الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عن الرجل!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أربع سنوات قضاها الرجل على كرسى المسئولية الأولى، لم يغمض له جفن وكرجل عسكرى فى انتباه دائم فى كل مكان وفى كل اتجاه وفى كل ساحة وميدان، شاهرًا سلاحه، ويده دائمًا على الزناد لا يعرف معنى الاسترخاء. هذه المرحلة التى تمر الأمة بها تتطلب منا كمصريين إلى التخلى عن الألام الشخصية ومشاكل الحياة اليومية والتعالى على الذات، وعلينا أن ندخل فى صلب الموضوع وجوهر القضية وأن نمتلك الشجاعة بكل وقودها المدهش لكى ندوس بأقدام محاربة على أشواك الآلام الشخصية والنزوع حول المسئولية العامة للدولة مهما اختلف علينا إن نتفق، الأمر أكثر وأعمق وأشمل، فنحن لسنا فى حاجة إلى أى محاولة لفهم حقيقة الأمور، فالأمور كلها واضحة وضوح الشمس لأن كل شىء يتم فى النور وعلى الرأى العام وعلى الهواء مباشرة دون وسيط، القرارات لا تحتاج مفسرًا أو تفسيرًا والمواجهة لا تحتاج الإهمال والكسل والتقصير. عن الرجل عبدالفتاح السيسى ظاهرة قيادية وسياسية قام ويقوم بصورة غير قابلة للقسمة، لكنها قابلة للجمع، وليس الطرح إذا نظرنا إلى ما تحقق بعين واحدة وسمعنا بأذن واحدة، فهذا يصعب إن تحل فى ميزان أدائه للواجب، ويصعب علينا فى هذه الحالة إن نقارن بين الوزن الكمى لحجم الأداء وجوهر العطاء. لم يطلب الرجل أن يكون الحديث عنه من باب الإيجابيات فإنه من أكثر رؤساء مصر تعرضًا للانتقادات ومن أهم ميزاته هو قدرته وسعة صدره حتى لمن يحولون الإيجابيات إلى سلبيات، فلم يطلب من أحد أن يسلط على إيجابياته ويبرر قراراته، ويصمم نظريات تخدم أفكاره، لكن ما يحدث الآن من توازن رائع غير مسبوق فلا يوجد تسليط على الإيجابيات وحدها وهى كثيرة، أما السلبيات فإن ما يُذاع، وينشر معظمها تدخل فى دائرة (التنكيت). ليس على أبناء ثورة ٢٥ يناير وثورة ٣٠ يونيو أن يدافعوا عما حدث من إنجازات ومواجهات مع التحديات فى ظل الابن المخلص لهذه الثورة، فهو الرجل الذى حافظ على استمرار الدولة رغم ما تعرضت ليست من مجرد شروخ لكن سوف يثبت التاريخ إن دوره الحقيقى كان بمثابة عملية حربية استطاع أن يوقف انهيار هذه الدولة وبكل تواضع لم يطلب إن تكون له أبواق تصوره على أنه صاحب نظرية أو مفكر سياسى أو استراتيجى، لكنه أنقذ البلاد وحضارتها ووضع يده فى يد الشعب خاصة الشباب والمرأة وسار معهم على طريق الأمانة، لإعادة بناء هذا الوطن الذى لم تكتمل الصورة تمامًا كما نريد أو تلبى طموحنا كمصريين، ووصلت البلاد إلى درجة من المواءمة بين احتياجتها اليومية ومتطلبات المستقبل واحتياجات ما هو حال وجديد. حق الرجل أن يشعر بأن الأمة تجاوبت فهو لا يجر البلاد إلى اليمين أو دفعها إلى مواقع تخطاها الزمن، فمبدأه يقوم على التعايش وفلسفة العدل الاجتماعى، وشعاره الذى حرك الضمائر والقلوب والواجدان «تحيا مصر» فعلًا تحيا مصر، وستظل خالدة على مدى الدهر، وهذا جعله يدفع المجتمع إلى حركة ديناميكية يومية فى كل يوم نرى بناء جديدًا وفكرًا جديدًا وأطروحة جديدة، وهذه الآلية هى التى تجدد الأفكار والأدوات المجتمعية، وهذا يكسبها باستمرار الأصالة والثورية فقد كشف للشعب أن الاستقرار ليس الجمود، لكنه هو الحركة الدائمة لأن الثبات والاستاتيكية لا تجلب للوطن سوى التقهقر وتحرمنا من تلبية احتياجتنا المتدفقة والمتعددة فى كل المجالات. حق الرجل أن توثق جهوده بحيث لا تذهب إلى إدراج النسيان. حق الرجل أن تحسب له شجاعته حين قبل المسئولية كقائد عام للقوات المسلحة وحافظ على توازنها وكوادرها وحماها من أى قرار يمكن أن يصدر من القيادة السياسية وقتها فى لحظة انفعالية والذى تابع آخر خطاب للرئيس السابق، وكان السيسى يجلس فى الصف الأول حينما ألمح إن قواتنا المسلحة تضم قادة يمكن وزنهم بالذهب والماس وهذه لغة يفهمها اللاعبون فى الحقل السياسى، وهى يعنى أنه تعرف على هؤلاء القادة ويمكن فى أى لحظة أن يتخذ شئونه فى عزل القائد الذى لا يسير فى ركابه فى أى وقت يشاء ولم يكتفِ السيسى فقط وقتها بالاستماع وابتلاع هذا الإنذار بل كان رده فى لقاء عام حضره عدد من الشخصيات المدنية ليقول «نقطع إيدينا لو صدر للجيش أى أمر بضرب الشعب» شجاعته تحسب له، وفى مقر الكلية البحرية بأبوقير حينما قال للشعب فى أول مرة يتحدث فيها قائد الجيش للشعب مباشرة ليقول: «لو الشعب أصدر لنا أمرًا أن نتدخل ونتخذ الموقف المناسب لنزيح هذا الكابوس الجاثم على صدر الشعب فإننا سنلتزم بأمر الشعب، أليست هذه شجاعة، وتسلم السيسى المسئولية، وتسلم أنقاض دولة، اليست شجاعة أن يتحمل الرجل قيادة الأمور دون أى دليل. حق الرجل الذى يعيد بناء الدولة متحديًا كل الحواجز وتخطى العقبات بالتعاون مع الشعب أحيانًا أو باتخاذ إجراءات صعبة أحيانًا أخرى المهم أن كل شىء يتم فى النور. حق الرجل أن يحظى بتقدير لأنه خاض المعارك مرتديًا ملابس الميدان معلنًا أن الذى يريد أن يهدم الدولة فإن دماءه فداء لهذا الوطن.
حق الرجل أن نقول له إن ازدهار الحوار البناء مع الشباب هو من الأمور التى ستكتب فى تاريخك، فأمامنا أمر مهم، وهو تأكيد حرية الصحافة.
نقول للرئيس فى هذه اللحظات التاريخية: إنه إذا اهتز القلم فى يد الكاتب ارتعش المدفع فى يد المقاتل.. هذا هو مفتاح الديمقراطية ومفتاح التنمية من أوسع أبوابها.