الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

عين على خبر.. قمة أخوية بين مصر والسودان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الإثنين، بمطار القاهرة الدولي، الرئيس السوداني "عُمر البشير"، الذي يزور مصر، واصطحبه إلى قصر الاتحادية، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم استعراض حرس الشرف، وعزف السلامين الوطنيين. 
صرح السفير بسام راضي، المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن السيد الرئيس عقد جلسة مباحثات مع الرئيس عُمر البشير، استهلها بالترحيب به في وطنه مصر، مؤكدًا ما يجمع بين البلدين من علاقات تاريخية وعوامل ثقافية واجتماعية مشتركة وممتدة لآلاف السنين.
أشاد السيسي بالتطورات الإيجابية، التي تشهدها العلاقات بين البلدين، مؤخرًا، على مختلف المستويات، مشيرًا إلى انعقاد الاجتماع الرباعي، الذي ضم وزيري الخارجية ورئيسي جهاز المخابرات في البلدين بالقاهرة الشهر الماضي، والذي تمت خلاله مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الطرفين بشفافية كاملة.
أكد الرئيس حرص مصر على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف مع السودان من أجل ترسيخ التعاون خلال الفترة القادمة، والعمل على إعطاء قوة دفع جديدة للعلاقات في كافة جوانبها وتحقيق نقلة نوعية تلبى طموحات شعبي وادي النيل الشقيقين.
أضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السوداني أعرب من جانبه عن تقديره لحفاوة الاستقبال وسعادته بزيارة مصر، مؤكدًا ما يجمع بين البلدين الشقيقين من علاقات أخوية تاريخية، ومرحبًا بتفعيل التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، والعمل على تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية بما يحقق التكامل بين جهود البلدين التنموية، كما رحب الرئيس "عُمر البشير" بالتشاور المستمر بين البلدين، مؤكدًا ما يعكسه ذلك من خصوصية العلاقات التي تربط بينهما، وأشار الرئيس السوداني إلى أن التحديات الناتجة عن الأوضاع الإقليمية الراهنة تحتم على البلدين مواصلة التنسيق المكثف بينهما بما يساهم في تحقيق مصالحهما المشتركة، فضلًا عن تعزيز التعاون على مختلف المستويات، بما في ذلك على الصعيد الأمني.
ذكر أن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بمشاركة الوزراء المعنيين من الجانبين، حيث تم الاتفاق على ضرورة تعظيم التعاون الاقتصادي وتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين، خاصةً في مجالات الزراعة والإنتاج الحيواني والنقل والبنية التحتية، فضلًا عن إقامة مشروعات حيوية بين البلدين تندرج تحت مفهوم الشراكة الاستراتيجية بينهما، وفى هذا الإطار تم التأكيد على أهمية الإسراع بتنفيذ المشروع الخاص بالربط الكهربائي بين مصر والسودان، وقد أعرب السيد الرئيس خلال المباحثات عن حرص مصر البالغ على دعم الدولة السودانية ومؤسساتها، مشددًا على ضرورة إبقاء قنوات الاتصال بين البلدين فاعلة ومنفتحة في إطار من الشفافية والمصداقية.
كما أوضح أن المتغيرات والظروف التي تحيط بالمنطقة وطبيعة الأوضاع السياسية وحجم التحديات الأمنية، تفرض ضرورة التوحد صفًا واحدًا ككتلة صلبة للحفاظ على مؤسسات دولنا وتحصينها من أية محاولات للنيل من مقدراتها، وذلك إرساءً لمبدأ أن الأمن القومي لدول وادي النيل كل لا يتجزأ، وقد اتفق الرئيسان -في هذا الإطار- على تعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين من خلال اللجنة الأمنية، التي تم تشكيلها بين البلدين.
عقد الرئيسان -عقب انتهاء المباحثات- مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا، وجاءت كلمة الرئيس السيسي، كالتالي:
فخامة الأخ العزيز الرئيس/ عمر البشير..
