طفولة موءودة بين أكوام القمامة، ضحكات طفل هاربة ونظرات عين شاردة، وعلامات استفهام تدفعك للتساؤل، كيف لهذا الطفل أن يترك لعبته.. مرحه.. مدرسته.. قلمه وكراسته.. ويأتى هنا بين النفايات؟
أحمد ناصر هكذا عرف نفسه لدى سؤاله، ثم واصل الحديث، وكأنه يود أن يتكلم.. أن يخرج شحنة ما بداخله: «أنا بجمع كراتين وورق وكنزات فاضية من الصبح علشان أبيعها، وأدى الفلوس لأمي، لأن أبويا مطلقها وعندى إخوات بنات، وأمى اتجوزت رجل تانى بيصرف على عياله بس، فبشتغل علشان أصرف أنا كمان على إخواتى البنات، واختتم: «أنا كان نفسى أروح المدرسة وأتعلم.. بس هروح امتى.. واشتغل امتى.. ومين اللى هيصرف على إخواتي؟.. أنا بفرح لما ألاقيهم مبسوطين، وإن شاء الله لما أكبر هسيب الشغلانة دى واتعلم شغلانة كويسة واتعلم القراءة والكتابة.. بس بعد لما أجوز إخواتى البنات».
