السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ليس لـ"العبيد" إرادة عصيان "سيدهم"!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
علينا التسليم بأن قضية «تهويد» القدس «العربية» ليست فى اعتراف الرئيس الأمريكى الأرعن والمستفز ترامب بها عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، فكل الإدارات الأمريكية المتعاقبة «جمهورية أم ديمقراطية» كانت وما زالت داعمة وحاضنة للكيان الصهيوني.
وإنما مشكلة القدس فى أبنائها المنتمين لها هوية وعقيدة، فلسطينيين كانوا أم عربا أم مسلمين، عندما أصبحوا شعوبًا وقبائل متناحرة ومتنازعة على أسس عرقية وطائفية، وحزبية، وقطْرية.. يلهثون وراء واشنطن أو بروكسل أو موسكو لتنقذهم من أنفسهم المتوحشة- كما يقول الكاتب الفلسطينى أحمد الحيلة!.
فها هى حكومة الاحتلال الإسرائيلى تسابق الزمن لفرض سياساتها العدوانية والتصعيدية على أهل مدينة القدس المحتلة، مستغلة الخرس العربى والإسلامى، والفرصة الذهبية التى منحها إياها ترامب، بعدما اعترف متحديا العالم بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل»، وزاد فى استهتاره بالمشاعر العربية المرهفة التى هرولت خلفه عقب فوزه، بوعد حليفه نتنياهو بالمشاركة فى نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة بعد شهرين من الآن!!.
والسؤال.. هل يملك العرب وسائل ضغط على أمريكا وإسرائيل للتراجع عن مخططها المتسارع لتهويد القدس؟
الإجابة بـ«نعم» كبيرة بحجم ما يمتلكونه من وسائل عدة وعظيمة نجملها فى الآتى:
على المستوى الاقتصادى...تبلغ الودائع العربية فى المصارف الأمريكية نحو ٧٠٠ مليار دولار، فيما تقدرالاستثمارات العربية بنحو ٦٨٠ مليار دولار، أى نحو ١٢٫٨٪ من إجمالى الأموال العربية المستثمرة فى العالم، علاوة على استثمارات للسعودية وحدها فى سندات الخزانة الأمريكية تزيد على ٨ر١١٦ مليار دولار، وهذه المبالغ ذات الأرقام الفلكية هى ورقة ضغط مهمة فى مجتمع «مادى»، ورئيس بدرجة «تاجر».
-التلويح بغلق ممرات الملاحة الدولية أمام السفن والعبارات الأمريكية سواء من جانب مضيق جبل طارق ( المغرب)، أو عبر قناة السويس (مصر)، ومن ثم التأثير سلبًا على حركة الملاحة الدولية، بما يهدد حركة التجارة العالمية برمتها.
- تخفيض إنتاج النفط فى مجموعة دول الأوبك، ما سيؤثر على أسعار النفط العالمية، وكذلك على مستوى المخزون النفطي، فضلا عن كونه أداة ضغط ليست فقط عربية، وإنما من جانب الدول التى لها مصلحة فى ألا ترتفع أسعار النفط وألا يخفض مستوى الإنتاج.
-حظر التعامل مع الشركات والمنتجات الأمريكية، ووقف استيراد السلع بما يفقد أمريكا جزءًا هاما من العالم يستطيع تصريف منتجاته فيه، ويتزامن مع ذلك إلغاء التعاملات الاقتصادية والتجارية بين العرب وإسرائيل التى تزيد على ٥ مليارات دولار سنويا.
أما «سياسيًا».. فيمكن تكوين تحالف دولى رافض للتصرفات الأمريكية غير المحسوبة، التى من شأنها أن تؤثر على القرار الأمريكي، وفى مقدمتها دول مثل روسيا والصين وفرنسا وغيرها.
- استدعاء السفراء العرب وتخفيض التمثيل الدبلوماسي.
-الدعوة لعقد جلسة عامة لجامعة الدول العربية تضم كافة رؤساء الدول العربية والإسلامية والدول الرافضة للقرار، والخروج بقرارات واضحة المعالم وغير مطاطة.
-إصدار إعلان عربى موحد من قبل قادة الدول العربية بإعلان عدم الاعتراف بإسرائيل كدولة. وغلق جميع سفاراتها وقتصلياتها العاملة فيها، وطرد السفراء الإسرائيليين من البلدان العربية.
وعقد مؤتمر دولى فى إحدى الدول العربية لكافة الدول الرافضة، بغرض التنديد بالقرار الأمريكى وتكوين تكتل دولى ضده.
-إعلان عدم التعامل وقطع العلاقات مع أى دولة توافق على القرار أو تساند الولايات المتحدة الأمريكية فيه.
-إعلان إسرائيل وأمريكا كدولتين راعيتين للإرهاب وداعمتين له، والتعامل معهما على أساس أنهما دول تنتهك الشرعية الدولية وحقوق الشعوب.
-إتمام عملية المصالحة الفلسطينية بين حركتى فتح وحماس، التى أصبحت ضرورة أكثر منها خيارا.
التلويح عربيًا بالتحالف مع دول مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية، (مثل كوريا الشمالية) ما من شأنه أن يمثل أداة ضغط على الدول الحليفة والصديقة لها.
ويبقى السؤال...طالما لنا كل هذه الأوراق التى يمكن تركيع أمريكا وطفلتها المدللة «إسرائيل «.. فلماذا لا نلعب بها؟
الإجابة: لأن ليس للعبيد إرادة عصيان أسيادهم ولا حتى تهديدهم!!.