الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

عبد الفتاح الشعشاعي.. عمدة "التلاوة"

عبد الفتاح الشعشاعي
عبد الفتاح الشعشاعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحد أبرز أعلام قراء القرآن المصريين، خلال أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، حيث تميّز بصوته العذب، ليذيع صيته في العالم، هذا هو الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي، أول من تلا القرآن الكريم بمكبرات الصوت في مكة والمسجد النبوي.
ولد الشعشاعي في قرية شعشاع مركز أشمون بمحافظة المنوفية في مثل هذا اليوم 21 مارس 1890، وحفظ القرآن على يد والده الشيخ محمود الشعشاعي في 10 سنوات، فأتم حفظ القرآن في عام 1900م.
وسافر الشعشاعي بعد ذلك إلى طنطا لطلب العلم من المسجد الأحمدي، وتعلم التجويد وأصول المد بالطريقة العادية، ولتفوق الشيخ وتميزه بصوت عذب فقد نصحه المشايخ بالسفر إلى القاهرة والالتحاق بالأزهر الشريف، فالتحق بالأزهر درس القراءات على يد الشيخ بيومي والشيخ علي سبيع، وذاع صيته في القاهرة بين أساطين دولة التلاوة أمثال علي محمود ومحمد رفعت.
وفي الليلة الختامية لمولد الإمام الحسين رضي الله عنه، دخل الشعشاعي ليقرأ القرآن مع أعظم وأنبغ المقرئين في بداية القرن العشرين أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ أحمد ندا والشيخ على محمود والشيخ العيساوي والشيخ محمد جاد الله، ومن تلك الليلة انطلق صوته إلى العالم الإسلامي وأصبح له مكان في القمة وأصبح له مريدون وتلاميذ ومنهم الشيخ محمود على البنا والشيخ أبوالعينين شعيشع وغيرهما كثير.
كون الشعشاعي فرقة للتواشيح الدينية، وسرعان ما بدأ " الشعشاعي" يتألق ويلمع وأصبح له عشاق بالألوف ولكن فرقة التواشيح لم تكن ترضي طموح الشيخ الشعشاعي.
وتفرغ "الشعشاعي"، منذ سنة 1930، لتلاوة القرآن الكريم وترك التواشيح إلى غير رجعة، ومع ذلك لم ينس رفاقه في الدرب فقرر تخصيص رواتب شهرية لهم حتى وفاتهم، وبعد افتتاح الإذاعة عام 1936 بدأ نجم الشيخ يتلألأ على أنه رفض التلاوة في الإذاعة في أول الأمر خشية من أن تكون التلاوة في الإذاعة من المحرمات.
وما لبث أن تراجع عن قراره بعد فتوى شيخ الأزهر الظواهري وقبول الشيخ رفعت لعرض الإذاعة، وكان ثاني قارئ يقرأ بالإذاعة المصرية بعد افتتاحها عام 1934م، بعد الشيخ محمد رفعت، وكان يتقاضى راتبًا سنويًّا قدره 500 جنيه مصري، ويعتبر الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي أول من تلا القرآن الكريم بمكبرات الصوت في مكة والمسجد النبوي ووقفة عرفات من عام 1948م.
وتحول اسم الشعشاعي من مجرد اسم يقود فرقة تواشيح إلى قارئ شهير، حجز مقعدًا ليتلو آيات الذكر في مآتم سعد زغلول باشا، وعدلي يكن باشا، وثروت باشا.
وحج "الشعشاعي" بيت الله الحرام سنة 1948، وقرأ القرآن فيه على مسامع عشرات الآلاف من الحجاج، وسافر إلى العراق عام 1954، ثم سافر إليها أكثر من مرة بعد ذلك منها عام 1958م وعام 1961م.
وحاز "الشعشاعي"، العديد من الأوسمة من وزارة الأوقاف، وفي عام 1990م منحه الرئيس الأسبق حسني مبارك وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى تقديرًا لدوره في مجال تلاوة القرآن.