الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خبراء: عودة "داعش" في سوريا يحقق مصالح تركيا وأمريكا.. "النجار": يستغل الصراعات من أجل العودة.. "عامر": استمراره بالشام لتبرير الوجود الأمريكي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ربط عدد من الخبراء بين عودة "داعش" في سوريا، وما سموه "التواطؤ التركي والأمريكي"، من جهة، والقتال بين الأكراد والجيش السوري الحر، من جهة أخرى.


وقال هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية بـ"الأهرام"، إن ما يحدث في سوريا هو محاولة من جانب داعش لتعويض خسائره، ويستغل التنظيم ما يحدث بين الأكراد والجيش السوري الحر في شمال سوريا، حيث أصبح التنظيم عبارة عن بقايا جيش مهدم، لا يمتلك السلاح، ولا التمويل، لذلك يعمل على استغلال الصراعات من أجل العودة من جديد.
وأضاف " أن "داعش" لم ينته في سوريا نهائيا، بل لديه بقايا يعملون على بناء التنظيم من جديد، إلى جانب استفادته من العملية العسكرية التركية في عفرين، التي يشير إليها الجانب التركي بصفتها معقلا لخصومه المتمثلين بوحدات حماية الشعب الكردية أو قوات سوريا الديمقراطية.
وتابع الباحث في شئون الحركات الإسلامية بالأهرام، أن داعش يظهر من خلال تسلل عناصره وإعادة الانتشار في محافظة إدلب، وغيرها من المناطق الشمالية في سوريا.

وبدوره، قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن داعش انتهى إلى حد كبير في سوريا والعراق، وما تبقى منه هو مجرد عناصر متفرقة، إلى جانب وجود مجموعة من الجماعات المتطرفة في سوريا كجيش الإسلام وغيرها.
وأضاف أن التنظيم لن يعود بنفس القوة السابقة بسبب خسائره الفادحة وانعدام الدعم الخارجي له، إلا أنه لا يزال بإمكانه القيام بالكثير لإثارة الكراهية العرقية والطائفية، لأن العديد من السوريين في الرقة مثلا يشتبه بهم على أنهم من أنصار داعش السريين، وكذلك في الموصل العراقية، كما أثيرت شائعات وأنباء عن خلايا نائمة تابعة لداعش في الرقة قد تنشط في أي لحظة. 
وتابع "غباشي"، أن داعش انسحب إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال سوريا، بعد فتح طريق له من قبل قوات الأسد، التي تحاول بهذه الطريقة، حسب متابعين، تسهيل دخول داعش إلى إدلب لـ "شرعنة" القصف الجوي، والتقدم على حساب المعارضة، بعيدًا عن اتفاق خفض التوتر. 

وفي السياق ذاته، قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن داعش سيعود إلى سوريا بناء على تواطؤ من الولايات المتحدة، ودولة تركيا الداعمة للإرهاب، من أجل زعزعة الاستقرار في المنطقة، حسب تعبيره.
وأضاف أن داعش سيستغل الصراع الدائر بين الأكراد والنظام السوري للعودة، وهي خطة محكمة من قبل أمريكا وتركيا من أجل السيطرة علي الأراضي السورية، لأنه طالما الأوضاع السياسية متأججة هناك، فإن أمريكا ستضمن السيطرة، وأشار إلى أنه توجد مصلحة لكل من أمريكا وتركيا ببقاء داعش، متهما الدولتين أيضا بالمساعدة في تمويله.

وبدوره، قال سامح عيد، الإخواني المنشق والباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن تركيا هي الدولة الأولى في رعاية ودعم الإرهاب بالعالم، ولذلك هي تدعم بقوة تنظيم داعش الارهابي حتي يعود من جديد إلى سوريا، وأضاف أن تركيا في مصلحتها ألا تنعم سوريا بالاستقرار والاستقلال، لأن الارهاب يجعل أنقرة تنفذ السياسات التخريبية التي تريدها.
وأشار الأخواني المنشق إلى أن تركيا لديها حلم كبير، وهو الخلافة، فهي تريد أن تسترجع دولة الخلافة التي كانت تتزعمها في العصور الماضية، حتى تحكم العالمين الغربي والعربي، لذلك هي تتعاون مع أي جهة لتحقق هذا الحلم، ولذلك هي تدعم داعش وبقوة.
وأوضح أن تركيا توفر كافة الاحتياجات المادية والسياسية والعسكرية والصحية، حتي لا يسقط داعش ويظل متواجدًا في سوريا، مستغلة في ذلك الأمر قرب المسافات بين البلدين.

ومن جانبه، قال عبد الشكور عامر، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية والباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن إستمرار داعش فى سوريا حتى الآن رغم هزيمته هو مطلب أمريكى أوروبى تركى لتبرير احتلال بعض أجزاء ومناطق فى سوريا، كما أنه أحد أهم المبررات الأمريكية لبقائها فى الأراضى السورية وتلكؤها فى الانسحاب منها.
وأضاف أن انتهاء وجود داعش في سوريا يقضي على الذرائع الأمريكية للتواجد هناك، في وقت أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب جزء من القوات الروسية من سوريا ما يزيد الضغط على الأمريكيين للانسحاب أيضا، ولذلك يظن الامريكيون ان إنقاذ قادة داعش والاحتفاظ بهم من أجل المشاريع المستقبلية هو أفضل طريق لتأجيل الانسحاب الأمريكي من سوريا، حسب تعبيره.
وأشار إلى أن الجماعات الارهابية كانت أدوات هامة لتحقيق المصالح الأمريكية والغربية والتركية فى منطقة الشرق الأوسط، لكن داعش تفوق على باقي الجماعات المسلحة في استقطاب وجذب المتطرفين الإرهابيين على شبكة الإنترنت، وهذا أقنع الأمريكيين بضرورة عدم القضاء نهائيا على التنظيم، ما يفسر عمليات الانقاذ السريعة لقادته بواسطة القوات الامريكية فى شهر ديسمبر ٢٠١٧ وتدخل القوات الأمريكية أكثر من مرة لحماية قادة داعش ونقلهم بواسطة الطيران الأمريكى لمناطق أكثر أمنا، على حد قوله.

وأخيرا، قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الباحث المتخصص في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تركيا تدعم بقوة تنظيم داعش في سوريا، لأنها من خلال هذا التنظيم الإرهابي ستحقق كافة مصالحها.
وأضاف عبد الفتاح في تصريحات لـ"البوابة"، أن تركيا تدعم داعش، حتى تضمن عدم تأسيس دولة للأكراد في أراضيها، وفي الأماكن الحدودية بينها وبين سوريا، خاصة أن الأكراد يشكلون خطرا علي دولة تركيا الداعمة للإرهاب، وتنظيم داعش الإرهابي يحارب الأكراد، ويقوم بقتلهم، لذلك هي تدعم داعش وتوفر له الممرات الآمنة، حسب تعبيره.