الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الوطن في عيون الأزهر وعلمائه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الوطن هو الشجرة العظيمة التى نأوى إلى ظلها، ونأكل من ثمارها، ولا شك أن الله سبحانه وتعالى حبا وطننا مصر بأفضال كثيرة، ونعم عظيمة فليس من الشرف أسمى من أن يتجلى الله لموسى (عليه السلام) على جبلها، وليس هناك أرغد وأنفع من أن يجرى النيل على أرضها، وما من ثناءِ أفضل من ثناء النبى على رباط جندها، وما من فضلِ أعظم وأرفع فى حقها من كلام رب العالمين «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».
كما حباها الله بالأزهر الشريف الذى يعد واحدًا من أهم المساجد والمعالم الدينية فى مصر والعالم منذ أكثر من ألف عام، فهو قبله العلم والتنوير، وحامل لواء الوسطية والتجديد، ومقصد العلماء والمتعلمين من شتى بقاع الأرض فقد تعاقبت عليه الدول والملوك، ولا يزال الأزهر برجاله خط الدفاع الحصين الذى يأخذ على عاتقه التصدى للأفكار المتطرفة والمعتقدات الفاسدة، التى من شأنها تفكيك روابط الوطن، وبث الفرقة والخلاف بين أبنائه، ليحتل بذلك مكانةً قوية فى نفوس المسلمين فى مصر وشتى بلاد العالم الإسلامى، بل يعد صاحب التأثير الأكبر على مستوى العالم بما يبذله من جهد كبير لإظهار الصورة الصحيحة للدين الإسلامى الحنيف، وتفنيدًا لما ينشره المتطرفون من أفكار ومفاهيم مغلوطة من خلال مؤسساته ومرصده الذى يُبث بالعديد من اللغات الى جميع دول العالم.
ولما كان الوطن هو الوعاء الأكبر الذى يحوى بين ربوعه جميع المصريين بكل طوائفهم كان لزامًا على الأزهر أن يكون فى طليعة المحافظين والداعمين لمسيرة الوطن من أجل مستقبل مشرق لمصرنا الحبيبة فى ظل الخطوات الثابتة التى تخطوها نحو عصر جديد من التنمية والإزدهار والرخاء، فمن الملاحظ أن الدور المهم الذى يقوم به الأزهر بكل مؤسساته إنما ينبع من مسئولية تاريخية كان وما يزال يقوم به نحو الوطن، فمنذ آلاف السنين والتاريخ يشهد على دور الأزهر الأصيل المتفانى إلى جانب مؤسسات الدولة فى الدفاع عن مصر فى جميع المواقف، ففى أحلك الظروف التى مرت بها مصر نجد الأزهر متمثلًا فى شيوخه قديمًا وحديثًا لا يشغلهم سوى الدفاع عن الوطن، فعندما نقرأ فى تاريخنا نستطيع بكل سهولة أن نفهم مكانة علماء الأزهر بين أبناء الوطن، فقد ارتبط الناس بحب الأزهر وعلمائه لحبهم لوطنهم ولدفاعهم عنه وعن أهله من بطش الظلم، فمواقف علماء الأزهر ثابتة لا تتغير تجاه الوطن مهما تغيرت الأحداث فهم كانوا ولا يزالون يؤكدون أن حب الوطن من الدين ظهر ذلك جليًا فى كل جميع الفعاليات والمؤتمرات التى كانت تتحدث فى شأن الوطن فعلى سبيل المثال لا الحصر سبق وأن أطلق الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حملة «حب الوطن من الإيمان» والتى تهدف لتحصين الشباب من التطرف ونبذ الأفكار الشاذة، وقد أكد فضيلته، فى لقاءات عديدة، أن المسلم مطالب بأن يكون انتماؤه وولاؤه لوطنه، يدافع عنه ويحافظ عليه، ويراق دمه من أجله، وأن الإسلام يربى المسلم على حرمة الوطن وصيانة مقدراته، ويؤكد علماء الأزهر دائمًا، فى كل لقاءاتهم، أهمية الحفاظ على لحمة الوطن من كل ما يبث الفرقة والفتنة بين أبنائه، ومن كل ما يكدر صفو العيش لأهله من رعب وإرهاب وتهديد للأنفس والأموال والممتلكات، ومن كل ما من شأنه النيل من وحدة الوطن واستقراره وسلامة أراضيه، فالأزهر الشريف لا ينسى دوره نحو الوطن فى كل المواقف لتأتى ‏رسالة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف لجنودنا البواسل، الذين يقاتلون دفاعًا عن الوطن فى العملية الشاملة (سيناء ٢٠١٨) لتبرهن، وتؤكد دعم الأزهر الشريف، متمثلًا فى إمامه الأكبر والتى جاء فيها:
«أبطالنا البواسل: تسلحوا بالإيمان بالله.. واعلموا أنكم فى مهمة وطنية لحماية البلاد والعباد.. ونسأل الله لكم النصر المبين، وأن يعيدكم إلى دياركم سالمين.. واصمدوا فالله حافظكم وناصركم ولن يخذلكم»، وهذه الكلمات والدعوات نستشعر فيها قيمة الوطن فى عيون وقلوب الأزهر وعلمائه، نسأل الله أن يحفظ مصر الأزهر، وأن يحفظ أهلها وجيشها وجنودها، وأن يردهم إلى أهلهم سالمين غانمين، وتحيا مصر.