ترجع هذه الأيقونة إلى النصف الثانى من القرن السادس عشر، طولها ٧٩.٥ سم، عرضها ٥١ سم وسماكتها ٦ سم، الألوان النباتيّة فيها ممزوجة بصفار البيض، وتُعرف هذه الطريقة بالـDétrempe التى انتشرت بعد القرن السابع - الثامن تقريبًا، وحلّت مكان استعمال العسل مع الألوان والتى كانت تُسمّى بال Encaustique.
الشكل فيها قريب من شكل «العذرء الهادية» الذى نشاهد فيه عادةً العذراء مريم تحمل الربّ يسوع المسيح على إحدى يديها، بينما باليد الأخرى تُشير إلى المخلّص. هنا الوضع يختلف بعض الشيء إذ نشاهد فى هذه الأيقونة تماسكًا بين يديّ المسيح والعذراء مريم، ويسوع يلتفت إلى يساره ناظرًا إلى أعلى.
أراد كاتب الإيقونة بذلك أن يجعله ينظر إلى رئيسى الملائكة ميخائيل وجبرائيل فى أعلى الإيقونة، واللذين يحملان أدوات الصلب. الملاك على يمين العذراء هو ميخائيل، ويحمل الرمح الذى طُعن فيه المسيح على الصليب، ويحمل أيضًا القصبة التى وضع عليها الجنود الرومانيون إسفنجةً من الخل، وقدّموها ليسوع عندما قال أنا عطشان: «وكان إناء موضوعًا مملوءًا خلًّا، فملأوا إسفنجة من الخل، ووضعوها على زوفا وقدّموها إلى فمه»، والملاك الآخر هو جبرائيل ويحمل الصليب الذى صُلب عليه المسيح.
الحذاء المخلوع فى قدم الربّ، والذى يكاد أن يقع له عدّة تفسيرات تطوّرت عند مُفسرّى الأيقونات، يشير إلى تعريته عند الصلب، إذ خلعوا عنه ثيابه، وهو يذهب طوعًا إلى الموت فيخلع كلّ شيء عنه ويعلو الصليب ليموت ويقوم ويقيمنا معه خالعين الإنسان العتيق لنلبس الإنسان الجديد.
الثياب فى الأيقونة داكنة، العذراء تتلّحف بالمجد الإلهيّ المُشار إليه باللون الخمرى الغامق، وعلى ساعدها الأيمن خيط من ذهب، والنجمات الثلاث على الأيقونة، على رأسها وكتفيها تشير إلى أنها هى بتول قبل وأثناء وبعد ولادتها ليسوع.
تُشير الإيقونة هى من الدير الكبير فى القسطنطينيّة الذى يحمل هذا الاسم والذى أصبح كنيسة بطريركيّة بين عامى ١٤٥٥ و١٥٨٧م، فى عام ١٥٩١م تحوّلت الكنيسة إلى جامع فى إسطنبول تحت اسم جامع الفتح، حاليًّا هى متحف، وأعيد تجديدها فى عام ١٩٤٩م من قبل جمعية بيزنطيّة فى أمريكا.