الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ترامب وكيم.. قمة الاحتمالات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يلقى التحول المفاجئ فى العلاقة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والرئيس الكورى الشمالى كيم جونج أون، الترحيب الكبير على افتراض أنه سيتم بالفعل. وسوف يكون نجاح هذه القمة لمصلحة العالم أجمع. وقد عرفنا عن ترامب أنه الرجل الذى يحاول أن يكون الفائز دائمًا. ويتمنى «كيم» من جهته أن يتم رفع العقوبات الاقتصادية ضد بلاده، وأن يضمن البقاء فى الحكم على المدى البعيد. ويبدو لى أن احتمال النجاح أضعف من احتمال الفشل الذى ستكون له نتائج خطيرة، إذ يتضح أن الأمل بأن يتخلى «كيم» عن أسلحته النووية ضئيل جدًا، وربما يكون واهيًا. وأقصى ما يمكن للرئيس ترامب أن يفوز به من لقاء القمة هو تجميد البرنامج النووى والصاروخى الكورى الذى اقترب من مرحلة تهديد الولايات المتحدة واستهدافها. وتسود الدوائر السياسية فى واشنطن وعواصم حليفة أخرى شكوك حول قوة الاستعداد الأمريكى لخوض هذه الجولة من المفاوضات، لا سيما أن ترامب لا يبدو فى أفضل استعداداته الفكرية. وفى اليوم الذى أعقب الإعلان المفاجئ عن الاتفاق على عقد المحادثات، ظهر وكأن البيت الأبيض يحاول التراجع عن موقفه من خلال التلميح باحتمال وضع شروط مسبقة لعقد الاجتماع. وهذا يعدّ دليلًا على إغفال العديد من الاعتبارات المهمة عندما اتخذ ترامب قراره المفاجئ بلقاء «كيم». وإلى ذلك، فإن إدارة ترامب تفتقر لخبرة التعامل مع كوريا الشمالية، ولا تتوافر للبيت الأبيض حتى الآن معلومات استخباراتية كافية تتعلق بشخصية «كيم»، كما أن الرأى العام الأمريكى بقى فى الظل فيما يتعلق بهذه القضية. ورغم عنصر الإثارة الذى رافق إعلان الخميس عن المحادثات المقبلة، فإن المشاكل الأساسية والخطيرة القائمة بين الطرفين لا تزال على حالها ودون ظهور أى بوادر حقيقية لحلها. كما أن المحادثات ذاتها والتى يُفترض حتى الآن أن تتم فى نهاية شهر مايو المقبل فى مكان لم يتم الاتفاق عليه، ستكون بين ترامب، وكيم دون أن يكون للصين مكان فيها.
ويعتقَد أن العلاقة بين الصين وكوريا الشمالية تفتقر لعنصر الاحترام المتبادل، وهى أشبه بزواج المصلحة. ومن مؤشرات ذلك أن السفير الصينى فى بيونج يانج لم يقابل «كيم» ولا مرة واحدة. ولا ترغب الصين بأن ترى كوريا الشمالية وهى مسلحة بالقنابل الذرية، لكنها أيضًا لا تريد انهيار نظام «كيم»، إذ سيؤدى ذلك إلى امتداد النفوذ الأمريكى فى شبه الجزيرة الكورية كلها. وماذا عن تهديد ترامب بتنفيذ ضربة استباقية ضد كوريا الشمالية؟ وهل تمثل الحل البديل لو فشلت المحادثات؟ فى ضوء الاحتمال الضعيف بأن تتمكن القنابل الأمريكية من تدمير كل الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، فإن ١٠ آلاف بطارية مدفعية سوف تمطر مدينة سيول بسكانها البالغ عددهم ١٠ ملايين، علاوة على القواعد العسكرية الأمريكية فى كوريا الجنوبية. ويزعم بعض صقور الحرب أن «كيم رجل مجنون ومتهوّر». لكن إذا كان الأمر كذلك، فسوف تندرج كل الخيارات المتاحة للتعامل معه فى إطار الجنون المطبق، وينبغى أن يتركز الهدف المنشود من التفاوض على اختيار الحل الذى يضمن تحقيق أقل قدر من الضرر. بيد أن هناك أيضًا من يعتقدون بخلاف ذلك، ومنهم المحلل «جونج باك» من «معهد بروكينجز» التابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والذى قال خلال لقاء تليفزيونى مؤخرًا إن «كيم أكثر ميلًا للتعقل من ميله للانتحار»، وإنه لا يريد الدخول فى صراع قد يؤدى إلى دماره فيما لو كان هو البادئ بتنفيذ الضربة الأولى.