السيدات والسادة
اسمحوا لي أولًا أن أرحب بأخي فخامة الرئيس البشير والوفد السوداني المرافق في بلدهــم مصــر، وأن أؤكد علاقات الأخوة الأزلية والروابط المشتركة التي تجمع شعبي وادي النيل، وإدراكهما لأهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وأهمية تعزيز وترسيخ علاقات الأخوة، وتعظيم مساحات التعاون المشترك، بما يليق بأهمية العلاقات بين البلدين ويرتقى إلى طموحات الشعبين، ويتسق مع ما يجمعهما من تاريخ وعلاقات وطيدة، اجتماعية وثقافية وأيضًا سياسية وأمنية واقتصادية.
السيدات والسادة
تأتى هذه الزيارة الكريمة من الأخ الرئيس/ عمر البشير والوفد المرافق لتعكس الروح الإيجابية بين البلدين، والحرص التام على تعزيز التشاور والتنسيق، وتوثيق أواصر التعاون في مختلف المجالات وتعزيز التشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقد تناولت مع الرئيس البشير، في المحادثات الأخوية بيننا، سبل تحقيق وتعزيز المصالح المشتركة، في ظل الاحترام الكامل للشئون الداخلية والعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومي للبلدين، بما من شأنه رفع مستوى التعاون والتنسيق الثنائي إلى أعلى مستوى، على النحو الذي يعكس الأهمية الكبيرة، التي توليها الدولتان للعلاقات بينهما.
واتفقنا كذلك على أهمية العمل على استشراف آفاق أوسع للتعاون والتشاور والتنسيق في مختلف المجالات والقضايا، التي تهم البلدين، وبحث الفرص المتاحة، وتفعيل الآليات المشتركة المتعددة بين البلدين، ومن بينها اللجنة الخاصة بتعزيز التجارة والهيئة الفنية العليا المشتركة لمياه النيل، وهيئة وادى النيل للملاحة النهرية، واللجنة القنصلية، واللجنة العسكرية، ولجنة المنافذ الحدودية، وآلية التشاور السياسي على مستوى وزيري الخارجية، ولجان أخرى عديدة تعمل على تذليل أي صعوبات أو تحديات أمام تلك العلاقة الأخوية العميقة.. واتفقنا أيضًا على الحفاظ على دورية انعقاد هذه الآليات بصورة منتظمة وبما يؤمن تعزيز مصالح البلدين ومعالجة أي شواغل أو تحديات قد تطرأ أمامهما.
كما أكدنا اعتزام البلدين على المضي في طريق تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والربط الكهربائي، والنقل البري والجوي والبحري، ومشروعات البنية التحتية، والاستفادة من الخبرات الاستشارية والتنفيذية المتوافرة لدى البلدين.
فى ضوء أن نهر النيل يمثل شريان الحياة لشعبَي وادي النيل، فقد أكدنا عزمنا العمل معًا، ومع الأشقاء في إثيوبيا، للتوصل إلى شراكة في نهر النيل تحقق المنفعة للجميع دون الإضرار بأي طرف، ومواصلة العمل على تنفيذ نتائج القمة الثلاثية المصرية السودانية الإثيوبية حول سد النهضة، التي عقدت في أديس أبابا في إطار تنفيذ اتفاق إعلان المبادئ الموقع بالخرطوم في 23 مارس 2015.
اتفقنا كذلك على بدء الإعداد لعقد اللجنة المشتركة برئاسة رئيسي البلدين خلال العام الحالي في الخرطوم، حيث عقدت اللجنة الأخيرة في القاهرة عام 2016.
فخامة الرئيس/ عمر البشير، رئيس جمهورية السودان الشقيق
مرة أخرى، أرحب بكم فخامة الرئيس ضيفًا عزيزًا على مصر، مؤكدًا سعادتي الكبيرة بالالتقاء بكم اليوم، ومعربًا عن تطلعي لمزيد من تفعيل علاقات التعاون الوثيقة بين بلدينا في مختلف المجالات، لتستمر العلاقات بين بلدينا تعبيرًا صادقًا عن أسمى معاني الأخوّة والمصير المشترك وتحقيق المصلحة المشتركة لشعبينا الشقيقين.
أشكركم، وأعطى الكلمة لفخامة الرئيس/ عمر البشير، فليتفضل.