليها حديثا، ونظرًا لانفراد الفرقة بعروض إبداعية خاصة بها فقد استعان المعهد العالي للبالية ببعض الأعمال لتدريسها ضمن منهجه التعليمي.
تبلور المنهج بعد مرور 5 سنوات من تأسيس الفرقة
في عام 1992 تم تقديم عرض (تناقضات) كأول عمل وكان بتكليف من الهيئة العامة للمركز الثقافي القومي "دار الأوبرا المصرية" لأخوض أول تجربة بتقديم الرقص المسرحي بمصر باسم دار الأوبرا فى مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وفي رد فعل مفاجئ للجمهور المتلقي وضح العرض أن عنصر الرقص هو لغة جديدة ومبتكرة تضاف إلى عالم المسرح وتساءل الكثيرون هل هناك لغة تسمى الرقص المسرحي؟
عام 1993 بدأت في تأسيس أول فرقة مصرية للرقص المسرحي وأضيف إليها كلمة (الحديث) وتعني التجديد في عالم المسرح المتطور وانطلاق لأفكار لتعكس حياتنا اليومية وواقعنا الاجتماعي فى الماضي والحاضر.
أيكاروس أول عرض لفرقة الرقص المسرحي الحديث واتضح بعد ذلك أن الفكر له قيمة في الخدمات وأن لغة الجسد تتعدى الجماليات لتعطي ما نسمية (الطاقة) وبعد مضي الوقت بدأ النقاد والجمهور التركيز على الموضوعات وعمقها والطريقة الفلسفية لمعني الرموز في إيجابياتها وسلبياتها وعلاقة السينوغرافيا بأدوات المسرح ولكن البعض لم يركز على عنصر أساسي ومهم هو تصميم الرقصات.
بدأت مع دار الأوبرا قبل تأسيس الفرقة في تصميم أول عمل فني لي في مصر هو(إيقاع الأجيال) مع فرقة بالية أوبرا القاهرة حيث كانت الانطلاقة الأولى والاعتراف بي في مصر كمصمم رقصات وكان يتخلل العرض سبع رقصات قدمتها بجداره فرقة بالية أوبرا القاهرة.
ثم عرضت ليالي أبو الهول الثلاث بتصميم إحدى عشر رقصة لنفس فرقة البالية.
وتأسست فرقة الرقص المسرحي الحديث عام 1993 وبدأت بالتركيز على موضوعية الحركات التي تلائم العرض وأبعاده الفكرية وحركات الجسم التي تقرب إلى الأفكار ومغزاها ورموزها من خلال عروض عن مصر تنوعت بين التاريخ، الأدب، الفن التشكيلي والسينما.
إذا فالرقص المسرحي اتجه إلى بلورة منهج خاص بفرقتنا.. خاص بأعمالنا.. قدمناه بواسطة مجهود وطاقة أفرادها الذين أصبحت أسماؤهم معروفة للجمهور والنقاد.
ومن اهم اختصاصاتنا ان تقدم الفرقة عناصر جديدة ليتم تواصل الاجيال والافكار، هذه العناصر تفهمت لعمل واسلوب استعمال الجسد بعد سنوات من العمل كلما نضجت الفرقة ومنهجها اراد افرادها التعبير عن انفسهم وما بداخلهم بشجاعة اذا لم يكن بالكلمة فهو بالحركة أو الرقص وباختلاطهم بمعني الرقص المسرحي وأتى عرض في البداية كان الرقص ليؤكد تجاوب أعضاء الفرقة معي وتطور مفهومهم وكنت على يقين بأن فيهم عناصر ستتحول في المستقبل من مؤدين للحركة إلى مصممين بارعين.
وانعكس بوضوح أهمية أعمالنا وأهمية العمل مع الجسد وتقنياته وقوته وطاقته في جميع حالاته المختلفة النابعة أولا من الرقص الكلاسيكي ثم المعاصر ثم المودرن متجها إلى الرقص المسرحي.. كما تم إعطاء فكرة للمتلقي بأن عنصر الرقص في عروضنا هو الأساس ولكنه نابع أولا من الفكرة ثم العمل بعد تمارين شاقة.. فأعضاء الفرقة أصبح لهم سرعة في تفهم حركات الجسد السريعة واكتشاف قدرات كل فرد وهذا نتاج خمس سنوات عمل للذين استمروا في عطائهم للفرقة من جهد وعرق ليبرهنوا على أهميتهم وصدقهم في اعتقادهم بهذا الفن ليدافعوا عنه ويعملوا من أجل فنهم دائمًا.